مطهر الأشموري

بريطانيا وإعلان الحرب على روسيا!

 

 

كيف نقرأ أو نستقرئ التصريح البريطاني عن استعدادها وجهوزيتها لمواجهة روسيا عسكرياً؟..
هذه المسألة وهذا التصريح تحديداً يمثل صلب وجوهر «التكتيك» الأمريكي العالمي، وبالتالي فإن الخلاف الأمريكي ـ الأوروبي برمته هو تكتيكي في توزع الأدوار ربطاً بالصراع مع روسيا والصين..
وكون هذا التصريح يأتي من بريطانيا فربما يراد أمريكياً دفع روسيا إلى حرب مع أوروبا وتصبح أمريكا التي استبقت لحجز دور الوسيط في المسألة الأوكرانية تكون حجزت دور الوسيط حتى في حالة الحرب التي تسعى لها بين روسيا وأوروبا..
هنا يبقى ويطرح السؤال حول ما إذا كان مثل هذا التصريح البريطاني يريد إشعال الحرب بين روسيا وأوروبا، أم أنه يراد به الضغط على روسيا لتقبل بحل في أوكرانيا كما تريده أو كما تراه أمريكا؟..
هذه الاحتمالات ترتبط بحقيقة أنه لا بريطانيا ولا حتى أوروبا مستعدة ولا قادرة على مواجهة روسيا عسكرياً، والأرجح أن أمريكا لا تريد حرباً عالمية أو لا تريد أن تكون طرفاً فيها في حال حدوثها، فماذا عن بريطانيا في حال حدوث حرب كهذه بدون شراكة أمريكية..
هل بريطانيا التي سارت لشراكة في الاتحاد الأوروبي ثم خرجت منه أو انسحبت قادرة على دفع الاتحاد الأوروبي إلى حرب مع روسيا ثم تسحب نفسها أو تنسحب منها وتلتحق بأمريكا في عدم المشاركة في هذه الحرب؟..
مجرد أن هذا التصريح البريطاني جاء مفاجئاً وخارج كل التوقعات فذلك يفتح المجال لكل الاحتمالات ولكل التوقعات..
النقطة التي يجمع عليها أكثر المحللين المحترفين، هي أن دخول بريطانيا الاتحاد الأوروبي ثم خروجها وانسحابها منه وكذلك هذا التصريح البريطاني المفاجئ هي من المواقف المرتبطة بالسياسات والتكتيكات والأهداف والألعاب الأمريكية، وهناك إقرار وقراءة عالمية تجمع على ذلك، والمستغرب وهو أن تشارك بريطانيا في حرب محتملة بدون مشاركة أمريكية فيما يبدو صعباً على بريطانيا أن تنسحب من حرب هي من أشعلتها كما الانسحاب من الاتحاد الأوروبي..
هذا التصريح الذي تزامن مع أخطر هجمة أوكرانية بالمسيرات وصلت إلى مطارات بل وقاذفات روسية يبدو أن هدفه حتى الآن هو الضغط على روسيا لتقبل بحل أمريكي وليس لفرض الشروط الأوروبية..
بمناسبة هذا التصريح البريطاني «المجلجل» يعنينا استرجاع تصريح الرئيس الأمريكي ترامب في قوله «أقول لبوتين لا تلعب بالنار»..
وكأن هذا التصريح الأمريكي يتلاقى مع التصريح البريطاني في الضغط على روسيا لتذعن لحل أمريكي، ولاحظوا أن التصريح البريطاني تحدث عن استعداد بريطانيا فقط لمواجهة روسيا عسكرياً ولم يتحدث لا عن أوروبا ولا عن الاتحاد الأوروبي وفي ظل وضع ارتباط بريطانيا بأمريكا أكثر منه بأوروبا أو الاتحاد الأوروبي، فهل دور الوسيط أمريكياً ودور التهديد البريطاني بالحرب مجرد توزع أدوار بين الطرفين وخارج أوروبا والاتحاد الأوروبي؟..
هل هدف التصريح البريطاني إزاحة أوروبا من دور ظلت ولازالت تطالب به، أم هدفه جرّ أوروبا والاتحاد الأوروبي إلى حرب لا يُعرف مدها ولا مداها ولا أبعادها ونتائجها وتداعياتها؟..
إلى أي حد أثرت أو تؤثر هجمة المسيرات على روسيا؟..
ذهاب روسيا إلى مفاوضات إسطنبول بعد مهاجمتها بالمسيرات لا يعني أنها لن ترد، ولكن روسيا تحتاج لدراسة مختلف المواقف بما فيها تصريحات أمريكا وبريطانيا..
كون هذه العملية استراتيجية أو مخطط لها فالرد لا بد أن يبنى عليها ويواجه منظورها ومناظيرها..
لي سؤال عارض وغريب لن أحصل على إجابة له وهو: ماذا سيقول ترامب لصديقه بوتين في أول اتصال أو تواصل بينهما بعد هجوم المسيرات، وهل سيقول له مثلاً هذه أوروبا التي تسعى لإطالة الحرب.. وكيف سيتحدث عن الاستثناء البريطاني في التصريحات؟..
هل سيقول له إن هدف التصريح البريطاني مجرد سحب الدور على أوروبا في ظل الفرحة بنجاح هجوم المسيرات على روسيا؟!!.

قد يعجبك ايضا