الأطفال ومدارسهم في صدارة قائمة المتضررين من أحداث العنف


دائما ما يكون الأطفال وخاصة طلبة المدارس ابرز ضحايا المواجهات المسلحة ولا يتوقف الاثر السلبي الناجم عن معايشتهم للصراع عند التأثيرات الوقتية التي يعانونها على المستوى النفسي والمعنوي بل تمتد تلك الآثار الى المستقبل .
ويقول التربويون بإن الاطفال ممن يعايشون أحداثا عنيفة قد يصابون بصدمات نفسية خطيرة قد تلازمهم طويلا ..
ويشدد اخصائيو علم الاجتماع على ضرورة ابعاد الصغار عن الصراعات العنيفة التي عادة ما تشب بين الفرقاء السياسيين.

هلع
الاحداث العنيفة التي اندلعت مؤخرا في منطقة ذهبان غربي العاصمة صنعاء كانت في شوارع وازقة المنطقة وعلى مقربة من المدارس والمرافق التعليمية ويروي شهود عيان مشهد من الفزع الكبير والهلع غير المحدد الذي انتاب طلبة المدارس وخاصة الطالبات الصغار اللاتي وجدن انفسهن وسط معمعة المواجهات وطلقات الرصاص التي كانت تلعلع من قبل اطراف النزاع.
وتقول الاستاذة ميمونة البرطي وهي معلمة في مدرسة اساسية بالمنطقة بأن الطلبة من الدارسين في الفترة المسائية عاشوا لحظات عصيبة عندما اندلعت وبصورة مفاجئة مواجهات مسلحة بجوار مدارسهم عندما كانوا خارجين منها باتجاه منازلهم .
وتشير الى ان الطالبات الصغار كن يصرخن بأعلى اصواتهن طلباٍ للنجدة غير ان المتحاربين لم يعيروا لذلك أي اهمية.
مرافق تعليمية ومتارس حربية
من اخطر الممارسات السلبية التي يقدم عليها فرقاء الصراع السياسي والاجتماعي هو اقتحامهم للمدارس وتحويلها الى متارس حربية الامر الذي يعطل العملية التعليمية والتربوية في هذه المدارس ناهيك عن حالة الرعب والهلع التي تنتاب طلابها .
ويقول مسئولو وزارة التربية والتعليم بأن المعارك الضارية التي شهدتها محافظة الجوف مؤخرا بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد اصابت العملية التعليمية بالشلل التام .. ويضيف الدكتور عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم بأن المواجهات بين اطراف النزاع ادت الى توقف العملية التعليمية في 75% من المدارس على مستوى المحافظة.
ويشير الحامدي الى انه وبالرغم من الحرب دارت في خمس مديريات فقط الا ان التعليم تأثر بشكل كبير في جميع مديريات المحافظة وذلك بسبب تخوف اولياء الامور ومنع اطفالهم من التوجه الى المدارس بسبب الظروف الامنية والمخاوف من حدوث اية طوارئ.
ويؤكد نائب وزير التربية والتعليم في حديثه ل “الاسرة ” بأن الاحداث التي شهدتها محافظة الجوف دفعت بأعداد هائلة من السكان المحليين الى النزوح عن منازلهم وهو ما ادى الى اغلاق المدارس وتعثر العملية التعليمية في معظم تلك المرافق الواقعة في قلب الصراع ناهيك عن استخدام المقاتلين للمدارس كمتارس حربية.
آثار سلبية
ويؤكد اخصائيو علم النفس التربوي بأن الصغار ممن يعيشون احداثا عنيفة في بيئتهم عادة ما يصابون بأعراض وصدمات نفسية طويلة المدى وقد تؤثر على مستقبلهم التعليمي والصحي .
ويشيرون الى أن من اخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مروا بها ويؤكد الاخصائيون الى انه من الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة وان الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاٍ بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة… ومن معوقات الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال هو أنه يصعب عليهم التعبير عن الشعور أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
ويقول الدكتور محمد عبدالله اخصائي علم النفس التربوي بأنه يجب ان يخضع الاطفال من ضحايا الحروب لبرامج تأهيلية لتجاوز الآثار الناجمة عن معايشتهم لمشاهد العنف والصراع والاهتمام بالرعاية النفسية للحد من اثر الصدمة لدى الاطفال وغالباٍ ما تظهر المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية وتمتلئ مشاعر الطفل بالعنف والكراهية والشك أو اليأس و القلق المستمر ولا بد من مساعدة الطفل للخروج من ازمته النفسية والتي قد تسبب له الكثير من المشاكل المستقبلية كحالات القلق الدائم والاكتئاب والدخول في حالات نفسية مرضية شديدة.

قد يعجبك ايضا