كيف استقبل الطلاب العام الدراسي الجديد¿


أ/عبده اللواع .. يجب تشكيل لجنة لدراسة الوضع التعليمي الراهن
أ/يحيى المرتضى .. لا خوف على الطلاب ماداموا بعيداٍ عن المسيرات والتظاهرات
في هذا الوقت من كل عام تغمرك السعادة حين ترى أيادي الطلاب متشابكة مسيرون جماعات بزيهم المدرسي الجديد تسابقهم أمنيات أهليهم بعام جديد مليئ بالنجاح والتفاؤل. وفي هذا العام بالرغم من حلول العام الدراسي يتبدد حماس كثير من الأسر والأبناء بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد .. “الأسرة” حاولت استطلاع أراء أولياء الأمور إلى الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم.
ينتظر أولياء الأمور فتح المدارس بفارغ الصبر ليلحقوا أبناءهم فيها حماية لهم من الشارع وما يكتنفه من مخاطر لكنهم في هذا العام ينتابهم القلق على سلامة أبنائهم فاحد أولياء الأمور يقول: بيتي بجانب خيام الاعتصام لذا منعت أبنائي حتى من اللعب في الشارع ولست مستعداٍ للمخاطرة بحياتهم وألحقهم المدرسة في ظل هذه الظروف وطالب وزارة التربية أن تستشعر المسؤولية وتؤجل الدراسة في المناطق التي يكثر فيها الاعتصامات والمظاهرات حتى تستقر الأوضاع.
تغيير حقيقي
ويخالفه الرأي الوالد محمد الفليحي قائلاٍ: يجب ألا يمنعنا شيء من مواصلة أبنائنا للتعليم فالتغيير الحقيقي يبدأ من الصغار وتوفير كل السبل والوسائل ليكونوا أشخاصاٍ منتجين نافعين بغض النظر عن أي مخاوف وإذا ظللنا على هذه الحال فسيدفع أبناؤنا الثمن قبل أي أحد وسنظل نتقاتل وكل يوجه سلاحه صوب الآخر.
وأردف قائلاٍ: أتمنى لأبنائي عيشة كريمة لذا أبذل قصارى جهدي لأوفر لهم جميع احتياجاتهم من المستلزمات المدرسية وأحرص على أن يتلقوا تعليما جيداٍ من خلال متابعتي لهم في البيت والمدرسة فلا أريد أن يتركوا التعليم لأي سبب كان ولا يخطئوا خطأي عندما خرجت من المدرسة في سن مبكر لأساعد والدي في العمل.

ألوان
استوقفت أماٍ وبيدها حقيبة ابنتها التي تجري أمامها بفرح طفولي في أول يوم دراسي لها في الصف الأول تقول أم ريم: سجلت ابنتي بمدرسة تقرب من المنزل ولم أرها سعيدة كسعادتها وهي تشتري الدفاتر والألوان والحقيبة لدرجة أنها لم تنم ليلة البارحة من الفرح كما قالت الأم التي تتمنى لابنتها ولجميع الطلاب عاماٍ دراسياٍ مميزاٍ بعيداٍ عن القلق والتوتر وتناشد جميع مدراء المدارس إبقاء المنشآت التعليمية بعيداٍ عن الأحزاب والمذهبية وأن تكون المدرسة مكاناٍ للعلم فقط فالكل فيها معلمون وطلاب علم وفي الأخير يمنيون.

إزدحام
تقول أم رشا: تدرس ابنتي منذ خمس سنوات بمدرسة أهلية لكن مع التوترات الأمنية التي تشهدها صنعاء اضطررت لأن أسحب ملفها واسجلها بمدرسة حكومية قريبة ومع أنها كانت ترفض الذهاب وتبكي لأنها فارقت صديقاتها ومعلماتها إلا أنه ما باليد حيلة وبعد محاولات أقنعتها بالذهاب لمدرستها الجديدة لكنها في الصف تفاجأت بالازدحام الشديد فالكرسي الواحد تجلس عليه أربع طالبات لدرجة أن البقية تجلس على الأرض والإزعاج بشكل كبير والمعلمة تصرخ بشدة وتضرب الفصل كاملا بعصا خشبية غليظة فعادت ابنتي من المدرسة منهارة ورفضت الذهاب مع كل إغراءاتنا لها بالعودة إلى المدرسة.
لم يكن يعلم والد الطالب عادل المؤيد أن قرار سحب ملف ابنه من المدرسة ليسجله بأخرى حكومية ستجعل ابنه يجلس بالبيت .. يقول الوالد: مع نزول الجريمة زاد العبء على كاهلي خاصة أني عامل بسيط فذهبت بملف ابني إلى المدرسة القريبة لكن للأسف لم يتم قبوله نظراٍ للازدحام الشديد فالكثير فضلوا المدارس الحكومية تخفيفاٍ للمصاريف والرسوم الدراسية وللأسف فإن أكثر المتضررين من هذه الأزمة من الطلاب خاصة وأن الدراسة بدأت بحسب قرار وزارة التربية ولا يزال الكثيرون في منازلهم.
اضطر الأخ أحمد السميري عامل بالأجر اليومي إلى إخراج اثنين من أبنائه من المدرسة .. يقول: بالكاد أوفر قوت يومي فأنا أعمل يوما وأتعطل يومين ومع أن الجريمة قصمت ظهري فلم أجد حلاٍ سوى إخراج ولدي لمساعدتي في توفير لقمة العيش.
يرى الأستاذ عبده اللواع -مدير مكتب الإعلام بمديرية شعوب: أن المدارس الأهلية هي أكثر المؤسسات التربوية والتعليمية تأثراٍ بهذه الأوضاع فهناك سحب كبير للطلاب منها ونقلهم إلى المدارس الحكومية ويخشى أن يؤدي ذلك إلى خلل في التعليم الأهلي واكتظاظ شديد للطلاب في المدارس الحكومية ما لم تتدخل الوزارة إلى وضع حلول لكلا الحالتين ومن المفترض أن تشكل لجنة لوضع حلول مبكرة والعمل سريعا على تنفيذها.
ويقول: إن العملية التعليمية منذ عام 2010م تمر بأسوأ مراحلها إلا أنها استطاعت أن تتغلب على كثير من المشاكل التي كانت نقف حجر عثرة أمام العملية التعليمية رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي أرهقت كاهل المعلم والطالب ولا ننسى أن الجانب التعليمي مرتبط بالجانب الاقتصادي والأمني ولا شك أن غياب إحدى هذه المقومات سيؤثر سلباٍ على العملية التعليمية.
فيما يرى الأستاذ يحيى المرتضى أن ضعف الإقبال بالمدارس الكائنة بشارع المطار وشوارع الاعتصام والتي تكثر فيها الخيام أمر طبيعي نتيجة للمسيرات المتكررة وطالما إدارات المدارس لا تشرك الطلاب بهذه المسيرات وإقحامهم في هذه الأمور فلا خوف على سلامتهم.
وطالب المرتضى: جميع المدراء سواء للمدارس الحكومية والأهلية وطلب من والمعلمين التواجد في مدارسهم وممارسة أعمالهم كما يجب.

قد يعجبك ايضا