ظاهرة السيارات غير المرقمة بأمانة العاصمة

 

د/عبد الله الفضلي

لوحظ في الشهور القليلة الماضية ظاهرة جديدة تشهدها العاصمة صنعاء , وهي ظاهرة السيارات غير المرقمة من كل شكل ومن كل نوع سواءً أكانت خاصة أو أجرة أو حتى نقل عام , وهي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً أمام أنظار شرطة المرور الذين لا يستطيعون مجرد توجيه سؤال لأحد السائقين أين رقم السيارة ؟ ولا ندري ما السر وراء انتشار هذه الظاهرة المقلقة والمزعجة في نفس الوقت والتي تعد من أخطر الظواهر الأمنية حينما تستخدم لأغراض إرهابية أو للسرقة أو للتهريب أو ترتكب المخالفات المرورية دون أن تُعرف السيارة ومن هو مالكها أو قد ترتكب حادثاً مرورياً وقد تقتل شخصاً أو أكثر ثم تلوذ بالفرار حسب التعبير الأمني المعتاد دون أن يتم ملاحقتها ولا ندري ما سر صمت الجهات الأمنية والمرورية تجاه هذه الظاهرة المزعجة , حيث أن هناك من الشباب من يقوم بنزع لوحات الأرقام ويقوم بإخفائها ثم يتمخطرون بالسيارات في الشوارع دون رقيب أو متابعة بالإضافة إلى ارتكابهم المخالفات المرورية وقد تُسرق مثل هذه السيارات من الشوارع وترتكب من خلالها حوادث جنائية أو تفخيخ أو تهريب أسلحة. بمعنى آخر أنها تشكل خطورة على الأمن العام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب كلي للجهات الأمنية والمرورية, لأن مثل هذه السيارات غير المرقمة يعاقب عليها القانون وتخضع للحجز والمساءلة لمالكها وكذلك دفع الغرامة المستحقة .
ونحن بدورنا نتساءل: أين دور اللجنة الرقابية العليا ومتابعتها للإدارات والمؤسسات والوزارات لضبط المخالفين والفوضويين وبصفة خاصة من ينتحلون انتماءهم لجماعة أنصار الله كذباً وتزويراً ليسيئوا إليهم بتصرفاتهم ومخالفاتهم .
وما دام هناك مؤسسات وجهات قائمة تؤدي واجبها تجاه المواطنين فلماذا لا نساعدها على أداء دورها لإعادة الانضباط إلى الشارع لضبط المخالفين وإعادة هيئة النظام والقانون .
الدراجات النارية الأكثر إزعاجاً وفوضوية
في الآونة الأخيرة تكاثرت وتضاعفت الدراجات النارية في شوارع أمانة العاصمة لدرجة لا يمكن تحتمل , مرقمة وغير مرقمة ويقودها شباب ومراهقون طائشون ومتهورون وغير لائقين وهم الأكثر مخالفة لقواعد المرور وهم يمرقون في الشوارع كالصواريخ أرض أرض , هذا بالإضافة إلى صعودهم إلى الأرصفة المخصصة للمارة وكذلك الجزر وسيرهم في كل الاتجاهات المعاكسة ويخترقون صفوف السيارات كما يعرضون الركاب إلى الكثير من المخاطر وكأنهم من عفاريت أو جن سليمان عليه السلام وهم يطيرون بدراجاتهم كالمجانين .
وقد حصل لي شخصياً تجربة في أحد الأيام حيث استأجرت إحدى الدراجات إلى شارع الزبيري ولم أكد أصل إلى المكان المحدد إلا وقد شعرت أن قلبي سيتوقف من كثر ما عانيت من قيادة صاحب الدراجة وكيف كان يخترق مسار السيارات في جميع الاتجاهات ويطلع على الأرصفة لدرجة أنني لم ولن أكرر ركوبها مرة أخرى .
فمن يعيد لنا الانضباط إلى شوارع العاصمة من هذه الفوضى العارمة المقلقة والمزعجة .

قد يعجبك ايضا