الموقف الباكستاني الإسلامي الأصيل والشجاع المناصر لجمهورية إيران الإسلامية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي سافر وجبان، شكل بارقة أمل في بلورة موقف إسلامي موحد تجاه حالة التغول والتطاول الصهيوني تجاه دول المنطقة، والتي أوصلته إلى مرحلة التعالي و الفرعنة، وخصوصا في ظل حالة الخذلان والتآمر العربي والتي تمثل وصمة عار في حق العروبة في زمن الخذلان والانبطاح للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف العروبة والإسلام .
مجلس الشيوخ الباكستاني وافق بالإجماع على قرار يدعم إيران في مواجهتها للعدو الإسرائيلي، ووزير الدفاع الباكستاني أشار في تصريحات صحفية إلى أن إسرائيل تمادت في غيها وإجرامها باستهداف فلسطين ولبنان واليمن وإيران، وأن وحدة العالم الإسلامي باتت ضرورة ملحة، و إن لم يتحد العالم الإسلامي اليوم وبقينا صامتين، فإن الجميع سيُصبحون في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، كون مشروع هذا الكيان المؤقت أكبر وأوسع مما نتخيل، وجدد الوزير الباكستاني التأكيد على موقف بلاده الثابت من عدم الاعتراف بإسرائيل أو إقامة علاقات دبلوماسية معها، وتضامنها مع إيران والوقوف إلى صفها في كافة المحافل الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة .
وأمام الموقف الباكستاني الإسلامي الأصيل، أقف مستغربا مواقف الكثير من الدول العربية والإسلامية الكبرى ذات الثقل السياسي على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي والتي ما تزال تمسك العصا من المنتصف، ويطلق قادتها وساستها التصريحات المطاطية، والشعارات الجوفاء التي لا أثر لها على أرض الواقع، دون أن يكون لها أي دور ولو نسبي في هذه المرحلة، وخصوصا وهذه الدول والأنظمة تدرك جيدا بأن إيران تعرضت للاعتداء والانتهاك السافر لسيادتها من قبل كيان العدو الإسرائيلي، ولم يحصل من إيران أي اعتداء يبرر للصهاينة ذلك، ومن حق إيران الدفاع عن نفسها، ومن واجب الدول العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم التضامن مع إيران، والوقوف إلى صفها .
والمعول هنا على الموقف الباكستاني أن يسهم في توحيد الجهود العربية والإسلامية في إطار موقف موحد وجبهة واحدة في مواجهة الغدة السرطانية التي بدأت خلاياها الخبيثة بالانتشار والتمدد بكل عنجهية وهو ما يتطلب عملية جراحية كبرى لاستئصالها من جذورها، قبل أن ينتشر خبثها في المنطقة ويكون من الصعب محاصرته والقضاء عليه .
بالمختصر المفيد : يجب أن لا يكون الموقف الباكستاني المساند والمناصر لإيران هو الوحيد في إطار الدول الإسلامية، حيث يتطلب الأمر تعزيزه بمواقف مماثلة لبقية الدول الإسلامية، وعلى الدول والشعوب العربية أن تخجل من نفسها وتغادر مربع الصمت والفرجة والخذلان والدعممة واللامبالاة، وأن يكون لها مواقف مشرفة تجاه العدوان الإسرائيلي على جمهورية إيران الإسلامية، يجب أن يكون لها صوت مسموع، وردة فعل مشهودة، يكفي خذلانهم لغزة، فقد آن الأوان أن يثوروا على أنظمة التآمر والخيانة والعمالة، قبل فوات الأوان .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.