العمل الإداري في رمضان

أحمد ماجد الجمال

 

 

رمضان شهر استثنائي يفرض معادلة مختلفة في طريقة العمل الإداري وأدواته داخل الوحدات والمؤسسات بسبب اختلاف الأولويات وينعكس تغير أولويات الأفراد على أولويات الأعمال والمهام فينصب جزء من التركيز على أولويات شخصية متعلقة بطبيعة وخصوصية هذا الشهر الفضيل الذي يعتبر فرصة لتوطيد العلاقات الأسرية والروحانيات وغيرها من السلوكيات النبيلة التي لا تتعلق فقط بالعمل بل تتجاوزها إلى جميع مناحي الحياة وتؤثر فيه بشكل مباشر فجأة يصبح للطعام توقيتاً وللنوم مواعيد وللأعمال أولويات والحركة تتغير والإحساس يتعمق نتيجة تغير السلوك والروتين اليومي الناتج عن الصيام الذي يؤثر على الأداء والإنتاجية والنتائج ولا يوجد أسلوب إداري واحد أو جواب واحد صحيح لسؤال: ما هي أفضل طريقة لإدارة الأعمال والمهام في رمضان لأن الجواب يختلف باختلاف طبيعة عمل الوحدات والمؤسسات وعدد الأفراد العاملين فيها وحتى منطقة العمل وطبيعة النظم واللوائح وبالتالي يحتاج الأمر إلى تبني أساليب بمقتضى الحال والظرف لتنفيذ المهام التعامل بضوابط مع الموظفين في التوقيت بساعات عمل مثالية لأن الوقت له تأثير اقتصادي وإداري واضح على الأعمال بشكل عام فعادة ما تتقلص ساعات الدوام في غالب قطاعات الأعمال لمدة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات وتتغير بدء أوقات الدوام حسب القطاع وطبيعة الوظيفة وبالتالي فإن التوقعات الإنتاجية تختلف وينعكس هذا بدوره على مواعيد التنفيذ والإنجاز وعلى سرعة سير العمل وعلى القدرة الإنتاجية الطبيعية بشكل عام لذا فان الأمر يتطلب توفير البنية الأساسية لفهم الوقائع والتخطيط بخط متواز دون التأثير على سير الحياة الشخصية للموظفين وفي العادة تبرز بعض التحديات منها على سبيل المثال لا الحصر
– انخفاض مستويات الطاقة والتركيز لدى الموظفين بسبب الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة يعاني بعض منهم من الإرهاق والأرق وانخفاض التركيز خاصة في الساعات الأخيرة من الدوام.
– تغير وتأجيل أوقات ساعات العمل ونقص عدد ساعاتها الأمر الذي يؤدي إلى البطء والتأخير في الإنجاز.
– زيادة طلب الإجازات مما قد تؤثر إلى حد ما على سير العمل.
– تغير موعد أكثر الاجتماعات وخاصة الطويلة خلال فترات انخفاض الطاقة البدنية والذهنية في النهار.
– اختلال وضعف في تأدية المهام أو القيام بإجراءات تؤثر على سلامة النتائج وارتكاب أخطاء غير مقصودة.
ولضمان تحقيق النتائج المطلوبة دون أي قصور ليصبح شهر رمضان من مجرد تحدٍ إلى فرصة من خلال تقديم المرونة قدر الإمكان وتعزيز ظروف عمل أكثر تفاعلاً بالتعاطي الواقعي من خلال وضع سياسات وطرق وأساليب وإجراء تقييم وتقويم لمدى كفاءة ذلك بين ساعات العمل وقدرات الموظفين وترتيب الأولويات وإدارة الأنشطة والتركيز على المهام والأعمال الأكثر أهمية في الساعات الأولى من الدوام عندما يكون الموظفون في ذروة جاهزيتهم وتجنب الاجتماعات غير الضرورية واستبدالها في الفترة المسائية باستغلال ساعات مجالس القات وتبني نهج متوازن يجمع بين تحقيق الأهداف وتنفيذ المهام بالإجراءات النظامية ببيئة عمل صحية مريحة داعمة لفريضة الصيام باعتباره فرصة أيضا لتعزيز القيم النبيلة كالتعاون والصبر والتكافل والتحفيز وزيادة روح الفريق المتكامل وضبط إدارة الوقت الذي يعتمد على فترات عمل قصيرة وتقليل ضغط العمل واطلاق برامج تحفيزية تعزز من جودة النتائج والمخرجات وتقديم مكافآت للأداء الجيد و تنظيم أنشطة رياضية لأنها تهذب النفس والبدن وتشجيع الطرق الابتكارية في تنفيذ المهام والأعمال والاستفادة لأقصى درجة من الأدوات التقنية لتسريع الإنجاز التي تعتمد على فترات عمل قصيرة تتخللها استراحات كتنظيم إفطار جماعي والمشاركة في أعمال خيرية واجتماعية والاهتمام بصحة الموظفين، والتوعية بأهمية التغذية الصحية في الإفطار والسحور للحفاظ على مستوى الطاقة واللياقة طوال اليوم كل ذلك من الأكيد انه يساعد الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل والعبادات، فالموظف بدرجاته والعامل بمؤهلاته والدرجات الوظيفية المختلفة لأن الإنسان آلة العصر وكل العصور وعنصر التقدم والنجاح والعنصر الفاعل في الحفاظ على المقدرات وجودة أدائه ينعكس إيجابيا على الوحدة أو المؤسسة ويصبح أدائها أكثر فاعلية وكفاءة في الإنجاز ويؤدي هذا إلى الحفاظ على التوازن وعلى أعلى الدرجات في قياس مصفوفة مستوى تنفيذ العمليات الإدارية .
*باحث في وزارة المالية

قد يعجبك ايضا