تعليم الطفل لغة ثانية مبكرا يفيد عقوله

* أثبتت دراسة علمية حديثة حقيقة جديدة , أكدت نتائجها أن تعليم الأطفال لغة ثانية إلى جانب اللغة الأم يحفز طاقاتهم الذهنية ويعزز من قدراتهم العقلية.
كلما بكر الأهل في تزويد أبنائهم بالعلم والمعرفة كلما كان لدى الأبناء القدرة الفكرية والعقلية على استيعاب ما يتلقونه من معارف وعلوم جديدة.
رغم أن الاعتقاد السائد حيال تعلم الأطفال لغة ثانية خلال مرحلة الطفولة بأنه يمكن أن يؤثر سلبا على اكتساب الطفل المهارات الضرورية لإتقان اللغة الأم, ولكن العكس هو الصحيح تماما, حيث أظهر عدد من الدراسات الحديثة أن تعلم الطفل لغة ثانية قبل سن الخامسة يزيد من قدرات المخ البشري والتطور التعليمي واللغوي في جميع المجالات.
ويعتبر تعليم الطفل لغة ثانية بمثابة هدية رائعة تقدم إليه, لما في ذلك من فوائد عديدة تعود على الطفل في أكثر من مجال, فذلك يقدم للطفل منفعة في الجانب الفكري والإدراكي, هذا إلى جانب المنافع الاجتماعية والاقتصادية.
واستطاعت هذه الدراسة أن توضح كيفية تخزين الدماغ للمعلومات اللغوية, حيث أن المخ البشري يتغير بعد تعلم لغة ثانية, كما أن التطور يكون كبير في جزء المخ المسئول عن اللغات الأجنبية لدى الأشخاص الذين يبدؤون في تعلم لغة أجنبية قبل سن الخامسة.
وعندما يقوم الشخص بتعلم لغة ثانية فذلك يؤدي إلى تغيير في المادة السنجابية الموجودة في مخ الإنسان, وهي المادة التي تبني وتقوي القدرات الدماغية كما تبني التمرينات الرياضية جسم الإنسان, ولقد تم إجراء مسح لأدمغة 25شخصا لا يتحدثون لغة ثانية, و25 شخصا تعلموا لغة ثانية قبل سن الخامسة, و 33شخصا تعلموا لغة ثانية بين سن الـ10 سنوات والـ 15سنة.
فأظهرت نتائج المسح أن كثافة المادة السنجابية في القشرة الجدارية السفلى اليسرى من المخ كانت أكبر لدى الأشخاص الذين يتحدثون لغتين, أما الذين تعلموا لغة ثانية قبل سن الخامسة زادت لديهم احتمالات تطور المادة السنجابية بدرجة أكبر ممن تعلموا لغة ثانية في سن أكبر.
وبالنسبة للأطفال الذين تعلموا لغة ثانية فهم يميلون لأن يكونوا أكثر طلاقة في استخدام اللغة أجنبية, وذلك لدى مقارنتهم مع البالغين الذين يتعلمون لغة ثانية لأول مرة, وهؤلاء الأطفال أيضا لديهم استعداد للتفوق في تعلم لغة ثالثة.

قد يعجبك ايضا