كتيبة الخيالة بكلية الشرطة تتحدى العدوان لإنقاذ الخيول

شائع .. شجاعة مواجهة الموت
الثورة/عبده مسعد

لم يكن في كلية الشرطة شيء يدب..فالكلية خالية على عروشها..الطلاب في إجازة منذ بدء العدوان في يوم 26 مارس 2015م ..وجميع الموظفين في إجازة..ولم يكن هناك سوى الخيول التي ظلت بحاجة إلى الاهتمام والرعاية وإن نقص عليها الغذاء ولم يعد يتوفر كما كان في السابق بسبب الأزمة المالية الخانقة وتجميد صرف المخصصات المقرة، الشيء الوحيد الذي يجبر قائد كتيبة الخيالة محمد شائع ومن معه من العمال والمدربين على الحضور هو رعاية الخيول التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأقسم الله عز وجل بها لعظمتها.
في صباح يوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2015م شن طيران العدوان 16 غارة على كلية الشرطة وتم قصفها بـ16 صاروخاً في جميع الأماكن وتم تدمير الكلية، ولأن الكلية كانت خالية من أي حضور أو تواجد باستثناء فرسان ومدربي وعمال الفروسية لذلك لم يكن هناك أي خسائر بشرية..ولولا ستر ولطف الله على قائد الجناح والمدربين والفرسان والعمال لأنهم يعملون في رعاية الخيول لكانت الخسائر البشرية كبيرة خاصة وأول قصف على الكلية حدث في الساعة الثامنة والنصف واستهدف مبنى (ميز) الطعام الخاص بالضباط وحينها كان قائد جناح الخيالة يتولى الإشراف على تداريب الفرسان في لعبة التقاط الأوتاد في الميدان الرئيسي الشرقي وبمجرد حدوث القصف حدثت حالة من الرعب لدى الخيول والتي بدأت تضج وتشرد في اتجاهات مختلفة ولم يبق سوى قائد جناح الخيالة بالكلية محمد شائع وأحد المشرفين على الإسطبلات عبده علي جمعان لتتوالى بعد ذلك الضربات والصواريخ، فيما بقي شائع صامدا وثابتاً يواجه الموت وهو يدرك- كما يقول- أن الله سيحفظه مادام كان حريصاً على الخيول التي (شردت) والرعب يسكنها ولا تستطيع حتى أن تجد لنفسها ملجأ أو مأمناً، ومع الضربة الثانية كان شائع ومعه جمعان قد جمعا الخيول وتم إدخالها الإسطبلات وبمجرد أن تم إدخال الخيول تفاجأ شائع بوجود أحد العمال فيصل عبدالعزيز الطويل بجوار منصة ميدان الفروسية الصغير وهو مصاب بشظية اخترقت القفص الصدري وسكنت بجوار القلب وبجانبه ثلاثة من العمال وقفز من على الجدار وتم فتح البوابة الشرقية الصغيرة ونقل المصاب على سيارة هايلوكس تم إيقافها من الشارع لإسعافه وبمجرد خروجهم حدثت الضربة الثالثة الأكثر خطراً كونها اقتربت من الإسطبلات عندما تم تدمير مبنى القاعات الدراسية الملاصق لها ولو لم يتم إدخال الخيول لقتلت في هذا الضربة كون أغلب الخيول شردت باتجاه الإسطبلات وبقيت في الساحة المقابلة بجوار المبنى الذي قصفته الغارة الثالثة وسوته بالأرض بأدواره الثلاثة.
تلك الشجاعة التي قدمها قائد جناح الخيالة نادرة خاصة عندما يكون الموت حاضراً وبقوة وفي أي غارة، وهو الأمر الذي يستحق عليه الشكر والتقدير والتكريم كون مثل هذا المسؤول الشجاع يعرف جيداً ما سيناله من أجر وهو يحرص على حياة الخيول ويرعاها ويهتم بها.
كما أن مدربي وفرسان وعمال الفروسية في كلية الشرطة يستحقون الإشادة لأنهم يتواجدون رغم المخاطر من أجل الخيول التي حرمت في الأشهر الأخيرة من اعتمادات التغذية كما كان في السابق، وبالكاد يتم توفير الغذاء في ظل اهتمام مسؤول الكلية الأول عبدالله قيران بذلك وضرورة توفيره وإن كان بأقل مما كان.
والإشادة مستحقة لكل من يرعى ويهتم بالخيل في ظل محدودية الدعم وانخفاضه وارتفاع أسعار الشعير والتبن والعجور إلى أضعاف ما كان في السابق، وفي مقدمة الجهات الحاضنة والمهتمة نادي العاصمة للفروسية وكذا الكلية الحربية وجناح الفروسية بالمؤسسة الاقتصادية ومركز الحسينية واسطبل نبيل هائل وإسطبل الرعد وإسطبل الكور وإسطبل جلب وإسطبل الزلب.
ليبقى السؤال المهم بعد كل ذلك الخراب والدمار الذي طال أحد أهم وأكبر المؤسسات التعليمية الأمنية ما الهدف؟ ولماذا؟ وكلية الشرطة الصرح العلمي والأمني الذي واجه مسؤوله الأول عبدالله قيران الكثير من الصعاب ليبعد الكلية وساحاتها عن أي سيطرة لأي طرف..وليجنبها أي تواجد قد يتسبب في أي مخاطر!؟

قد يعجبك ايضا