من ركائز الأخلاق الحضارية‮.. ‬العدل¡‬ المساواة¡ ‬الحرية‮

هائل الصرمي –

‮> ‬العدل والمساواة والحرية‮ ‬هي‮ ‬من أسس الشرائع الربانية العليا.أما العدل فقال تعالى‮ : »‬كِانِ‮ ‬النِاسْ‮ ‬أْمِةٍ‮ ‬وِاحدِةٍ‮ ‬فِبِعِثِ‮ ‬اللهْ‮ ‬النِبيينِ‮ ‬مْبِشرينِ‮ ‬وِمْنذرينِ‮ ‬وِأِنزِلِ‮ ‬مِعِهْمْ‮ ‬الúكتِابِ‮ ‬بالúحِق‮ ‬ليِحúكْمِ‮ ‬بِيúنِ‮ ‬النِاس‮ ‬فيمِا اخúتِلِفْواú‮ ‬فيه‮ ‬وِمِا اخúتِلِفِ‮ ‬فيه‮ ‬إلاِ‮ ‬الِذينِ‮ ‬أْوتْوهْ‮ ‬من بِعúد‮ ‬مِا جِاءتúهْمْ‮ ‬الúبِينِاتْ‮ ‬بِغúياٍ‮ ‬بِيúنِهْمú‮ ‬فِهِدِى اللهْ‮ ‬الِذينِ‮ ‬آمِنْواú‮ ‬لمِا اخúتِلِفْواú‮ ‬فيه‮ ‬منِ‮ ‬الúحِق‮ ‬بإذúنه‮ ‬وِاللهْ‮ ‬يِهúدي‮ ‬مِن‮ ‬يِشِاءْ‮ ‬إلِى صرِاطُ‮ ‬مْسúتِقيمُ‮ « ‬البقرة213‮ ‬وقال عز وجل‮ »‬إنِا أِنزِلúنِا إلِيúكِ‮ ‬الúكتِابِ‮ ‬بالúحِق‮ ‬لتِحúكْمِ‮ ‬بِيúنِ‮ ‬النِاس‮ ‬بمِا أِرِاكِ‮ ‬اللهْ‮ ‬وِلاِ‮ ‬تِكْن للúخِآئنينِ‮ ‬خِصيماٍ‮« ‬النساء105

وأما المساواة قال تعالى‮ : »‬رزúقاٍ‮ ‬للúعبِاد‮ ‬وِأِحúيِيúنِا به‮ ‬بِلúدِةٍ‮ ‬مِيúتاٍ‮ ‬كِذِلكِ‮ ‬الúخْرْوجْ‮« ‬ق11‮ ‬فالجميع عباد وقال‮ : »‬قْلú‮ ‬يِا عبِاد‮ ‬الِذينِ‮ ‬آمِنْوا اتِقْوا رِبِكْمú‮ ‬للِذينِ‮ ‬أِحúسِنْوا في‮ ‬هِذه‮ ‬الدْنúيِا حِسِنِةَ‮ ‬وِأِرúضْ‮ ‬اللِه‮ ‬وِاسعِةَ‮ ‬إنِمِا‮ ‬يْوِفِى الصِابرْونِ‮ ‬أِجúرِهْم بغِيúر‮ ‬حسِابُ‮ «‬الزمر10‮ ‬وقال تعالى‮ : »‬لِهْم من فِوúقهمú‮ ‬ظْلِلَ‮ ‬منِ‮ ‬النِار‮ ‬وِمن تِحúتهمú‮ ‬ظْلِلَ‮ ‬ذِلكِ‮ ‬يْخِوفْ‮ ‬اللِهْ‮ ‬به‮ ‬عبِادِهْ‮ ‬يِا عبِاد‮ ‬فِاتِقْون‮ «‬الزمر16‮ ‬فالجميع عبيد له تعالى والتفضيل لهم بقدر تقواهم‮ »‬يِا أِيْهِا النِاسْ‮ ‬إنِا خِلِقúنِاكْم من ذِكِرُ‮ ‬وِأْنثِى وِجِعِلúنِاكْمú‮ ‬شْعْوباٍ‮ ‬وِقِبِائلِ‮ ‬لتِعِارِفْوا إنِ‮ ‬أِكúرِمِكْمú‮ ‬عندِ‮ ‬اللِه‮ ‬أِتúقِاكْمú‮ ‬إنِ‮ ‬اللِهِ‮ ‬عِليمَ‮ ‬خِبيرَ‮ «‬الحجرات13
وأما الحرية فهي‮ ‬عبادة الإخلاص التي‮ ‬دعا إليها الله تعالى قال تعالى‮ :‬
‮»‬وِمِا أِرúسِلúنِا من قِبúلكِ‮ ‬من رِسْولُ‮ ‬إلِا نْوحي‮ ‬إلِيúه‮ ‬أِنِهْ‮ ‬لِا إلِهِ‮ ‬إلِا أِنِا فِاعúبْدْون‮ «‬الأنبياء25‮ ‬وهذا هو التوحيد الذي‮ ‬جاء به الأنبياء جميعا فلا خوف إلا من الله تعالى ولا رغبة إلا فيما عنده وهذا هو الإخلاص وكمال والتوحيد‮ ‬وقال‮ »‬قْلú‮ ‬إنِمِا أِنِا مْنذرَ‮ ‬وِمِا منú‮ ‬إلِهُ‮ ‬إلِا اللِهْ‮ ‬الúوِاحدْ‮ ‬الúقِهِارْ‮ « ‬ص65‮ ‬وقال‮ : »‬وِلِقِدú‮ ‬أِرúسِلúنِا نْوحاٍ‮ ‬إلِى قِوúمه‮ ‬فِقِالِ‮ ‬يِا قِوúم‮ ‬اعúبْدْوا اللِهِ‮ ‬مِا لِكْم منú‮ ‬إلِهُ‮ ‬غِيúرْهْ‮ ‬أِفِلِا تِتِقْونِ‮ «‬المؤمنون23
بل أكبر ذنب عند الله هو تنازل‮ ‬العبد عن حريته و توجهه نحو العبيد رجاء أو خوفا‮( ‬ومنه ما‮ ‬يعبر عنه علماء السلوك بالرياء‮). ‬
عِنú‮ ‬عِبúد‮ ‬اللِه‮ ‬قِالِ‮ ‬سِأِلúتْ‮ ‬النِبىِ‮ – ‬صلى الله عليه وسلم‮ – ‬أِيْ‮ ‬الذِنúب‮ ‬أِعúظِمْ‮ ‬عنúدِ‮ ‬اللِه‮ ‬قِالِ‮ » ‬أِنú‮ ‬تِجúعِلِ‮ ‬للِه‮ ‬ندٍا وِهúوِ‮ ‬خِلِقِكِ‮« . ‬قْلúتْ‮ ‬إنِ‮ ‬ذِلكِ‮ ‬لِعِظيمَ‮ ‬‮ ‬قْلúتْ‮ ‬ثْمِ‮ ‬أي‮ ‬قِالِ‮ » ‬وِأِنú‮ ‬تِقúتْلِ‮ ‬وِلِدِكِ‮ ‬تِخِافْ‮ ‬أِنú‮ ‬يِطúعِمِ‮ ‬مِعِكِ‮ « .‬قْلúتْ‮ ‬ثْمِ‮ ‬أي‮ ‬قِالِ‮ » ‬أِنú‮ ‬تزني‮ ‬بحِليلِةِ‮ ‬جِاركِ‮ «.‬
وكما أنها من القيم الحضارية الكبرى التي‮ ‬تمكن الأمة من القيادة والريادة واستمرار التمكين‮. ‬وهي‮ ‬قديمة بقدم الحضارة الإنسانية الأولى‮. ‬وقد نادى ببعضها أفلاطون وأرسطو‮ ‬‮ ‬وسقراط‮. ‬قامت بجزء منها الحضارة اليونانية قديما من بقايا الرسالات السماوية المتوارثة‮ ‬وإن كانت المساواة لم تتحقق في‮ ‬أي‮ ‬عصر من العصور‮ ‬سوى عصر الإسلام فقط‮ ‬ففي‮ ‬الحضارة اليونانية لم‮ ‬يعترفوا بمشاركة طبقة العبيد في‮ ‬الديمقراطية وهكذا بقية الحضارات‮ ‬أما الإسلام فقد اهتم بها اهتماماٍ‮ ‬كبيراٍ‮.‬
وأما العدل فالعدل‮ ‬يتولى تنظيم العلاقات بين الناس المادية والأدبية والسياسية والاجتماعية وغيرها ضمانا لحقوقهم‮ ‬‭ ‬لذا فإن العدل‮ ‬يدخل في‮ ‬كافة الشرائع‮ ‬أي‮:‬في‮ ‬جميع‮ ‬المعاملات‮. ‬وقد أمر الإسلام به ونهى عن ضده فهو المحور الأول الذي‮ ‬يرتكز الإسلام عليه قال تعالى‮ »‬إنِ‮ ‬اللهِ‮ ‬يِأúمْرْ‮ ‬بالúعِدúل‮ ‬وِالإحúسِان‮ ‬وِإيتِاء ذي‮ ‬الúقْرúبِى وِيِنúهِى عِن‮ ‬الúفِحúشِاء وِالúمْنكِر‮ ‬وِالúبِغúي‮ ‬يِعظْكْمú‮ ‬لِعِلِكْمú‮ ‬تِذِكِرْونِ‮ « ‬سورة النحل‮ .‬وقال تعالى‮ :»‬وِإن طِائفِتِان‮ ‬منِ‮ ‬الúمْؤúمنينِ‮ ‬اقúتِتِلْوا فِأِصúلحْوا بِيúنِهْمِا فِإن بِغِتú‮ ‬إحúدِاهْمِا عِلِى الúأْخúرِى فِقِاتلْوا الِتي‮ ‬تِبúغي‮ ‬حِتِى تِفيءِ‮ ‬إلِى أِمúر‮ ‬اللِه‮ ‬فِإن فِاءتú‮ ‬فِأِصúلحْوا بِيúنِهْمِا بالúعِدúل‮ ‬وِأِقúسطْوا إنِ‮ ‬اللِهِ‮ ‬يْحبْ‮ ‬الúمْقúسطينِ‮«‬‭ ‬سورة الحجرات‮. »‬إنِ‮ ‬اللهِ‮ ‬يِأúمْرْكْمú‮ ‬أِن تْؤدْواú‮ ‬الأِمِانِات‮ ‬إلِى أِهúلهِا وِإذِا حِكِمúتْم بِيúنِ‮ ‬النِاس‮ ‬أِن تِحúكْمْواú‮ ‬بالúعِدúل‮ ‬إنِ‮ ‬اللهِ‮ ‬نعمِا‮ ‬يِعظْكْم به‮ ‬إنِ‮ ‬اللهِ‮ ‬كِانِ‮ ‬سِميعاٍ‮ ‬بِصيراٍ‮ «‬النساء58‭.‬‮ ‬وسنتناول كل قيمة من هذه القيم بالتفصيل‮.‬
إن أعظم مخلوق جسد قيم العدل والشورى والمساواة والحرية هو‮: ‬رسول الله صلى الله عليه وسلم-وسنذكر طرفا من ذلك‮.‬
العدلْ‮ ‬و الشورى ونور الفجر في‮ ‬لجج المخاطر
أخذتú‮ ‬بأيديها‮ ‬يداكِ‮ ‬فعمِت‮ ‬الدنيا البشائرú
حرية الإنسان‮ ‬جسمَ‮ ‬في‮ ‬قيود الجور‮ ‬سافرú
حْبستú‮ ‬بأوكار‮ ‬الرِدى وتدثِرتú‮ ‬بلحاف‮ ‬عاهرú
حرِرúتها من قيدها وكسوتِها حْللِ‮ ‬الشعائر
فمضتú‮ ‬عدالتها تبدد كل طاغوت وفاجر
لو أن كل المعضلات اليوم عندك والكواسر
حلت عصائبها‮ ‬يداك وأنت ترشف كأس ظافر

قد يعجبك ايضا