توقيع الأطراف على الاتفاق جنب اليمن المزيد من التداعيات والتدهور والأزمات


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

* الاتفاق انتصار للحكمة اليمانية وإضافة إيجابية لرصيد الاستحقاقات التاريخية
* إنجاز كبير أبعد اليمن عن ويلات الكوارث والحروب والتشظي
* التزام القوى الموقعة ببنود الاتفاق دليل على حسن النوايا وترسيخ للمسئوولية الوطنية
* من المهم أن تصب المعالجات في مصلحة أمن واستقرار ووحدة اليمن ومخرجات الحوار الوطني الشامل

أشاد مراقبون وسياسيون بتوقيع كل القوى والأطراف السياسية على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية وتغليب الحكمة اليمنية والمصلحة الوطنية على العنف المسلح والحروب , واعتبروا الاتفاقية منجزاٍ تاريخياٍ يضاف إلى الاستحقاقات السياسية التي أنجزها اليمنيون خلال الفترة الماضية.
لافتين إلى أن الاتفاقية لا تعني إعادة تشكيل للتحالفات بل هي حالة راقية من الشراكة الوطنية, التي ستنعكس إيجابيا على الحالة الأمنية والاقتصادية وإعمار البلد والعيش الكريم لكل أفراد الشعب دون إقصاء أو تهميش ..
وفي سطور الاستطلاع التالي المزيد من الآراء حول الحدث .. نتابع:

? الدكتورة سامية الأغبري – رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام – جامعة صنعاء اعتبرت وثيقة السلم والشراكة الوطنية التي وقعت عليها القوى السياسية بصنعاء نصرا تاريخيا للحكمة اليمانية ودعوة للسلم المجتمعي وتوطيدا لجذور الأمن والاستقرار وتطبيق النظام والقانون على الجميع دون استثناء .
مؤكدة على ضرورة التزام كل القوى الموقعة ببنود الاتفاق وان القادم القريب هو خير دليل على صدق نوايا ووطنية كل طرف .

الحكمة اليمانية
? فيما تحدث الأكاديمي الدكتور وليد عقلان عن أبعاد الحكمة اليمانية في الاستفادة مما يجري في بعض البلدان العربية كسوريا والعراق وليبيا من اقتتال وصراع مؤلم يحز في النفس نتج عن حالة من الاحتقان السياسي الشديد خيمت على المشهد العام في هذه الدول لتغدوا أمام تهديد حقيقي على مستوى النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضاٍ .
وأعاد سبب تلبد المشهد في بعض البلدان العربية إلى أن النخب السياسية هناك قد خانتهم الفكرة في اتخاذ الخطوة الأهم والأجدى حيث تم تجاهل وإغفال الدعوة إلى حوارات جادة تمثل كل مكونات المجتمع لحل كل القضايا والمشكلات العالقة – كما حدث في بلادنا .
وقال :غير ان هذا الأمر أدركه أصحاب القرار والساسة في اليمن يقينا منهم بأهمية الحوار في هذه المرحلة الهامة والحساسة باعتباره السبيل الوحيد والأساس السليم لتجاوز كل ما يهدد كيان الدولة والمجتمع أو الانزلاق نحو الهاوية .

دعوة للسلام
? السياسية الدكتورة الهام جبران أشارت إلى الأبعاد الحضارية لهذه الاتفاقية بكونها دعوة صادقة للسلم وردم الخلافات والخروج برؤية وطنية موحدة فاعلة على أرض الواقع ترضي الجميع وبما يتلاءم مع طموحات وتطلعات أبناء الشعب اليمني .
واعتبرت اتفاق السلم والشراكة الوطنية واحدة من ضمانات الدولة المدنية التي يسودها العدل والمساواة والأمن والاستقرار والتنمية ويعم معها الرخاء كل ربوع الوطن .
مؤكدة على ضرورة أن تلتزم كل الأطراف الموقعة على بنودها بماورد فيها كمنظومة متكاملة وعلى ضرورة تغليب الحكمة اليمنية وتقديم التنازلات من أجل المصلحة الوطنية بعيداٍ عن الرؤى الضيقة والمصالح الشخصية والإملاءات الخارجية أو الأحقاد والضغائن والتعصب المذهبي والطائفي والحزبي .
داعية الجميع إلى طي صفحة الماضي وتضميد الجراح والتوجه نحو البناء والتعمير لا الهدم والتدمير .

أطراف العملية
? السياسي الدكتور عبدالله السعدي يرى أن الحكمة اليمانية طغت اليوم على متارس الحرب والاقتتال والصراعات , بعد أن احتفلت بلادنا بالتوقيع على اتفاق الشراكة وتوطيد جذور الأمن والاستقرار والتعايش دون إقصاء أو تهميش لأي طرف في العملية السياسية .
موضحا أن هذه الاتفاقية تحمل مغزى وطنيا عميقا, وصار واجبا علينا أن نراجع حساباتنا كنخب سياسية وقيادات إذ لم يعد في مصلحة الوطن هذا التشظي الحزبي والسياسي فلا بد من تضييق دوائر الخلاف عبر رؤية وطنية شاملة تسمو على الجراح وتتعالى على الصغائر وتضع المستقبل أمامها لا النبش في خلافات الماضي .
مضيفا بالقول : إذا ظللنا متمترسين خلف معطيات الماضي فنحن نصنع الأزمات من جديد ولن نواجه التحديات التي تعرقل مسيرة المصلحة العامة والمصالحة الوطنية ,لذا ينبغي أن نخلق لهذا الاتجاه جواٍ من الوئام والتسامح بين مختلف الأطراف والقوى السياسية في البلاد بالرغم من وجود صعوبات موضوعية وذاتية وتمسك بعض العقليات بفكرة الصراعات وعيشها على هذه الصراعات اعتقادا منها بأنها ستكون في منأى عن تبعاتها الكارثية .
دراسة واعية
? من جهته أوضح المحلل السياسي الدكتور محمد الغيثي أن اتفاقية السلم والشراكة تأتي نتيجة دراسة واعية لأسباب النزاع أو المظالم التي لحقت بالوطن ونتج عنها أضرار كبيرة وصلت إلى انقسامات حادة أو حروب وصدامات أو تركت بشكل أو بآخر أضرار في النسيج الاجتماعي أو الوطني .
ومن هذه الزاوية يرى أن الاتفاق جاء ليلملم شتات اليمنيين ويداوي آلامهم النفسية والاجتماعية وتعويض الخسائر التي لحقت بفئات أو شرائح معينة عبر الجلوس على طاولة واحدة ومعالجة كل تلك الإشكاليات بحكمة اليمنيين المعهودة وتغليبهم لغة الحوار على أصوات البنادق.
مؤكدا على ضرورة التغلب على الصعوبات والتحديات التي تعيق تنفيذ بنود الاتفاقية وتجسيد المصالحة الوطنية من خلال تلك المعالجات ومن خلال وضع أسس الدولة اليمنية الحديثة التي كان لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ومخرجاته الفضل في وضع أسسها وتحديد ملامحها ووضعها في قوالب قانونية وتشريعية ستجعل كل فئات المجتمع اليمني تخرج من دوائر الشعور بالغبن ووطأة الشعور بالتسلط والهيمنة التي هي سبب وصول الأزمات إلى ذروتها في هذا البلد .

استحقاق سياسي
? من جانبه يقول ماجد فضائل – ناشط حقوقي: تظل هذه الاتفاقية ضمن الاستحقاقات السياسية التي أنجزها اليمنيون و توافقت عليها كل القوى السياسية , اتفاقية لا تعني هنا إعادة تشكيل التحالفات بل اتفاقية لم تستثن أحدا, شاركت فيها كل القوى السياسية اليمنية مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاق بكامل بنوده وسرعة تسليم كافة المؤسسات والممتلكات الحكومية للدولة .
محذراٍ من تداعيات الصراعات ولا سيما الصراعات المسلحة والحروب الأهلية كونها تؤخر مسيرة التغيير ومسار التنمية في البلاد .
وقال: إن التفاف الناس حول الاتفاق والسلم سيؤدي إلى التسريع بعملية التغيير ومسيرة التنمية فالتنمية لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة بدون استقرار أمني والمستثمرون لا يمكن أن يغامروا بأموالهم ليستثمروا في اليمن في ظل وجود توترات أمنية وكم من اليمنيين من أصحاب الثقل المالي لاتزال أموالهم خارج اليمن , حيث يقدر خبراء اقتصاديون بأن هناك ما يقرب من 70 مليار دولار لأصحاب رؤوس أموال يمنية خارج اليمن .
ومضى يقول : إذا ما وجد السلام الاجتماعي والاستقرار الأمني وجدت دولة النظام والقانون والاستثمارات ستزدهر في اليمن وستزدهر السياحة والتنمية بصورة عامة في مختلف المجالات وسيجد العاطلون عن العمل وظائف وسيتم القضاء على الفقر ولن تحتاج اليمن مستقبلا إلى منح المجتمع الدولي.

المسؤولية الوطنية
? المحلل السياسي أيوب عنان يقول: يأتي اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه كل القوى السياسية بإشراف دولي دعوة للتصالح والتسامح من منطلق الحرص والمسؤولية الوطنية بعد إن كادت الأمور أن تصل إلى طريق مسدود بين مختلف هذه القوى وكادت رياح الشر تعصف بالجميع.
منوها بأن الوطن يمر بأضيق منعطف سياسي ولم يعد يتحمل المزيد من الأزمات وهذه دعوة صادقة نتمنى أن تستشعرها كل القوى السياسية في هذا الظرف الاستثنائي .
وأضاف عنان : الشعب بأجمعه مع الاتفاق الذي يعني في بدايته ومحصلته النهائية الحرص على مصلحة الشعب في الأمن والاستقرار والعيش الرغيد وتعزيز سيادة الوطن والإعلاء من رفعته وكرامته .
وقال: مايميز الاتفاق توجهه الجمعي اذ لم يكن بين فرقاء من الأفراد والجماعات والأطراف المتناحرة لأن أي اتفاق من هذا النوع يأتي عادة لخلق اصطفافات تصادمية جديدة تلحق بالشعب والوطن أكبر الأضرار .

إعادة فرز
ويواصل حديثه بالقول : راقبت طوال الفترة الأخيرة الماضية بحرص وطني بالغ ذلك التوجه القلق لبعض الأطراف السياسية نحو الاتفاق وهو النهج الطارىء الذي فرضته طبيعة تلك النتائج المفاجئة لحرب عمران وغيرها من الأمور المستجدة في الساحة الوطنية اليمنية مؤخرا في العاصمة صنعاء وهي تلك النوايا الغامضة للمحاولات المجهولة النهج والهوية التي تتحكم بها بعض الدوافع الحقيقية الكامنة لإجراء التوافق الجزئي والفئوي وهو أقرب للتفاهمات والتقاربات المصلحية التي تتكئ على الفرز السياسي والاتفاق المنفعي الذي يؤدي إلى جولات قادمة ومستمرة من الصدامات العنيفة التي ستدخل الشعب والوطن في دوامة لا تنتهي ..
لكنه يرى ان اتفاق السلم والشراكة الوطنية بين مختلف القوى الوطنية يختلف عن ذلك تماما في المنطلقات والأهداف والنتائج وهذا مايدعو للتفاؤل .

قد يعجبك ايضا