التوسع الدلالي في المفردة القرآنية

الشهيد والشهادة

محمد الهاملي

الشهيد في اللغة العربية أصلة من الشهود والحضور ومنه الشهادة التي تقابل كما يقول الله عز وجل ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )الأنعام” 73.
ومنة الشهادة الذي يشهد بما رأى أو سمع أو علم ما رآه أو سمعةه أو علمه من السر إلى العلن ومن الخفاء إلى الظهور .
قال تعالى (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) فالآية تحمل معنى الظهور الذي يدل على العلو .
قال تعالى (شهيداً ما دمت عليه ) تدل الآية على التمكين والإحاطة ، بما هو واقع تحت المشاهدة.
وقد غلب لفظ الشهيد من يقاتل مجاهداً في سبيل الله فلفظ الشهيد لم يرد في القرآن بهذا المعنى الذي يدل على الاستشهاد ، بل نرى القرآن قد آثر لفظ القتل على لفظ الاستشهاد .
قال تعالى ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ) كما لم يجئ القرآن بلفظ ” يستشهد” وإنما بلفظ القتل .
قال تعالى ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ ) فآيات لقرآن تتوارد على لفظ استشهاد بدلاً عن لفظ القتل.
فالشهيد هو الذي ضحى بكل ما يملك حتى نفسه فلذلك قال الحظوة عند الله وأعد الله له جنات الفردوس .
فالشهيد وحدنا كما وحد الوطن وكذلك الإعلام وحدنا كما توحد هو في نفسه ، فالقناوات توحدت لهذا الغرض وفي أسبوع الشهيد علينا أن نتذكر عظمة ذلك فيكون لنا قدوة ونبراساً وعلماً لنسير على خطا ، كما نسير على دربة ، فذكر الشهيد محطة ودروس وعبر ، فهذه الذكرى لها دلالة مهمة في حياة اليمنيين.
فهؤلاء الشهداء قدموا جل حياتهم ، قدموا أنفسهم قرباناً لله سبحانه وتعالى ، فأرواحهم شامخة في الفردوس الأعلى .
وإن كل ما كان يحرص عليه الشهيد هو أن يكون خروجه من الدنيا في سبيل الله هو بشرى استشهاده والقدوم إلى إخوانه الباقين في الصفوف الأمامية وهو الاجتماع بالشهداء الذين سبقوه إلى ساحة الخلود فطوبى لهم ذلك .
الشهادة حياة لنا ورمز وثبات تمثل لنا قيمة دينية ووطنية ، وفي هذا الأسبوع علينا أن نتذكر عظمة هذا الشهيد الشجاع الذي قدم أغلى ما يملك وهي حياته ضحى بها في سبيل هذا الوطن بكل فخر واعتزاز .
فالشهادة عز وكرامة ، فهذا الشهيد يحمل الإيمان قبل أن يحمل السلاح .
فالذكرى علينا أن نستوعبها لتكون ناقوساً أو جرساً للذكرى ولمعرفة ما قدموا وما ضحوا من أجلة ، كما علينا أن نستحضر أدوارهم وقتالهم وبطولاتهم في كل الجبهات .
فالشهادة مكرمة من الله لأن تضحيتهم كانت جسيمة لقد حصلوا على بغيتهم وهي الشهادة فنالوا الفردوس الأعلى .
حقيقة إنه لا مطلب أعز ولا أكرم ، ولا أشرف من الموت في سبيل الله .
قال : صلى الله عليه وآله وسلم ” ما من نفس تموت لها عند الله خيرٌ يسرها أنها ترجع إلى الدنيا وأن لها الدنيا وما فيها ، إلا الشهيد ، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى .
وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتمنى الموت في سبيل الله ، لا مرة واحدة ، بل مرة ، ومرة ، فيقول عليه الصلاة والسلام والتسليم )والذي نفسي بيده لو رددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ) قالها ثلاثاً.
صحيح أن الشهيد رجل السماء في الأرض, يرسم طريق الحياة للناس من بعده بدمه، ويخطط الحياة العزيزة الكريمة عن طرق ومطالب تختلف عن طرق ومطالب الآخرين, وإنها طريق الله والنبوة الكرية ومطالب الملائكة والصديقين من السماء لأهل الأرض يطبقها هؤلاء الصحابة, لتبقى حية نادرة في حياة الناس، لأن كل من يقاتل في سبيله ويقدم نفسه قرباناً لله، وانتصاراً لدينه ودفاعاً عن حرماته، يستحق جنات الفردوس.. فطوبى لهم الجنة.
فالشهيد له المنزلة الغالية, والمقام الكريم الذي أحله فيه في دار البقاء، كما يتنافس فيه المؤمنون، ويعمل له العاملون، قال تعالى: “والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل آعمالهم”, وقال: “سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم”.
هؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم هل أنصفتهم مؤسسة الشهداء وقدمت لأهالي الشهيد كل ما يحتاجون, فالمعلومات تشير إلى أن هذه المؤسسة لا تجد الميزانية الكافية لهؤلاء, فهذا الكلام جدير بالاهتمام، فهم يتطلعون في الجهات المسؤولة إنصافهم لأن لهم الأولوية في العطاء والمنح والمساعدة المستمرة لأنهم قدموا فلذات أكبادهم ملحوظة.
بنو سعود وليس آل سعود
إذا قلت آل سعود, فإن آل تدل على العظمة والقوة والشموخ والسماحة والكرم والنجدة والعزة, وأما بنو فدلالتها تدل على التحقير والتصغير، فهذا هو حالهم وتنطبق عليهم هذه اللفظة (بنو) لأنهم أحقر فئة فهم أدوات بيد أمريكا.
فأمريكا هي التي تقتل الشعب اليمني فهم لا يستثنون أحداً من هذا الشعب, تضرب الجميع، فالسعودية والقاعدة وداعش أدوات أو بيادق فهم جميعاً جلبوا لنا وللبشرية الشر والمستطير، فأمريكا هي الشيطان الأكبر.
علينا أن تستشعر أن هؤلاء الأعداء يجب محاربتهم وقتالهم بكل ما أوتينا من قوة, وعلى كل قادر على حمل السلام أن يتوجه إلى الجبهات القتالية ليؤدي دوره في هذه الدنيا، وكما هو معلوم لدى الصغير والكبير الدمار الذي حل بنا وباليمن قاطبة.
الواجب قتالهم فهذا واجب ديني يحتم علينا النفير العام وبذل الغالي والنفيس، الصمود والتبوت والجهاد بكل الطرق والأساليب الممكنة, فالنصر لنا حتى الوقت الحاضر، والدلائل تشير بأننا منتصرون في كل الجبهات.
الخلاصة: علينا أن نكون من أنصار الله كما ورد في القرأن الكريم وعلينا أن نعزز الجبهة الداخلية لنكون قوة وأكبر تماسكاً، فالأعداء يتربصون بنا ويقتلوننا ظلماً وعدواناً.. علينا أن نكون أوفياء مع هؤلاء الشهداء.. علينا أن نعزز الجبهة الوطنية داخلياً وخارجياً.. علينا أن نكون في خندق الوطن نقاتل من أجله جيمعاً ويكفينا فخراً أننا توحدنا، فالعدوان وحدنا والشهيد وحدنا وأيضاً الإعلام وحدنا, فالوطن أصبح أكثر توحداً وعزماً على مقاتلت أمريكا وبني سعود.
سلام عليكم أيها الشهداء, فالحرية لا تنال إلا بالتضحية والفداء وعلى سبيل المثال الشهيد لطف القحوم مات شهيداً يدافع عن هذا الوطن، فكان دفاعه جسدياً ومعنوياً، كان جبهة قتالية، بكل ما تحمل الطلمة من معنى، لقد خلد حياته، وما الأناشيد التي صدح بها إلا دليلاً على شجاعته وحبه لهذا الوطن لقد عشق الجنة فنالها لأنه كان صادقاً مع الله ومع مقاتليه وأصحابه ومحبيه، ستبقى روحه خالدة إلى أبد الآبدين.. الرحمة على شهدائنا الأبرار.
دعاء: اللهم أنصر اليمن وأيد الجيش واللجان الشعبية وأبناء قبائلنا, اللهم أهلك بني سعود ومزقهم شر ممزق، وفرقهم كما فرقت أصحاب الفيل، اللهم نكس كبرهم وأزل غطرستهم وعتادهم وشل قدرة طائراتهم يا قوي يا عزيز أجب دعوة المظلومين أصحاب نبيك.

قد يعجبك ايضا