● زجاجة متهشمة يبتلعها المنحدر القريب من سور منزل الوقت المتدحرج عن قمة الضعف , يصعد مجددا عبر دابة ملتهبة يدوس على فرامل قدميه ينحني ليقع في بركة يخرج منها دخان يحمل عدة ألوان مكتوب فيها بعض مقاطع ترصد في ذاكرة الدنيا صور لعبث يتطاول ليستطيل على امتداد خارطة الأرض .
*ينسى الوقت أنه ظل مستيقظا أمام تثاؤب الليل المتوسل بامتلاك ساعة للنوم العميق الذي يقلقه صوت انفجار السماء لتغرق بأنوار مفخخة تنطلق مثل الدفع يسقط منها كومات من العابرين حولها الذين طارت أرواحهم صعودا ثم هبوطا حول طور اسميناه رحلة الغيب الغاضب من أرواح الأبرياء.
*ينزل المطر في بيوت الفقراء ضيفا خفيفا مدرارا , يضع أثقاله و يرحل مستلقيا على امتداده الواسع يبحث عن وجوه أخرى ربما لم يبتلعها الموت بعد ليعيد فيها روح الحياة , وتعود مستيقظة تنعم بما ينعم به الآخر , المطر لا ينتظر أجرا منهم لكنه يتألم لفقدانهم ورحيلهم مشتتين هاربين من أسى ابتلع منهم قطرات الماء العذب.
*لا نزال نغمض أعيننا كل ما تشرق الشمس على أطراف الأرض , نخاف من ذلك الشروق المختفي طوال الليل , لكننا ننتظره ليضيء لنا دربنا المجهول في ذلك الوقت من زمن الضعف والقوة , زمن تخللته أحداث لا تعبر إلا من طريق ممتلئ بضباب حجب عنا الرؤية وبعثرنا خلف منحدرات اخترعوا لها تسميات وألقاب وأقارب ينتمون ولا ينتمون .