العمليات الإرهابية .. استهداف لمشروع الدولة المدنية


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
> الاصطفاف الشعبي والسياسي لمجابهة الإرهاب .. ضرورة شرعية ووطنية

استنكر مراقبون ومحللون سياسيون التفجيرات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء وتعيق مسار التحولات السياسية في البلاد , وأن ا?عمال ا?رهابية تستهدف مستقبل اليمن وتشوه صورتها عند المجتمع الدولي موضحين بأن تلك الأحداث من جهة أخرى تعزز من الاصطفاف الشعبي نحو الوقوف ضد هذه الأعمال التي تدمر اليمن وتستهدف الجميع وتجعل من اليمن ساحة للصراعات وتسويق اليمن كمصدر للإرهاب.

المحلل السياسي أحمد السياغي أوضح بأن هذه الأعمال الارهابية التي استهدفت الأبرياء بمنطقة التحرير ومحافظة حضرموت المتزامنة مع انتهاء توقيع القوى على اتفاق السلم والشراكة الوطنية تهدف لإعاقة تنفيذ مسار المستقبل المدني المنشود الذي يتطلع إليه اليمنيون عن طريق الإرباك السياسي للدولة والانهيار الأمني بكل مقوماته ومحاولة جر المواطن للفوضى.

العملية السياسية
أما السياسي علي صبري بيِن بأن هناك أشخاصاٍ يهمهم أن يظل الوضع كما هو لإرباك العملية السياسية والانتقال السلمي للدولة القادمة وهي رسالة واضحة لخلط الأوراق بعد أن طالت ورقة الاعتداءات عدداٍ من القادة والضباط العسكريين والأمنيين والخبراء والسياح والمدنيين والصحافيين والأجانب ليمثل ذلك انتكاسة للتنمية وتقدم الإصلاحات.

موضحا بأن هذه القوى والجماعات الارهابية استغلت ضعف الدولة في ظل البقاء للمجرم وقاطع الطريق والمختطف دون محاسبة والذي يقوم بهذا الفعل بوضح النهار وأمام المارة !!
حالة الفوضى
وأما سلطان المرهبي– ماجستير قانون دولي- فيرى أن التفجيرات الارهابية في اليمن تعود للفراغ الأمني الذي تعيشه اليمن كون النظام الأمني في حالة من الفوضى ومحاولة تجميع صفوفه.
وأضاف إن أثر ذلك يعيق مسار التنمية في البلاد ويسبب خسائر مادية هائلة كانهيار العملة اليمنية وهروب رأس المال المحلي وامتناع المستثمر الأجنبي من الاستثمار في اليمن بسبب غياب الأمن مما يؤدي كل ذلك إلى البطالة والفقر وتدهور البنية الاقتصادية بكل مقوماتها.
الأجهزة الأمنية
السياسي أنور المعلمي يقول: ا?عمال ا?رهابية تستهدف مستقبل اليمن وتشوه صورتها عند المجتمع الدولي وتظهر ضعف الأجهزة التنفيذية في حفظ ا?من وبأنها غير قادرة على أن تكون إحدى ضمانات تنفيذ المخرجات والانتقال إلى مؤسسات الدولة الجديدة الحاضنة والحامية للشعب ومصالحه.
وأضاف: بأن تلك الأحداث من جهة أخرى تعزز من الاصطفاف الشعبي للوقوف ضد هذه الأعمال التي تدمر اليمن وتستهدف الجميع وتجعل من اليمن ساحة للصراعات وتسويق اليمن كمصدر للإرهاب مما سيفقد ثقة المجتمع الدولي ويعيق التنمية , لكنها في المقابل تجعل الجميع يصطف لبناء الدولة اليمنية الجديدة والتي ترجمها مخرجات الحوار الوطني وتجعل من الجميع يستشعر أهمية الحوار والعمل الجاد من أجل تنفيذ مخرجاته ما لم فإن قوى التطرف هي المستفيدة من اختلاف القوى السياسية وهشاشة الوضع الأمني وضعف الدولة .
خسائر بشرية
محمد الذيفاني– محلل سياسي: منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت خارطة العالم نتاج الهجمات الجوية على برجي التجارة العالميين في نيويورك التي شنها تنظيم القاعدة والتي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء وأحدثت زلزالاٍ في العلاقات الدولية ويزيد من تعقيد الأمور الضربات الجوية التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في أوساط الأبرياء من خارج المقصودين من تنظيم القاعدة.
وأضاف: أنه نتيجة للمتغيرات الأخيرة في اليمن التي نزعت بؤرة الصراعات ودخول اليمن عهد جديد بالتئام مختلف مكونات المجتمع اليمني في مرحلة الحوار الوطني وإشراك كل أطراف الصراعات السابقة في منظومة الحكم الجديدة في اليمن ولو في حدها الأدنى حقق نوعاٍ من التوحد السياسي في مختلف الملفات الهامة ومنها ملف مكافحة الإرهاب التي تقوم الحكومة اليمنية بشكل جاد باستئصال بؤره وبين ذلك ما حققه الجيش اليمني من نجاحات عديدة في هذا المجال بدعم واهتمام حكومي تباركها كل أطرافها السياسية من قوى اليمين واليسار والإسلاميين ومختلف مكونات الشعب اليمني ووضوح الحكومة اليمنية في إقامة علاقة شراكة صادقة وجادة في التعاون في مجال محاربة الإرهاب وانتشال اليمن من صفة الدولة الحاضنة للإرهاب الى مصاف الدولة المشاركة مع كل المجتمع الدولي في التعاون على القضاء على عناصر العنف والإرهاب وظهر ذلك جلياٍ في الترحيب الواضح الذي لاقاه الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أثناء زيارته الدولية الأخيرة التي عبرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بالرئيس باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الإشادة الواضحة بجهود اليمن وقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي في تثبيت الأمن الدولي وخدمة العلاقات المتزنة والرصينة والجادة خدمة لليمن وعلاقاتها الدولية مع مختلف دول العالم.

المرحلة الحالية
ويرى المحلل السياسي عماد النزيلي بأن الخطر الإرهابي مرهون بنجاح المرحلة الحالية في اليمن وأضاف أن التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي مع بعض الدول المتضررة من الإرهاب مثل أمريكا والسعودية وأوروبا سيسهل من عدم وقوع هذه العمليات الارهابية في البلاد مع أن القاعدة الآن منشغلة بجهودها في الميدان في اليمن بصورة أكبر وأوضح فإذا نجح واستقر الأمر السياسي في اليمن فستجد هذه الجماعة صعوبة في التوسع وتنفيذ أنشطتها أو البقاء بفاعليه والعكس الصحيح وهذا ما تستفيض به المتغيرات القادمة.
صراع إقليمي
ومن جهته يقول العقيد محمد الصدادي: إن هناك قوى دولية تسعى لتنفيذ أجندة خاصة بها في اليمن وبالذات في الملف الأمني والملاحقات الأمنية والاعتقالات والقتل تحت قانون مكافحة الارهاب مما ينتج من ردود فعل باستخدام هذه الورقة, ومع ذلك يجب أن لا ينظر إلى الجانب الامني بمعزل عن الجوانب الدينية والسياسية والظروف الاقتصادية والاجتماعية.
وبيِن أن للأوضاع الدولية والممارسات السياسية للأنظمة الغربية والأمريكية تجاه كثير من قضايا الأمة انعكاساتها على الوضع الأمني ولهذا لا بد من جهود مشتركة من كل الأطراف والجهات المعنية لتكثيف ودعم الجدار الأمني.

قد يعجبك ايضا