أشكالهم .. تثير الخوف في نفوس الأطفال .. والنساء الأكثر تضررا من تصرفاتهم



* علماء نفس: قد يتحولون إلى مجرمين خطرين عندما تفاجئهم النوبات الجنونية

* نائب مدير الدفاع الاجتماعي: الشؤون الاجتماعية ليس لها أي نشاط تجاه محاربة الظاهرة

يفترشون الكراتين ويلتحفون قطعاٍ قماشية لا تستر جميع أجزاء أجسادهم تقيهم برد الشتاء وحر الصيف عليهم ملابس بالية ممزقة.. إنهم المجانين ذوي الحالات النفسية .. لكن هذه المرة من الأجانب في العاصمة صنعاء جاءوا من أصقاع الأرض ليحطوا رحالهم في العاصمة وليثيروا الخوف والرعب في نفوس الأطفال والمارة في شوارعها في ظل صمت وتجاهل الجهات المعنية.

عند المرور من شارع الحصبة بأمانة العاصمة يصادفك مشهد لمجنونة صومالية تستقطع جزءاٍ يسيراٍ من رصيف الشارع الوسطي وما إن تقترب منها حتى تسمعها تتمتم بكلمات غير مفهومة.. وهناك آخرون في شوارع العاصمة تعرف أنهم أجانب من لهجتهم .. أو لغتهم كما هو الحال مع الصومال والأثيوبيين غير أن وجودهم في الشارع هو الخطر بحسب وصف المواطن محمد البحري الذي يسكن في الدائري الغربي بأمانة العاصمة الذي يشكو من تصرفات بعض هؤلاء المجانين والتي تنعكس في شكل شتم الأشخاص المارين بجانبهم بالألفاظ الأجنبية البذيئة ورميهم بالطوب والحجارة.
يحكي المواطن عباس علي الوشلي قصته مع أحد المجانين الأجانب قائلاٍ: أثناء عودتي من عند أحد أصدقائي بعد منتصف الليل ومروري من أحد شوارع أمانة العاصمة المظلمة جراء انطفاء الكهرباء المتواصل فاجأني مجنون أجنبي مختبئ خلف كراتين حيث قفز إلى أمامي وصرخ بأعلى صوته في وجهي.. فخفت كثيراٍ حينها وشعرت بعدها بمضاعفات ذلك الخوف الذي أصبح مرضا تطلب مني علاجه.
مضايقة
فيما تؤكد أم سامي أن أحد المجانين الأجانب الموجودين في شوارع أمانة العاصمة قام بمضايقتها والاعتداء عليها ولولا تدخل الناس لحدثت مشكلة أكبر لكن وتناشد الجهات المعنية وضع حلول لهذه المشكلة.
خوف
يقول سليم السياغي: ابني خاف حينما رأى مجنون من جنسية عربية في الشارع الذي نسكن فيه ومن اليوم التالي لا يخرج إلى الشارع إلا بصحبتي.
ويضيف: لازال يرفض الخروج إلى الشارع لأن ذلك المجنون الواقف على رصيف الشارع الذي نسكن فيه لا يترك مكانه أبدا لهذا اضطر للخروج مع ابني إلى الشارع بشكل متواصل.
وأثناء البحث عن الجهة التي يتحمل مسئولية هذا العبث اتجهت بوصلة الاتهام إلى أن مجانين العاصمة سواء الأجانب أو المحليين هم مسئولية أمانة العاصمة في المعنية بالحفاظ على الوجه الحضاري للعاصمة وهؤلاء المجانين يعكسون صورة سيئة بتواجدهم في شوارعها وأن أمانة العاصمة تملك مصادر متعددة تدر لها الكثير من الأموال من إيجارات الأسواق والمواقف العامة والحمامات العامة والمصادر الأخرى وهي قادرة من ذلك الدخل تحمل نفقات إيوائهم في مصحة نفسية تبنيها الدولة من دخل الزكاة فوق أرض من أراضي الأوقاف مثلاٍ.. وذهب البعض إلى التكهن بأن وجود بعض المجانين الأجانب في شوارع أمانة العاصمة هدفه تنفيذ مهمات لجهة ما سواء أكانت أجنبية أو محلية.. والحال الذي يظهرون به إنما هو تموية.. تفسيرات ارتبطت في أذهان الناس..لكن هذا لا ينطبق على جميع المجانين وهنا يتحدث المساعد إبراهيم علي المطري من إدارة أمن العاصمة صنعاء عن الإجراءات التي من شأنها التأكد من حقيقة هذه الادعاءت ويقول: تتمثل تلك الإجراءات بضبط المجانين الأجانب والتأكد من شخصياتهم وجنسياتهم وصحة قواهم العقلية والتحري عنهم والتحقيق معهم فإذا ثبت بعد ذلك بأنهم يمارسون أعمالاٍ مخالفة للنظام والقانون في البلد نقوم بتسليمهم إلى الجهات المعنية التي تتخذ بحقهم الإجراءات القانونية الرادعة.
ويؤكد خبراء علم النفس أن صاحب الحالة النفسية يهدد المجتمع خاصة عندما تفاجئه النوبات الجنونية التي يفقد فيها وعيه فيرتكب الجرائم التي قد تتسم بالبشاعة.
وأوضحوا أن هناك من يستغل المرضى النفسيين والتخطيط لهم لارتكاب جرائم عن طريق إقناعهم بأفكار معينة وتقديم السلاح لهم وشحنهم معنويا ضد المستهدفين ويقوم المريض بتنفيذ الجريمة ولكن لا يضع في خطته الهروب من موقع الجريمة.
الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة يؤكد على أن ذوي الحالات النفسية قادرون على ارتكاب الجرائم خاصة عندما تفاجئهم النوبات الجنونية وتكون نتيجة لأفكار وتصورات خاطئة أو نتيجة هلوسة سمعية أو بصرية مثل قيامهم بقتل أشخاص ظناٍ منهم أنهم خطر على العالم ويجب تخليص الناس من شرورهم.
ويتفق الدكتور عادل الهويدي أخصائي علم نفس في المصحة النفسية للسجن المركزي بأمانة العاصمة مع ما ذهب إليه الدكتور سعيد عبدالعظيم ويضيف: نتعامل مع الحالات النفسية من الأجانب التي تأتي إلينا من خلال دراسة الحالة وتشخيصها ومعالجتها على ضوء ذلك بحسب الإمكانيات المتاحة.
عدم الاهتمام
من جانبه يقول علي الديلمي من منظمة التغيير لحقوق الإنسان يجب أن يكون هناك دور أكبر للمؤسسة الاجتماعية والخيرية لمساندة المنظمات الحقوقية من أجل إلزام الدولة القيام بواجبها تجاه المجانين ذوي الحالات النفسية سواء من الأجانب أو المحليين من خلال الحصول على حقهم في الحياة والعلاج والسكن . واعترف الديلمي في سياق حديثه بأن المنظمات الحقوقية لم تتطرق إلى وضع المجانين وحقوقهم وطالب بتعاون الجميع للوقوف بمسئولية أمام هذه المشكلة مستنكراٍ إيواءهم بعض الأحيان في السجون ومصحات السجن المركزي مع المجرمين مما يضاعف حالتهم المرضية ويسبب لهم انتكاسات نفسية.
فيما اعترف أمين محمد العيسي نائب مدير عام الدفاع الاجتماعي بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل بأن الوزارة لم تقم بأي نشاط تجاه حل هذه المشكلة اعتراف العيسي بتقصير الوزارة يجعلنا نتأكد أكثر من عدم رد مدير عام الدفاع الاجتماعي بالوزارة على أسئلتنا التي لم تأت إجابتها منذ ثلاثة أسابيع.. فهل نرى جديداٍ في الاتجاه الإيجابي لحل هذه المشكلة قريباٍ¿

تصوير/ مازن رشاد

قد يعجبك ايضا