قطار الدوري يتخطى العقبات .. ويجتاز الصعوبات


كانت ولا تزال الرياضة تنشد رسالة المحبة والسلام ونبذ كل مفاهيم العنف والتطرف والإرهاب وتدعو إلى إشاعة أجواء السلام والإخاء والتوحد والابتعاد عن كل مظاهر التعصب والكراهية المقيتة.
ووحدها تمكنت المستديرة الساحرة كرة القدم من توحيد القلوب واستقطاب متابعة وشغف الجماهير .. وتجاوزت تلك اللعبة الأكثر جماهيرية ومتابعة الحدود الجغرافية لمختلف الدول باعتبار أنها لغة عالمية مشتركة تجيدها كل الشعوب.
وفي بلادنا لم تتوقف المستديرة عن دحرجتها في مختلف الظروف وفي أصعب الأوقات .. واستمرت الملاعب عامرة بالجماهير والمباريات في مختلف المراحل التي شهدت بعض المنغصات والأزمات والتي لم تتمكن من إيقاف الدوري الكروي الذي واصل رحلته بثبات متخطيا جميع العقبات ومتجاوزا كل الصعوبات.
وعلى مدار (24) عاما منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م لم يشهد الدوري اليمني توقفا سوى مرتين فقط حيث كانت المرة الأولى خلال الموسم 1992/ 1993م .. والمرة الثانية في موسم 1994 /1995م وذلك نتيجة أحداث حرب الانفصال التي حالت دون إقامة الدوري في ظل ظروف صعبة لا توفر الأجواء المناسبة للمنافسات الرياضية.
ذلك التوقف الاضطراري حالة استثنائية للدوري الكروي في بلادنا الذي تواصل دون انقطاع في مختلف المراحل والظروف والأحداث المتعاقبة والتي شهدت في بعض الأوقات حالات من التوتر لكن ذلك لم يؤثر على الأجواء الرياضية التي ظلت مفعمة بالحيوية وروح التفاؤل والإصرار على تخطي جميع العوائق والاستمرار في خوض المنافسات دون الالتفات إلى ما يحدث خارج أسوار الملاعب من اختلافات واحتقانات.
وفي عام 2011م أقيمت مباريات دوري الدرجتين الأولى والثانية لكرة القدم في ظل ظروف عصيبة لم تشهدها اليمن وكان ملعب المريسي بصنعاء شاهدا على انتصار الروح الرياضية على ما سواها .. وتأكيد الشباب والرياضيين على تمسكهم بمبدأ السلام .. وتجسيد الوحدة بين أبناء الوطن من مختلف المحافظات من خلال التلاقي والتواصل ومد جسور المحبة والإخاء.
وفي ظل أجواء رياضية تخيم عليها أجواء مأزومة وحالة احتقان نتيجة أحداث عام 2011م تواصلت المنافسات الرياضية في مختلف ملاعب الجمهورية وفي مقدمتها أمانة العاصمة .. وصولا إلى محطة النهاية وتتويج أبطال الدوري.
ولم يكن الوضع مختلفا في الثلاثة المواسم الماضية والتي استمر خلالها الدوري بنجاح رغم الواقع الصعب والإمكانات المحدودة إلا أن اتحاد كرة القدم حرص على استمرارية الدوري وعدم التوقف .. وساهم في إنجاح المسابقة حالة التفاعل من قبل اللاعبين الذين أبدوا حالة من الإصرار على إقامة الأنشطة الرياضية والتأكيد على استقرار الأوضاع وأن اليمن يشهد حالة من الأمن والسكينة العامة وتجاوز الأزمة بنجاح.
وفي الموسم الحالي تتواصل منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بوتيرة عالية وفي ظل أجواء تسودها روح التفاؤل بمستقبل مشرق تسوده روح الإخاء والعدالة والمساواة وبناء اليمن الحديث ودولة النظام والقانون.
ورغم الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء إلا أن المباريات أقيمت على مختلف الملاعب متخطية جميع العوائق والتحديات لتبعث برسالة حب ووئام لمختلف شرائح المجتمع مؤكدة أن اليمن بخير في ظل وجود أبناءه المخلصين والأوفياء.
وأوضح الدكتور حسن عبدربه عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لكرة القدم أن الاتحاد حرص على إقامة مباريات الدوري بانتظام وتفادي أي توقف بالرغم من الظروف الصعبة التي شهدتها العاصمة صنعاء.
مبينا أن الاتحاد يواجه العديد من التحديات والمعوقات وفي مقدمتها عدم توفر الإمكانات المادية نتيجة عدم صرف مخصصات النشاط الداخلي والخارجي بالإضافة إلى إغلاق مبنى الاتحاد وعدم تمكن الطاقم الإداري من القيام بمهامه بسبب الأوضاع إلا أن قيادة الاتحاد تستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقها وحرصت على استمرارية النشاط وخاصة دوري الدرجة الأولى الذي يعد أكبر الأنشطة الرياضية في الجمهورية ويضم (14) فريقا من مختلف محافظات الجمهورية.

قد يعجبك ايضا