في زمن تكالبت فيه قوى الاستكبار، وتراكمت فيه الغشاوة على أعين الشعوب، يعلو صوت الحق من صنعاء، من قائد استثنائي قرأ خارطة الصراع كما هي، لا كما رسمها الإعلام المأجور، ولا كما أرادها المتخاذلون.
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، لم يكن يوماً قائداً عادياً، بل كان ــ ولا يزال ــ صوت الوعي والبصيرة في معركةٍ هي الأوضح في التاريخ، لكنّها أُلبست أثواب التضليل حتى بات البعض يجهل عدوه من صديقه.
حين يقول السيد القائد: “لا ينبغي القبول أبداً بمعادلة الاستباحة من قبل العدو الإسرائيلي، والجهاد هو الحل”، فهو لا يطلق شعارات جوفاء، بل يحدد بدقة جوهر المعركة، ويضع إصبعه على الجرح الغائر في جسد الأمة. هو يرفض الخنوع، ويكسر تلك المعادلة المهينة التي باتت تحكم علاقة الكيان الصهيوني بالأمة الإسلامية؛ معادلة الذل والخضوع، والاعتداء بلا عقاب.
وحين يؤكد قائلاً: “العدو مستهتر وبدون الردع لن يتوقف عن الإجرام”،
فهو لا يصف واقعاً فحسب، بل يقدم حلاً، ويرسم طريق العزة. فالصهيوني، بطبعه وبتكوينه العقائدي، لا يفهم إلا منطق القوة، ولا يتراجع إلا إذا وجد أمامه من يردعه ويرد الصاع صاعين. هذا التشخيص الدقيق هو ما تفتقده كثير من القيادات في هذا الزمن؛ قيادات تمارس الإنكار، أو تبيع دماء الشهداء على موائد التطبيع.
السيد القائد عبدالملك الحوثي، بوعيه القرآني، وفهمه العميق لطبيعة العدو الإسرائيلي، يوجّه الأمة نحو اليقظة. لا يساير المواقف الدولية ولا يسعى لرضا القوى الكبرى، بل يتحدث بلغة القرآن: {وَلَن تَرضىٰ عنك اليهودُ ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}. ومن هذا الوعي، ينطلق ليبني جيلاً يرفض المساومة، ويؤمن أن الجهاد – لا التفاوض ولا الاستجداء – هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض وردع المعتدي.
إنّ أهمية هذا الفكر تكمن في أنه يعيد رسم أولويات الأمة، وينقذها من حالة التيه السياسي والعقائدي. ففي حين تُضيّع بعض القيادات البوصلة، ويُغرق الإعلام العربي الشعوب في صراعات داخلية، ينبّه السيد القائد إلى الخطر الحقيقي: الكيان الإسرائيلي، ومن خلفه أمريكا، رأس الحربة في مشروع الهيمنة والاستعباد.
إن ما يقدمه السيد عبدالملك الحوثي اليوم ليس مجرد خطاب تعبوي، بل هو بناء وعي استراتيجي للأمة، يستنهض الأحرار، ويكشف الزيف، ويفضح مشاريع التطبيع والخيانة. وهو حين يتحدث عن الجهاد، لا يعنيه الشعار فقط، بل هو الذي وضعه موضع التطبيق في ميدان المعركة، وها هم أنصار الله يسجلون مواقف عظيمة في معركة الأمة المركزية، ويتقدمون الصفوف دفاعاً عن غزة، وفلسطين، والقدس.
إننا بحاجة اليوم إلى أن نصغي لهذا الصوت، لا من باب الولاء فقط، بل من باب البصيرة والنجاة. فكل من لا يزال يراهن على السلام مع العدو الصهيوني هو واهم أو خائن، وكل من لا يزال يستهين بخطر هذا الكيان لم يقرأ التاريخ، ولم يتعلم من الدماء التي نزفت منذ النكبة.
ختاماً، إن السيد القائد عبدالملك الحوثي، حفظه الله، لم يتحدث من فراغ، بل من موقع الفهم، والإيمان، والتجربة. وعلينا كشعوب وأحرار أن نرتقي إلى مستوى هذا الوعي، وأن نُحسن التلقي والاستجابة، فالعدو لا يتوقف إلا عند الحواجز الصلبة، ولن تردعه إلا صواريخ الأحرار، وعزائم المجاهدين، ووعي القادة من طراز عبدالملك الحوثي.
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون.