26 سبتمبر ثورة تغيير اجتماعي كان للضباط الفضل في تفجيرها


● مثلت الثورة اليمنية نقطة الضوء وبارقة الأمل التي انبثقت من مجاهيل ظلام عصر بئيس جثم على صدور اليمنيين سنين طويلة ظلوا فيها حبيسي ذلك الواقع الكارثي الذي كان عنوانه الأبرز هو الفقر والجهل والمرض.
لقد ثار اليمنيون وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل ثورتهم كيما ينعم وطنهم بالحرية ويعانق النور الذي حجبته عن أعينهم أسمال الطغاة المستبدين وينطلق نحو آفاق أرحب من التطور والرخاء.. وها هي ثورتهم بعد بضع وخمسين عاماٍ لا تزال تحطم ما يعترض طريقها من العوائق منطلقة إلى غايتها بعزم لا يعرف الوهن.
مسيرة ثورة دائمة لا تزال تجدد نفسها بتعابير شتى اشتمل عليها هذا اللقاء الذي أجريناه مع الدكتور/ أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام فإلى التفاصيل..

● *الثورة اليمنية ذلك المنجز الوطني العظيم الذي مثل نقطة انتقال لليمن من عصر إلى عصر كيف ينبغي أن ننظر إليه بعد بضع وخمسين عاماٍ على انطلاقه¿
– بداية حياكم الله وكل عام وشعبنا ووطننا بألف خير إن شاء الله والأمل يحدونا دائما لأن الثورة لها بداية وليس لها نهاية بمعنى أن الثورة تصحح نفسها وأن الثورة في حالة تغيير مستمر نحو الأفضل وإذا مرت فترات من الركود أو من الإعاقات التي تعترض سبيلها فإنها كفيلة بحكم وعينا وفهمنا للثورة واستمراريتها بأن تقيم نفسها خاصة وإن لنا أهدافاٍ تشكل معايير نعود إليها.. أهداف الثورة اليمنية عموما (26سبتمبر و14أكتوبر) وثورة 26 سبتمبر على وجه الخصوص هذه الأهداف ننظر إلى أي مدى تجاوبنا معها وما هي العراقيل والمعوقات التي وقفت في طريقها هناك إيجابيات كبيرة جدا ولا ينكرها إلا من في نفسه شيء إزاء الثورة.. وللاستفاضة في هذا الأمر الذي يستحق الاستفاضة فإن اليمن بعد الثورة صارت تعرف بأنها ذلك المعلوم بعد أن كانت قبل الثورة ذلك المجهول نتيجة لحالة العزلة الذميمة التي كنا نعانيها إذ كان لا أحد يعرف عنا إلا أننا (بلاد واق الواق) كما قال الزبيري رحمه الله وكأننا خارج هذا الكون وبعيدون كل البعد عن كل ما يجري من حولنا وهذه العزلة انعكست على المواطن بالسلبيات الكبيرة وأول هذه السلبيات مع الأسف الشديد حالة التخلف والمرض والفقر والجهل والأمية الضاربة وقلة ذات اليد والمعيشة المتدنية فاضطر الآباء الذين عانوا كثيرا من الظلم الواقع عليهم آنذاك حيث تحول الشعب إلى “عاري عل مخلوس” كما يقال في المثل فاضطروا إلى الهجرة واتجهوا إلى البلدان المحيطة بهم نحو أفريقيا إلى أثيوبيا وإلى الصومال وإلى السودان وإلى أسمرة ومنهم من اتجه إلى بلدان الخليج ومنهم من هاجروا إلى بلدان جنوب شرق آسيا – وهم الأكثر- بل إن منهم من اشتغلوا بحِارة عن طريق عدن ووصلوا إلى أوربا إلى مرسيليا وإلى ألمانيا وبعضهم أخذتهم اللجة حتى وصلوا إلى نيويورك ولكن أغلبهم عملوا بأعمال تتناسب مع بساطتهم اشتغلوا في الفحم المستخدم كوقود للسفن وفي ما شابه من الأعمال وعندما عادوا إلى الوطن عادوا لحياة الكد وشظف العيش غير أن بعضهم انفتحت أمامهم الآفاق وشاهدوا العالم المتطور والمتقدم فحز في نفوسهم أن يروا وطنهم على تلك الحالة المزرية فيما العالم يعيش كل هذا التطور والتقدم وتساءلوا لماذا لا نتعلم لماذا نظل على هذه الحالة من الجهل المطبق ما دفعهم إلى محاولة تدارك أولادهم من حالة الجهل والأمية فكثير من اليمنيين حينها تعلموا في الخارج اضطراراٍ وقسرا ولما تعلموا تفتحت مداركهم واستشعروا ضرورة التغيير وكذلك الذين ذهبوا في بعثات عسكرية إلى العراق ومن بينهم المشير عبدالله السلال وأحمد حسين المروني وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاٍ هؤلاء عندما عادوا فكروا أنه لا بد من التغيير وكان قد سبقهم في ثورة 48 جميل جمال والمجموعة التي كانت من حوله وحاولوا التغيير عن طريق النصح إلا أن ذلك لم يؤد إلى نتيجة بل على العكس قوبل هذا النصح بالقتل والعنف والقمع والسجن والتشريد رغم أن أولئك الثوار لم يكونوا مفصلين إلى مذاهب ولا إلى عنصريات ولكنه شعب أراد أن يثور على ظلم فتطورت الأمور إلى أن حدثت الثورة في 17 فبراير 1948.
*عرفت ثورة 48 بأنها ثورة الدستور هل لنا أن نقف معكم أمام هذه النقطة وهذه التسمية بالذات¿
– أجل.. فقد كان الدستور من أولويات هذه الثورة لأن دولة بلا دستور لا تستطيع أن تعرف ماهيتها ولا ما هي حدودها وماهي توجهاتها وسياساتها ولا ما هي طبيعة النظام ومن هنا كان الدستور هو النقطة الأولى التي انطلقت منها هذه الثورة.
* إذن فثورة 48 وما تلاها من المحاولات كانت عبارة عن إرهاصات مبشرة بثورة 26 سبتمبر.
– بالطبع لم تأت ثورة 26 سبتمبر 1962 إلا بعد إرهاصات منذ الأربعينات ولكي لا نخوض في المكرور فنقول إن تلك الإرهاصات انتهت بالثورة في 26 سبتمبر وإعلان الأهداف في هذه الفترة كان هناك شيء من الانفتاح سواء من الذين قاموا بالثورة أو من الذين مثلوا روح الثورة من المثقفين الواعين شمالا وجنوبا الكل كان يتوقع أو ينتظر هذه اللحظة التاريخية وهي التي جعلت الكل يلتف حول الثورة لأنها ليست ثورة ضباط لوحدهم فقد كانوا هم سبب لهذه الثورة لكن هي ثورة شعب ثورة تغيير اجتماعي ولهذا اعلنت الأهداف ونجم عن هذه الأهداف الستة بداية ممارسة للحياة السياسية والاجتماعية بصورة مغايرة للوضع الكئيب الذي كنا فيه وانفتحت اليمن بالتدرج فلم تعد ذلك المجهول بل صارت ذلك المعلوم.
* ثمة من يقول بأن حال اليمنيين قبل الثورة كان هو الحال السائد في المنطقة العربية على اختلاف أنظمتها هل ثمة مصداقية تنطوي عليها هذه المقولة¿
– في الحقيقة أنا لا أقارن الأنظمة الحاكمة كانت ملكية أو جمهورية بما كنا عليه نحن كنا مجتمعا مغلقا والقيود التي كانت عندنا لا تجدها في أي بلد من البلدان الأخرى.
واحدية الثورة
* واحدية الثورة اليمنية كيف تبلور هذا المفهوم ¿
– طبعا في الوقت الذي انطلقت فيه الثورة في الشمال كان لا بد أن تكون سنداٍ ومعيناٍ للثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني وهو ما حدث فعلا لأنه في فترة لا تزيد عن سنة أي في أكتوبر 63 اشتعلت الثورة في الجنوب ثورة الكفاح المسلح أما التمهيد لهذه الثورة فقد كان عبر المظاهرات والعصيان المدني وأعمال متعددة فجاءت ثورة 26 سبتمبر لتعطي قوة دفع للثورة في الجنوب ونحن نقول دائما بواحدية الثورة اليمنية وإن كان البعض – مع الأسف الشديد – له تفسيراته المؤدلجة خارج الخط ونحن قلنا بواحدية الثورة لأن الجنوب احتضن الشمال بعد ثورة 48 وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر احتضن الشمال أبناء الجنوب وكان سندا لهم في ثورتهم ضد الاستعمار البريطاني إذن هناك واحدية للثورة لا يمكن إنكارها ولا الفصل بين الثورتين كما يحلو للبعض وهذه هي قوة للشعب اليمني وليست تفريقاٍ له كما يحلو للبعض أن يقول.
يد تبني.. ويد تحمل البندقية
*ماذا عن مرحلة الدفاع عن الثورة والتي تعد من أهم المراحل التي لا تقل أهمية عن انطلاق الثورة نفسها¿
– كان لزاما على اليمنيين الدفاع عن ثورتهم ضد القوى التي وقفت أمامها محاولة النيل منها حيث فوجئت الثورة بقوى إقليمية اعتقدت بأنه طالما وأن في الواجهة قوى ثورية هي على خصومة معها فذهبت ظنا منها أننا ربما أن نكون امتدادا لهذه القوى الثورية في المنطقة العربية ضد هذه الأنظمة المتباينة معها وبالتالي وقفت في وجه الثورة موقفا عنيفا جدا ومن ثم دخلنا في تلك الحرب الخاسرة التي أعاقت القيم العظيمة للثورة اليمنية التي تريد أن تنطلق في عملية البناء ومثلت حجر عثرة أمام انطلاقها نحو التنمية لأنها منشغلة بالدفاع عن الثورة لكن مع هذا هب الشعب بوعي ذاتي إلى إنشاء التعاونيات نتيجة لقلة الإمكانيات حيث قام الشعب يبني المدرسة ويشق الطريق وبالإمكانيات المتاحة..
* بمعنى أن الشعب كان يداٍ تبني ويداٍ تحمل البندقية للدفاع عن الثورة¿
– نعم وأنا هنا أحيي جيشنا العظيم الحرس الوطني إنهم لم يكونوا يستلمون راتبا وكانوا إذا حصلوا على كدمة يكتفون بها والله كانوا في وضع مثالي جدا وليس كما هو الحال اليوم لدينا جيش عرمرم ولكنه بأسماء وهمية ولا وجود فعلي له في الميدان فالصورة مختلفة وأنا أقول إن البداية كانت بداية قوية وموفقة.
وأنا هنا أريد أن ألفت إلى معركة أخرى هي المعركة مع الجهل والتخلف والأمية حيث ظلت معركة قائمة وهناك مقولة تقول بأن المجتمع المتخلف يقرأ دينه بطريقة متخلفة ويقرأ قوميته بطريقة متخلفة ويقرأ وطنيته بطريقة متخلفة ويقرأ ماركسيته بطريقة متخلفة وهذا التخلف الناشئ كان له أثره في الصراعات وكل واحد يستحسن نفسه وينكر الآخر ومع هذا كان هناك قيم من القيم الإيجابية الموروثة لنا من تاريخنا الحضاري الأول ترتب على هذه القيم أنها كانت من حين لآخر تدفعنا إلى الأمام لهذا كان عندنا عدة دساتير وهي ظاهرة إيجابية حيث كان هناك مشاركة كانت هناك مؤتمرات شعبية ومهما صنف ذلك من أي جهة ولكن كون المواطن يجتمع مع غيره يناقش أموره ويصحح أخطاءه وأن تكون الصراعات القائمة في الساحة صراعات سياسية أفضل من أن تكون صراعات البندقية وكان الكل متفقين على أن البندقية موجهة ضد من يحاول أن يحبط عملية الثورة أو يقف في وجهها ومع الزمن تكون نوع من التراكم المعرفي والوعي بحقوق الناس.
طبعا أعقب عودة إخواننا المصريين من اليمن في 67 توهم الطرف الآخر بأنه آن الأوان للهجوم على صنعاء وحوصرت صنعاء ولولا واحدية الثورة لكانوا وصلوا إلى ما يريدون لأن اليمنيين كلهم هبوا من شمال البلاد وجنوبها للدفاع عن صنعاء لأنها تعد الرمز للوطن فبالتالي استطاعوا رغم أنه لم يكن هناك من ينصرهم وخرجت السفارات وحتى رئيس المجلس الجمهوري كان في الحديدة ومع ذلك كان هناك التفاف شعبي كبير وهذه اللجان التي شكلت كسرت ذلك الحصار على مدى 70 يوماٍ وهذه إحدى مفاخر الثورة اليمنية بأنها ليست ثورة بدأت من قبل مجموعة وانتهى الأمر بل كانت ثورة شعب بدليل أنه في حصار السبعين هب الشعب كله للدفاع عن صنعاء وأسقطنا الحصار.
المصالحة الوطنية
لأننا جزء لا يتجزأ من الإقليم ومن المحيط الدولي لذلك اتجهت القوى الدولية والإقليمية ومنها الملك فيصل وعبدالناصر والقوى الدولية إلى مسألة أن يدعوا اليمن تهدأ من الحروب ولتكون هناك مصالحة بين مختلف القوى اليمنية وهذه المصالحة خففت كثيرا من حالة التأزم ودخل الإخوة الذين كانوا يحاربون في صف الملكية في تشكيلات الحكومة لكن كان عليهم مع الأيام ومع الزمن أن يصححوا المفاهيم المغلوطة فلم يعد عندنا قوى ملكية بالمعنى الدقيق والكل في ظل النظام الجمهوري شارك.
*بإيجاز وبعد أن تحققت المصالحة الوطنية ووضعت الحرب الأهلية أوزارها نستعرض من خلالكم كيف تم التفاعل مع الثورة¿
– سارت الثورة في طريقها ومع قلة ذات اليد وبدأت عملية التطور في عهد القاضي عبد الرحمن الإرياني حيث بدأت عملية التخطيط للتنمية بدايات أولية برنامج إنمائي ثم تطورت الأمور مع الزمن وطالما وقد انفتحنا على العالم فلا بد أننا سنؤثر ونتأثر وبالتالي كان لا بد لنا من التفكير فيما هو أبعد وأهم في التفاعل مع الثورة ومن ذلك التفاعل بناء الجيش الوطني حسب إمكانياتنا والأمر الآخر هو تحسين المستوى المعيشي وتحسين مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي ومن ذلك التعليم والتنمية وقد كانت بدايات في حينها ثم بعد ذلك العمل على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية ويكفي هنا أن نشير إلى أنها تحققت أهداف الثورة بإنهاء العزلة والارتقاء بمستوى الشعب في مختلف المجالات وبناء الجيش وإعادة تحقيق الوحدة والنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية … إلخ ومهما كانت الممارسات قاصرة أو غير واعية الوعي الكافي لكن هذه الأمور كلها تراكميا ستصحح نفسها.
لا وجه للمقارنة
*وماذا عن مقولة أن الثورة لم تخلق الواقع الذي كان يطمح إليه الشعب¿
– الثورة ظلت تشق طريقها ولكن هناك من ظل يضع العراقيل أمامها من قوى أخرى بمسميات متعددة ومع هذا فإن البلدوزر الذي تتحرك به الثورة يحطم ما يقف في طريقه ويزيح العقبات من حين لآخر على صلابة هذه العقبات ولا ننسى أنه كما تحدثت سابقا هناك مسألة التخلف هناك من يعتقد أن الثورة ستأتي لتهبه كل ما يريده بين عشية وضحاها والذين ألفوا أن يمدوا أيديهم للذهب أو لأي شيء آخر فهذا لا تهمه الثورة وإنما يهمه الذهب.. فالثورة كانت من جهة تريد أن تثبت أركان النظام الجمهوري ومن جهة تريد أن تبني المستشفى والمدرسة وتشق الطريق وهذا في ظل وعورة الجبال وتفرق التجمعات السكانية وتناثرها هناك كل هذه تشكل عقبات ومع ذلك غالبت الثورة كل هذه الصعاب وشقت طريقها والحمد لله اليوم وبغض النظر الذي يحب النظام الجمهوري والذي لا يحبه الذي يقف مع النظام الجمهوري ويدافع عنه أو الذي يعارضه ويهاجمه كل هؤلاء تعلموا في ظل الثورة وساروا بسيارتهم على الطريق الذي أنجزته الثورة رأوا النور أخذوا الشهادات الجامعية البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من الجامعات التي توجد في معظم محافظات الجمهورية فهل يعقل أن نقول أن الثورة لم تحقق شيئاٍ¿
– بإمكاننا القول أن اندفاع الثورة لم يكن كما نطمح لأن الذين بدأوا من بعدنا صار عندهم تطور وتقدم علمي وتكنولوجي وأمن واستقرار وهنا نقول إن الثورة ليست فردا الثورة حالة وعي جماعي وقيادة إذا توفر في القيادة وفي المجموع التصميم على التقدم والتطور فلا أحد سيمنعنا لكن المعتركات الجانبية هي التي عرقلت الحركة.
*بمعنى أننا استطعنا تجاوز ذلك الواقع المرير الذي كانت تعيشه البلاد بمراحل كبيرة.
– لا وجه للمقارنة
تضحيات جسيمة
* سلسلة من النضالات التي أعقبت انطلاق الثورة اليمنية وعديد من الهجمات الرجعية التي حاولت القضاء على الثورة ما ضاعف التضحيات التي قدمها أبناء الشعب.. ما الذي تمليه علينا اليوم تلك التضحيات على جسامتها¿
– من فترة النضال الوطني بتاريخيته ما قبل الثورة شمالا وجنوبا هؤلاء المناضلون الذين ضحوا بأرواحهم وبعضهم ضحى بكل ما يملك بالغالي والنفيس هؤلاء قدموا تضحياتهم كي ترى الأجيال القادمة النور واجبنا اليوم هو كيف نحافظ على تلك الأهداف التي ضحوا من أجلها في انتصار الثورة وفي تقدم الحياة الأجيال الجديدة عليها أن تقرأ ذلك التاريخ لتحترمه وتضاعف من الجهود التي بذلت من قبل ليكونوا مناضلين جدداٍ وبرؤية جديدة تتحدد هذه الرؤية الجديدة في مفهوم الثورة بأسلوب ثورة التنمية.. ما قدمه المناضلون الأوائل ينبغي أن يكون قبسا من نور للجيل الجديد في أن يتحركوا بإرادة وعزيمة لإحداث التطور المطلوب.. وفعلا الآن من بشائر العملية التي نراها الحوارات الوطنية التي تمت وقد أشرت إليها سابقا ثم جاء المؤتمر الشعبي العام ليكون الخلاصة قبل قيام الوحدة للخروج بتنظيم سياسي يقيم الحوار مع الحزب الاشتراكي اليمني شقيق المؤتمر الشعبي العام في الشطر الجنوبي من الوطن فترتب على هذا قيام ميثاق وطني ونظرية عمل وطني ومؤتمر شعبي عام تحاور معهم وأنجزت الوحدة بجهود الجميع وبعد ذلك اتفق على نهج التعددية السياسية في مفهوم الديمقراطية لدولة الوحدة.. ثم تحول هذا مع الأيام إلى تراكم معرفي وحقوقي للمواطن اليمني في أنه لا بد من حين لآخر كلما اشتدت الأزمات فيما بيننا أن نذهب إلى الحوار وتحول ذلك إلى سلوك وآخر هذه الحوارات كان مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي جاء كخلاصة راقية لذلك التراكم المعرفي من الحوارات السابقة.
*لفت نظري وصفكم لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بأنه كان خلاصة راقية لما قبله من التجارب السابقة.
– أجل لقد كان كذلك لأنه دخل في الحوار عنصر المرأة وعنصر الشباب وعنصر منظمات المجتمع المدني أي أنه تم تدارك كل ما لم تتداركه الحوارات السابقة.. وهو نضج حضاري تراكمي..

قد يعجبك ايضا