ذبح الأضحية من السنة وأجر.. والأوساخ إثم


تحقيق مصور /نجلاء علي الشيباني –
في صباح اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك يبدأ المضحي برحلة البحث عن جزار في كل مكان يتواجد فيه وآخرون يقومون بأخذ أضحيتهم إلى أقرب مسلخ أو محل للجزارة بغرض تطبيق فعل النبي ووصاياه التي أمر بها الله عز وجل فالأضحية سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويكره تركها لمن قدر عليها لما رواه البخاري ومسلم (أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجليه على صفاحهما ) وهذا هو حال المضحي في كل عيد أضحى .

تطبيق السنن يكون في كل شيء فإذا ما أراد المضحي وغيره أن يطبق تعاليم الإسلام ويكسب الأجر كاملا فعليه أن يهتم بنظافة مكان الذبح وإهمال ذلك منه أو من الجزار يؤدي إلى ملء الأرض بالدماء وبراز الأضحية وأحشائها خاصة عند تناسيهم رفع مخلفات الذبيحة وغسل الأرض من الدماء والأوساخ التي تتسبب بتجمع الذباب والحشرات الناقلة للأمراض إلى المواطن وتفوح منها رائحة كريهة تزعج المارة وهذه الأعمال ليست من خصال المسلمين أبدا قال رسول الله  في الحديث الحسن: (طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها(  وهذا ما قد يوقع المضحي والجزار في الإثم .
حريتك تتوقف عند حرية الآخرين هذا ما يجب أن يفهمه كل شخص يضحي وكل جزار متنقل أو صاحب مسلخ فغالبيه الناس أصبحوا غير راغبين بمجاورة مسلخ أو محل قصاب وأصبحوا يبحثون عن منازل جديدة وبات الكثير منهم يكره اللحم بسبب الروائح الكريهة التي تخلفها ذبائح العيد بسبب دماء وبواقي الأضاحي وهذا ما يجلب أسراب الذباب والقطط والكلاب حتى باتت تلك الأماكن مشكلة مركبة فهي مضرة صحيا بسبب تجمع الحشرات ومضرة بيئيا لكونها تسبب تلوث الهواء بروائح نتنة وهذا يؤذي الجار الذي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم أذيته وهنا يقع المضحي في إثم جديد بجانب إثم عدم التزامه بالنظافة .
الخطآن اللذان قد يقع فيهما من يقوم بذبح أضحيته سواء في التسبب بأذية غيره أو مخالفة الدين الإسلامي الداعي للالتزام بسلوك النظافة ليسا المشكلتين الوحيدتين فهناك أيضا مشكلة أخرى يخلفها هذا الإهمال المشترك مابين الجزار وصاحب الأضحية وهي إرهاق عمال النظافة في عيد المسلمين متناسين أنهم بشر مثلنا ويحق لهم أن يقضوا إجازة العيد على الأقل بشكل مريح من كثافة العمل وأن لا نغض الطرف عن ما يواجهه عامل النظافة من تعب وإرهاق جراء عمله تحت أشعة الشمس لتنظيف ما نخلفه من أوساخ وهذا الأمر في غاية الأهمية ويلزمنا بالقليل من التعاطف تجاههم إذا كنا غير قادرين على تقدير مجهودهم والتفكير بهم بعطف وهذا فعلا ما يحدث ويوقع الكثير في الإثم فالمسلم أخو المسلم ولا ننس أننا سواسية كأسنان المشط عند الله عز وجل وربما هم أفضل عنده سبحانه
أتمنى ممن يريد أن يذبح أضحيته سواء في هذا العيد أو في العيد القادم أن يراعي تلك الأمور فهي مهمة ووصى بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهي بأهمية ذبح أضحية فإذا أردنا أن نكسب الأجر عبر اتباع سنة الرسول بهذا العمل علينا أن نبتعد عن الآثام التي قد تتبعه.

قد يعجبك ايضا