تسود حالة من القلق والترقب والاستنفار الأمني على الوضع السياسي والأمني في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تخوفا من هجمات إرهابية على خلفية تهديدات تنظيم ” داعش ” في الولايات المتحدة وأوروبا فضلا عن صعوبة توقع ما سيحدث مستقبلا خاصة مع تغيير القوى الكبرى تحالفاتها في المنطقة ورغم مرور أكثر من شهر على بدء التحالف الدولي عملياته ضد تنظيم “داعش” الذي يشكل خطرا لأمن أوروبا حذرت منه الاستخبارات الألمانية نتيجة الخطر الذي لا يزال يمثله هذا التنظيم.
وشددت الولايات المتحدة الإجراءات الأمنية حول مبان تشغلها الحكومة الفيدرالية بسبب وجود تهديدات إرهابية وذلك بعد أسبوع على الاعتداءين اللذين أسفرا عن مقتل جنديين في كندا المجاورة.
وأرجع وزير الأمن الداخلي الأميركي ردجيه جونسون هذا القرار إلى أسباب وصفها بـ”البديهية” بعد الدعوات المتكررة التي أطلقتها منظمات إرهابية لمهاجمة الولايات المتحدة واستهداف القوى الأمنية الأميركية والمسؤولين”.
وأضاف جونسون في بيان : “نظرا لما يحصل اليوم في العالم فإن الاحتياط الأمني واجب أكثر من أي وقت مضى والحذر يملي علينا يقظة مشددة في حماية المنشآت الحكومية وموظفينا”. ولدواع أمنية لم يوضح بيان جونسون الإجراءات الأمنية المتخذة بالتفصيل علما بأنها تهدف الى حماية زهاء 9500 مبنى فيدرالي في واشنطن ومدن أميركية أخرى مهمة “وسيتم تقييمها بانتظام لسد أية ثغرات ممكن أن تطرأ”.
وفي لندن نقلت تقارير عن مصدر عسكري بريطاني تأكيده أنه تم نشر قوات مسلحة في المواقع السياحية الشهيرة بقلب لندن في إجراء احترازي.
وقال المصدر العسكري لوكالة “رويترز” : إن قرار نشر القوات عند مدخل استعراض تغيير الحرس في شارع وايتهول بلندن ليس الدافع وراءه خطرا محددا وإنما ليكون قوة ردع مرئية.
وتتجمع حشود ضخمة من السياح كل يوم عند موقع تغيير الحرس الذي يبعد مسافة صغيرة عن المقر الرسمي لإقامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لمشاهدة مراسم تغيير الحرس.
وفي ألمانيا حذر وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير أمس الأول من أن التشدد الإسلامي يشكل تهديدا أمنيا خطيرا لألمانيا, وقال : إن القادرين على شن هجمات في البلاد زادوا إلى أكبر عدد على الإطلاق.
وأضاف في مؤتمر أمني : إنه إلى جانب الخطورة التي شكلها الجهاديون الألمان العائدون من سوريا يوجد هناك خطر وقوع اشتباكات في الشوارع الألمانية مع نشوب خلافات فيما بين الجماعات المتشددة وهو ما يجسد الصراعات في الشرق الأوسط.
وتابع الوزير الألماني : إن قوات الأمن تعتقد أن الخطر الأكبر يأتي من المتشددين الذين يعملون بمفردهم مثلما حدث في كندا الأسبوع الماضي حينما قتل جنديان في هجومين قالت الشرطة إن من نفذهما اعتنقا الإسلام في الآونة الأخيرة, مشيرا إلى أن “الوضع حرج, وأن عدد الأفراد الذين يشكلون خطرا لم يصل إلى هذا المستوى من قبل.. نحن نمثل الحرية ولهذا نحن المستهدفون بالكراهية.”
يذكر أن نحو 450 شخصا من ألمانيا انضموا إلى الجهاديين في سوريا والعراق. وعاد منهم نحو 150.
وفي فرنسا واصلت باريس إجراءاتها الامنية المشددة في المطارات وكافة المرافق.. يأتي ذلك مع تسلم الأجهزة الأمنية للوائح أثبتت فيها اسماء العشرات من الفرنسيين الذين يعتقد أنهم تركوا فرنسا خلال العامين المنصرمين وتوجهوا إلى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك مع “الجهاديين” في جبهة النصرة ثم في تنظيم (داعش).
وتراقب أجهزة الأمن في المطارات الفرنسية أي عائد من هؤلاء المشتبه بهم وتخضعه للتحقيق المستفيض لتبيان مدى خطورته على الأمن الفرنسي والأوروبي. كما عممت السلطات الأمنية الفرنسية تشديد مراقبتها لمناطق يسكنها مسلمون من أجل منع أي تجنيد جديد للشباب المسلمين لإرسالهم إلى سوريا والعراق.
Prev Post
قد يعجبك ايضا