زيارة مهمة للرئيس الروسي إلى صربيا

موسكو: يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الخميس بزيارة ذات دلالة رمزية قوية إلى بلجراد سعيا وراء ترسيخ نفوذ روسيا وحضورها في قلب أوروبا في صربيا المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والحريصة على مراعاة حليفها التقليدي الكبير.
وإزاء الفتور الذي طرأ على علاقاته مع الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية يمكن للرئيس الروسي الذي سيشارك في مراسم أحياء الذكرى السبعين لتحرير بلجراد أن يعول على استقبال حار في صربيا الصديق في صفوف الأوروبيين والرافض تبني العقوبات التي تفرضها بروكسل على موسكو.
وأكد الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش مجددا في مقابلة نهاية الأسبوع الماضي “حين قررنا التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لم نتحدث عن عقوبات بحق روسيا”.
وقال المؤرخ الصربي سيدومير انتيتش :إن “روسيا لديها الكثير من الحلفاء في العالم لكن قلة في أوروبا على استعداد للوقوف إلى جانب بوتين. أما في صربيا فالغالبية الكبرى من المواطنين لديهم رأي ايجابي في الرئيس الروسي”.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في نوفمبر 2013م تتبع الدبلوماسية الصربية توازنا دقيقا بين احترام تعهداته تجاه الاتحاد الأوروبي الذي بدات معه مفاوضات الانضمام مطلع العام الحالي ومع موسكو التي دعمت بلغراد في عدد من الملفات الدولية الحساسة بينها استقلال كوسوفو الإقليم الصربي السابق الذي لا تعترف به موسكو.
وبالنسبة لموسكو من المهم ألا يتضمن التقارب بين صربيا والاتحاد الأوروبي أي أضرار تلحق بشراكتها مع بلجراد أو بالمصالح الروسية.
وذكر فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية” لوكالة ألصحافه الفرنسية أن “الهدف الرئيسي للزيارة إلى صربيا هو دعم العلاقات القائمة كما أن الطاقة ستشكل موضوعا مهما جدا”.
وتقع صربيا في طريق خط الغاز (ساوث ستريم) وهو مشروع تقدر تكلفته بـ 16 مليار يورو يشيده عملاق الطاقة الروسي غازبروم لنقل الغاز إلى أوروبا عام 2015م بعيدا عن أوكرانيا.
وتعتبر المفوضية الأوروبية أن القواعد الأوروبية للأسواق العامة لم يتم احترامها خصوصا من حيث الوصول إلى بلدان أخرى حصلت من بلغاريا على تأكيد بأنها ستوقف العمل في خط أنابيب الغاز لكن صربيا ردت بوضوح أن الإشغال ستستمر في أراضيها.
كما أن غازبروم تملك 51 % من شركة النفط الصربية.
وأكثر من ذلك شيدت موسكو وبلجراد مطار نيش (جنوب صربيا) “كمركز اقليمي للحالات الطارئة” حيث تتمركز طائرات روسية مستعدة للتدخل في المنطقة بطلب من الدول المعنية.
وبينما كانت صربيا تعاني من مشكلة السيولة وقعت بلغراد وموسكو في يناير 2013م اتفاقا حول قرض حجمه 800 مليون دولار لإعادة أعمار البنى التحتية في السكك الحديد ثم منحت روسيا حليفتها في ابريل قرضا أخر بقيمه 500 مليون دولار لمساعدتها على مواجهة العجز المزايد في الموازنة.
وبالنسبة لبلجراد تشكل زيارة بويتن مناسبة لتوجيه رسائل سياسية إلى الغرب وفقا للمحلل السياسي ميودراغ رادوجيفيتش.
وفي حين تستعد صربيا لتسلم رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا العام 2015م فان بإمكانها “محاولة تأكيد نفسها كمكان مناسب للمحادثات بين روسيا والغربيين حول أوكرانيا مثلا وهي أمور لا علاقة لبلغراد بها” حسب قوله.
وبالإضافة إلى محادثاته مع المسؤولين الصرب سيحضر بوتين عرضا عسكريا ضخما هو الأول من نوعه في العاصمة الصربية منذ 1985م في الذكرى السبعين لتحريرها من الاحتلال النازي.
وسيغتنم بوتين العرض لإلقاء كلمة أمام الحشود.
ويشارك أكثر من ثلاثة آلاف عسكري صربي ووحدات مدرعة والطيران في العرض بالإضافة إلى ضيوف وصلوا من روسيا خصيصا ومجموعة شهيرة من البهلوانيين في سلاح الجو الروسي.

قد يعجبك ايضا