بينما يواصل العرب والملسلمون الخذلان والتواطؤ والتفرج على مأساة غزة بصمت 

تزايد الاحتجاجات داخل جيش العدو للمطالبة بوقف الحرب

 

 

الثورة  /عباس السيد

 

يوم إثر يوم،  يتزايد عدد جنود الإحتلال المطالبين بوقف الحرب ..وكأنهم ملوا عمليات القتل والتدمير التي يمارسونها في غزة منذ عام ونصف .

العرائض التي يتم توقيعها من وحدات عسكرية وامنية مختلفة لا تعبر فقط عن اعداد الموقعين عليها وهم بالآلاف ، لكنها تبدو غيضاً من فيض .

مطالبة جنود الإحتلال بوقف الحرب على غزة ، لا تعكس اخلاقا سوية لهذا الجيش  ، فما ارتكبه خلال عام ونصف من جرائم ضد الانسانية وابادة جماعية اكسبه صفة الجيش الأكثر ارهابا في التاريخ .

لم يعد جنود الإحتلال يجدون من يقتلونه بسهولة   او مبنى يدمرونه ..حركة الناس باتت مقيدة وشحيحة ، و المباني كلها انقاض .

سنة ونصف من جرائم الاحتلال في غزة تتحول الى ورقة سياسية يستغلها المتنافسون على السلطة في الكيان .

شبع الصهاينة من عمليات القتل ، غرقوا في دماء عشرات الآلاف من النساء والأطفال ، واختلفوا اخيرا :

منهم من يطالب بالمزيد ، ومنهم من يقول شبعنا وكفى . بينما يواصل العرب والمسلمون – شعوبا وأنظمة – التفرج بصمت لا يخلو من التواطؤ في بعض الحالات .

يرفع القتلة في جيش الإحتلال العرائض مطالبين  بوقف الحرب ، فكم من العرائض رفعتها النخب في مصر او السعودية او في الجزائر على سبيل المثال .؟.

الخذلان العربي والإسلامي اللامحدود للفلسطينيين سيعود وبالا على دول  وشعوب هذه الأمة .

نحن امة مستباحة ، هذا ما تم ترسيخه بتخاذلنا وصمتنا ..

لقد بات من السهل على أي عدو ان يستبيحها في أي زمان ومكان ، فالعالم أجمع بات يعرف اننا بلا كرامة ولا غيرة ، قطيع يمكن توجيهه في  أي اتجاه .

لم يخذل العرب والمسلمون  الفلسطينيين فقط ، بل خذلوا أنفسهم قبل أن يخذلوا الفلسطينيين الذين تعودوا القتال والنزوح والحروب طوال اكثر من سبعين عاما .

نحن امة مستباحة ، ليس لضعف قدراتنا ، أو لقوة عدونا ، بل بسبب تخاذلنا ، تواطئنا ، صمتنا.

ومن حكمة الله وفضله على اليمنيين، أن جعل من الموقف اليمني المساند للفلسطينيين دليلا على خذلان بقية الأمة رغم قدراتها .

 

 

قد يعجبك ايضا