ثلاثة شباب يشكلون عصابة للسرقة

الصاحب “ساحب”, وصديق السوء يجر دوما إلى الضياع ,ومخطئ من يعتقد انه سيكون بمنأى عما يرتكبه أصدقاء السوء, إذ لا بد أن تجره قدماه إلى دوامة الضياع برفقة هؤلاء الأصدقاء, فهذا شاب من أسرة ميسورة الحال انخرط مع شلة فاسدة في عالم السرقة والجريمة دون حاجته إلى سلوك هذا الطريق الذي أوصله وأصدقاءه إلى خلف القضبان.
التفاصيل تحكيها الأسطر التالية:

■ عادل بشر

“أسامة” شاب في الـ21 من عمره نشا وترعرع بين أحضان أسرة ميسورة الحال فوالده يملك محلا تجاريا كبيرا وسط المدينة يكفل لهم العيش براحة كبيرة مقارنة بكثير من الأسر ذات الدخل المحدود لذا عاش أسامة حياته دون أن يعرف معنى كلمة الحاجة أو الفقر التي يسمعها من أقرانه كثيرا, فكل احتياجاته مقدور عليها وجميع مطالبه مستجابة.
مضى على هذه الحال حتى بلغ العشرين من العمر, عندها تعرف إلى شابين في مثل سنه يقطنان في الحارة المجاورة لحارته وكون معهما صداقة قوية, غير أن الشابين لم يكونا بالمستوى المعيشي الذي يعيشه صديقهما أسامة فاضطرا إلى الخروج مبكرا والبحث عن عمل يسد احتياجاتهما من مأكل ومشرب وملبس وأشياء أخرى وحين تعرفا على أسامة وجداه أفضل في هذا الشيء منهما فقررا الحصول على عمل سهل يحقق لهما مكاسب كبيرة وكانت السرقة هي الطريق الوحيد للوصول إلى مبتغاهما.
بدأ الشابان ممارسة هذا العمل الشنيع من خلال ابتكار طريقه جديدة وهي مراقبة الفريسة المناسبة والمتمثلة في الشخص الذي تظهر عليه علامات الثراء من خلال ملابسه الأنيقة أو جنبيته الثمينة التي يرتديها وعندما يقترب منهما يدخلان في شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهما فيضطر هذا الشخص وبحسن نية إلى التدخل وفك الاشتباك وبلمح البصر يكون الشابان قد أخذا ما في جيبه من نقود أو جنبيته الثمينة دون أن يعلم, وهكذا استمر الشابان في الإيقاع بالناس وسرقتهم وتقاسم المحصول وصرفه في السهر وشراء القات وتطور الأمر إلى تناول الخمور.
لاحظ أسامة التطور السريع والغريب في حياة صديقيه فأصر على معرفة السبب وبحكم الصداقة القوية اخبراه بأمر السرقة فإثنى عليهما ووصفهما بالعباقرة لكنه رفض الاشتراك معهما ويوما عن يوم بدا قلب أسامة يلين لهذا العمل خصوصا وان صديقيه تفوقا عليه في ما يتعلق بالمصروفات اليومية ومع تكرارهما الضغط عليه بالاشتراك معهما وتطوير هذا العمل وافق أسامة وزلت قدماه في الوحل.
اقترح احد الشابين وهو قائد العصابة الانتقال الى مرحلة أخرى وهي سرقة حقائب النساء من خلال استخدام دراجة نارية كان احدهما يعمل عليها في وقت سابق ونظم الثلاثة خط السير في توزيع المناطق التي يقومون فيها بممارسة نشاطهم في السرقة وتولى أسامة بيع ما في حقائب النساء من مصوغات ذهبية أو أي شيء صالح للبيع كونه ابن تاجر ولن يشك احد فيه وبدأ الثلاثة ممارسة هذا العمل فكان احد الشابين يقود الدراجة النارية فيما يقوم الآخر بخطف حقيبة المرأة من على كتفها ثم يلوذ بالفرار ووجدوا في ذلك طريقة سهله للحصول على المال الوفير خصوصا عندما يكون الشهر في أواخر أيامه حيث يستلم الموظفون مرتباتهم , وكان اللصوص الثلاثة ينتقون ضحاياهم بعناية فائقة معتمدين على خبرتهم الطويلة في هذا المجال.
مضت الأيام والشبان الثلاثة يمارسون جريمة السرقة معتقدين أنهم سيكونون بعيدين عن أيدي رجال الأمن وان عملهم هذا لن يكشفه احد لسرعة هروبهم واختفائهم من مكان الحادثة بالدراجة النارية دون أن يتعرف الضحية أو أي شخص عليهم.
في احد الأيام دخل الشابان بدراجتهما احد الأسواق المزدحمة بالباعة والمتسوقين ووقع اختيارهما على امرأة فخطفا حقيبتها من يدها ولاذا بالفرار فصرخت المرأة بعد أن سقطت على الأرض جراء شد الحقيبة وتجمع الناس وصادف ذلك مرور دورية شرطة فأبلغتهم المرأة بأوصاف الجناة والطريق الذي سلكوه وبسبب الازدحام لم يكن الشابان قد ابتعدا كثيرا وطاردتهما دورية الشرطة . ولأن القدر كان قد حكم بإيقاعهما جزاء أعمالهما تعرضت الدراجة النارية لحادث اصطدام بإحدى السيارات وأصيب الشابان بجروح وكسور في جسميهما وقبض عليهما وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
بعد أن تحسنت حالتهما الصحية تم نقلهما إلى قسم الشرطة واعترفا أثناء التحقيق معهما بشريكهما الثالث أسامة الذي كانت فضيحته كبيرة عندما تم ضبطه وإحضاره من منزله أمام الأهل والجيران, ثم اعترف ثلاثتهم أن الأموال جرت بين أيديهم بفعل السرقة ولذلك استمروا في هذا الجرم ولو لم ينكشف أمرهم لظلوا على ما هم عليه حتى نهاية العمر., فكان السجن في انتظارهم وأصبح مستقبلهم في خبر كان خصوصا الشاب أسامة الذي أدرك حينها أن أصدقاء السوء لا يأتي من ورائهم سوى الخسران المبين.

قد يعجبك ايضا