نعم إنها مسرحية واضحة وفاضحة عرت حقيقة الأعراب ومدعي العروبة والنخوة (والنشامى) ..
أتحدث هنا عن حقيقة مريرة وموجعة وهي كيف لأولئك الأمراض البعيدين عن الواقع ومنزوعي الإرادة والكرامة أن يشككوا في حقيقة المقاومة وأهدافها ومشروعها الجهادي الإسلامي العظيم في الوقت الذي ينشغل فيه مدعو العروبة والعملاء الانهزاميون كنشاما الأردن وفراعنة مصر وأمويين سوريا وغيرهم من منافقي الأعراب في بذل قصارى جهدهم من أجل صد الهجمات الإيرانية التي تستهدف الكيان الصهيوني؟
نعم إنها مفارقة عجيبة وغريبة تبحث عن إجابة مقنعة وشافية لما يحز في الصدور ويجول في الأذهان عن سيناريو هذه المسرحية وتعريتها للشائعات المزيفة والأكاذيب المنحطة، في الوقت التي تواجه فيه الأمة معضلات كبيرة وتحديات جسيمة، تتطلب تكاتف الجميع للقضاء على هذا الخطر الذي يواجه الأمة ويهدد وجودها وأمنها واستقرارها ومقدساتها ومستقبل أجيالها .
أربعة أيام فقط من الرد الإيراني وما سبقته من وعود صادقة (1-2) الآن أن الثالثة وكما يقال كانت ثابتة وغير قابلة للتأويل أو التفسير، المشاهد واضحة رغم تكتيم الكيان وحجبه للحقيقة والخسائر مهولة، رغم شحة ما يقر به العدو الجبان والنتائج ستتضح تباعا، بما تحمله الأيام القادمة من عمليات ومراحل قد تكون أشد بأساً ونكالا على العدو الغاصب وإجرامه المستفحل الذي عاث في الأرض فساداً وظن انه القادر على هدم وتقزيم هذه الأمة ونسي أن المقاومة الإسلامية وفي طليعتها وقيادتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليست ببعيدة عن هذه المعركة، رغم ما قدمته من تضحيات عظيمة ودعم سخي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، في الوقت الذي تخلى فيه الأعراب والأنظمة العميلة عن قضايا الأمة ومقدساتها وفضلوا البقاء في صف العدو، بدلا من كبح جماح حقده وغطرسته تجاه المسلمين والمستضعفين في فلسطين.
من كان يظن أو يحلم أن أبراج تل أبيب وحيفا وبات يام سحولها الصواريخ الإيرانية إلى رماد هامد وأتربة تذروها الرياح بعد أن كانت تلك الأبراج الشاهقة وإنارتها اللامعة تغلي دموع الأبرياء في غزة وفلسطين بعد أن حول المحتل حياتهم إلى نكد وحرمان وخوف من هول وفزع ما أصابهم طيلة عامين ، والآن تتجرع إسرائيل من ذات الكأس المرير الذي عانى ولا يزال يعاني منه إخواننا في غزة وتعيش ولقطاؤها نفس الألم والخوف والحرمان ويكتوي الكيان بنار العذاب السعير الذي لم يعيشه قط، بقدر ما أذاق أبناء هذه الأمة من ويلات وجرائم ووحشية ظالمة خلفت وراءها كوارث إنسانية وفظائع لا تخطر على قلب بشر .
نعم إنها الطامة وما أدراك ما الطامة.. فقد بينت الحقائق والأحداث ما كان خفي عن الكثيرين وعززت بفضل الله إيمان المقاومين الأبطال وفضحت كل أكاذيب ومؤامرات الأعداء وأراد الله أن يميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل، ولكن رغم ما جرى ويجري من أحداث وحقائق، هل تتوقف تلك الجماعات والكيانات الإسلامية المتشددة والذين في قلوبهم مرض أمام هذه الحقيقة ويعترفون بذنوبهم أمام الأمة ويقفون ويسجلون ولو لمرة واحدة موقفاً يمكن أن يشفع لهم خيانتهم ويخفف من وزر أثقالهم، رغم هذه الانتصارات والعمليات البطولية التي شفى الله بها صدور قوما مؤمنين واحق بها الحق ودحض الباطل وأهله؟. ولله عاقبة الأمور .
محافظ محافظة عدن