برامج وحدة التراث بصيص أمل للحفاظ على هوية اليمن


كتب/ صادق هزبر –
يعد التراث الثقافي اليمني من أهم مكونات الحضارة والتاريخ اليمني بل أن تراث اليمن الثقافي بكل مكوناته من آثار ومعالم إسلامية ومواقع تاريخية ومدن تاريخية ومخطوطات وتراث شفهي كل هذا تعبير صادق عن هوية اليمن الحضارية ورغم كل هذا الثراء في تنوع تراث اليمن إلا أن الاهتمام به ظل في طي النسيان لفترات طويلة ووحدة الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر برامج ومشاريع وحدة التراث من بدأ ينحت في الصخر وأوجد بصيص أمل بل وأوجد شمعة مضيئة في دهاليز تراث اليمن وهنا نستعرض بعض نشاطاته في سبيل الحفاظ على تراث اليمن فإلى التالي:

تهدف أنشطة التراث الثقافي في هذا القطاع إلى الإسهام في الحفاظ على الإرث الثقافي الغني والمتنوع في البلاد والمحافظة على جوانب التراث الملموسة وغير الملموسة ذات القيمة التاريخية والجمالية وجذب السياحة وإيجاد فرص عمل والاهتمام ببناء القدرات الوطنية في هذا المجال فخلال عام 2010م تم إقرار 28 مشروعا بتكلفة وصلت إلى 6.7 مليون دولار ليرتفع العدد التراكمي للمشاريع في هذا القطاع إلى 525 مشروعا بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 52.7 مليون دولار «الجدول 8» وهي كالتالي عدد المشاريع التي تم تطويرها خلال العام 2010م «28» مشروعا المنجزة منها «21» مشروعا ويقول التقرير الصادر عن وحدة التراث بالصندوق الاجتماعي للتنمية أن من أنشطة العام 2010م تقدم العمل في مشاريع الترميم الكبيرة كالجامع الكبير في صنعاء ومدرسة الأشرفية بتعز والجامع الكبير في شبام كوكبان ودار العز بجبلة إب وقرية حصن الهجرة بمناخة صنعاء والعمل الآن في المراحل الإنشائية والزخرفية وسيحتاج إنجاز العمل فيها ما بين عامين إلى أربعة أعوام أخرى نتيجة لتعقيد وضعها الإنشائي وتنوع وحساسية القيمة التاريخية والأثرية فيها.
أن المهم ذكره هو أن مشاريع الموروث الثقافي عموما توفر مدارس عملية لتخريج الكثير من المهارات والخبرات بالتدريب النظري والعملي لعشرات من الاختصاصيين والعمال الفنيين المهرة.
ومن الأنشطة التي تم تنفيذها خلال العام 2010م ما يلي:

زبيد
> تتواصل الجهود المكثفة للصندوق عبر تدخلاته المتعددة لدعم الوضع الحفاظي لمدينة زبيد المهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي ومع انقضاء عام 2010م بلغت استثمارات الصندوق في مشاريع التراث الثقافي بهذه المدينة التاريخية إلى ما يقارب 7.100.000 دولار ولعل أهم هذه المشاريع وأكبرها تتمثل في مشاريع رصف شوارع المدينة مع توفير الكابلات الأرضية لشبكة كهرباء المدينة بالإضافة إلى مشروع ترميم عشرات المنازل وعدد من المعالم الهامة للمدينة مثل بوابة الغرتب التي تم بناؤها وتأهيلها وتشغيلها كمركز للأسر المنتجة وأيضا مبنى دار الضيافة الذي تم ترميمه وتجهيزه كدار للمخطوطات وكذلك مبنى باب سهام ومدرسة الفوز إلى أجزاء من القلعة فضلا عن تدشين أعمال المرحلة الثانية من ترميم مسجد الاشاعر التاريخي.

إنقاد الجامع الكبير بمديرية حيس
> تقدمت أعمال ترميم مسجد حيس الأثري الذي تبين أنه أحد أهم مساجد الدولة الرسولية وكشفت أعمال الترميم عن زخارف جصية هندسية عالية الجودة تضاهي مثيلاتها في مدرستي الأشرفية في تعز والعامرية في رداع علاوة على نصوص هامة حول نفوذ الدولة الرسولية في القرنين 13-16 ميلادي.

ترميم طريق حصن ثلا- عمران
> مع قرب اكتمال أعمال إعادة تأهيل الدرج الموصل إلى حصن ثلا الشهير الذي يتمتع بجاذبية سياحية وأهمية تاريخية عالية خصوصا لرمزيته فيما يتعلق بمقاومة السيطرة العثمانية على اليمن في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي وقد نتج عن العمل اكتشاف منشأة أثرية كبيرة عبارة عن منشآت دفاعية ضخمة تعود لعصور ما قبل الإسلام وبعضها إلى العصور الإسلامية كما وجدت بعض الدلائل الهامة التي ستفيد الباحثين حول تاريخ المدينة وحصنها ويهدف المشروع في الأساس إلى تعزيز درجة التوظيف السياحي للموقع والحفاظ عليه.

صهاريج الطويلة – كريتر عدن
> اطلق الصندوق مناقشة دولية لإعداد خطة حفاظ وتوصيف التدخلات ذات الأولوية لهذا المعلم الأثري الفريد الذي شيد لحماية مدينة عدن من الفيضانات وتوفير المياه لها «منذ الفترة السبئية على الأرجح كون تاريخ تشييدها مجهولا» ويتوقع أن تنجز الدراسات ونبدأ التدخلات اللازمة خلال العام القادم.

مشروع ترميم معالم غيل العوار
> بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من صيانة ترميم قنوات وخور الغيل المؤدية من منابع الغيل إلى البركة وتأمينها من عدم قرب أية ملوثات وكان قد بدأ العمل في المرحلة الثانية بتنظيف البركة ومحيطها أولا ثم تلا ذلك إكمال ترميم جدران البركة وتهيئة مناسيب محيطها لتحيد دخول الملوثات بأنواعها إلى داخل حوض البركة وقد لوحظ جليا عند تنظيف حوض البركة زيادة معدل تدفق المياه إلى حوض البركة كما قام المستفيدون وهم أصحاب البساتين الذين لديهم حصص ماء «دول» من بركة الغيل بتنظيف السواقي من البركة والمؤدية إلى الحقول وتهيئتها لجريان الماء بعد أن كانت قد طمرت نتيجة لعدم استخدامها كما بدأت خلال الربع الأخير من العام 2010م أعمال الدورة التدريبية المكثفة التي تستهدف تدريب 16 من المختصين الآثاريين ومهنيي نجارة أخشاب من هيئة الآثار ووزارة الأوقاف وذلك للتدريب على مناهج وتقنيات صيانة وترميم الهناجر الخشبية وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من التدريب والتي تركزت على نظريات الترميم والعوامل المسببة لتدهور الاخشاب وسيتم خلال الفترة القادمة استكمال البرنامج في التطبيق العملي ويقوم فريق ايطالي متخصص بأعمال التدريب والترميم وذلك في مسجد ومدرسة الأشرفية بتعز.

مشروع دعم دار المخطوطات
> حيث تحقق من خلال هذا المشروع إلى جانب مكونه التدريبي توثيق وفهرسة نحو 3000 مخطوط توثيقي اليكتروني بالصور ووصف المحتوى وأهمية كل مخطوط كما تم توفير مواد خاصة جلبت من ألمانيا خصيصا لحفظ وترميم المخطوطات وسيتم توزيع هذه المواد لكل من دار المخطوطات بصنعاء ومكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم.

قد يعجبك ايضا