السفيرة البريطانيةجون ماريوت :
الحلول المستدامة التي يحتاجها اليمنيون لن تأتي إلا من خلال الحوار والمصالحة وليس من فوهات البندقية
القائمة بأعمال السفارة الاميركية:
النقد دون تقديم الحلول لن يحقق تطلعات الشعب اليمني
* تتواصل دعوات الدول الراعية للتسوية السياسية اليمنية لكافة القوى السياسية والجماعات المسلحة بضرورة تحكيم العقل والحكمة وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الضيقة ومواصلة محطات المصالحة الوطنية والتسوية السياسية حفاظاٍ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره..
سفراء الدول الراعية أشادوا في أحاديث صحفية لـ(الثورة) بما حققه اليمنيون حتى اللحظة وما أبدته القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي–رئيس الجمهورية- من مرونة وتفاعل وقبول بالآخر وصبر وعزيمة في سبيل الوصول بالتسوية السياسية إلى بر الأمان… إلى التفاصيل:
* إن المحطة التي وصل إليها اليمنيون اليوم ونالت إعجاب العالم هي محطة الحوار الوطني الشامل ووثيقة مخرجاته التي أعلن عنها في 25 يناير 2014م بحضور دولي كبير وهي الخارطة التي ارتضاها اليمنيون بعد أن كاد انسداد السبل أن يضعهم في أتون حرب طاحنة تأتي على الأخضر واليابس.. لهذا تعالت أصوات المجتمع الاقليمي والدولي ممثلة بدول مجلس التعاون الخليجي العربية والدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن (مجموعة العشر الراعية للتسوية السياسية اليمنية) وبيان مجلس الأمن الأخير الذي كان مفصلياٍ في متن القضية اليمنية وليس تدخلاٍ في الشأن اليمني كما يروج بعض الانتهازيين والمستغلين لما وصلت إليه اليمن من وضع اقتصادي هش بل حرصاٍ على استمرار عملية استكمال التسوية السياسية اليمنية التي شكلت نقطة فارقة في تاريخ الربيع العربي الذي نشاهد دماره في ليبيا وسوريا والعراق وهذه التسوية بتلك المفارقة تعد نجاحاٍ للإرادة اليمنية قيادة وشعباٍ من ناحية وانتصاراٍ أممياٍ ما كان له أن يتحقق لولا التقاء جديتها مع الإرادة اليمنية وسيحسب هذا الانتصار في سجل تاريخ العلاقات الإنسانية والدبلوماسية القائمة بين اليمن وهذه الدول الراعية ومنظومة العمل الدولي الأممي ممثلاٍ بالأمم المتحدة ومجلس الأمن..
لحظات فارقة في المسار السياسي
* وما تمر به اليمن اليوم من وجهة نظر سفراء الدول العشر يعتبر محكاٍ خطيراٍ واختباراٍ صعباٍ أمام القوى السياسية والجماهيرية التي أعلنت اصطفافها الوطني الصادق مع قيادتها السياسية لمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن ومواصلة الإصرار على الوصول بمخرجات الحوار الوطني إلى حيز الانجاز وهو الأمر الذي يتطلب من تلك القوى الكثير والكثير..
في هذا السياق قالت سعادة السفيرة البريطانية بصنعاء السيدة “جون ماريوت” في تصريح صحفي للثورة: إن على كافة القوى السياسية اليمنية أن تتذكر أن هذا يمن جديد وينبغي على كل هذه القوى أن تعمل لمصلحة الوطن العامة وأن تتحمل المسئولية الصادقة إلى جانب القيادة السياسية فالرئيس عبدربه منصور هادي في حاجة لوقتُ أطول لأن يكون قادرا على تنفيذ أشياء هامة لليمن فيجب أن يحتاج وقتاٍ أقل في محاولة إقناع الأحزاب على العمل لمصلحة اليمن.
مؤكدةٍ أيضاٍ أن على كل هذه القوى أن تتحمل المسئولية الشخصية والأخلاقية في عملها فلا تشجع أو تتسامح أو تشارك في الفساد داعية إلى الابتعاد عن الإسهام فيه ووقف أي ممارسات تتصل بذلك..
وأضافت ماريوت أن قادة النخب السياسية اليمنية يحتاجون إلى حوار حقيقي مع الشعب وليس مجرد نخب تتحدث مع بعضها البعض.. ولا تستخدم الشعب وهموم الشعب في تعزيز أجنداتها.. وأن الحلول المستدامة لليمن تتمثل في توفير اقتصاد أفضل واستتاب الأمن وهذا ما يخبرنا اليمنيون به فهم في حاجةُ ماسةُ إليه وهذه الحلول لن تأتي إلا من خلال الحوار والمصالحة والعمل معاٍ ولا تأتي من فوهة البندقية..
وأضافت ماريوت مخاطبة الشعب اليمني : أنا أؤمن باليمن. أنظر حولي في المنطقة وأرى أجزاء منها تحترق. لدى اليمنيين عادة الرجوع من حافة الهاوية عندما ينظرون إلى شفا الكارثة.. ولكن اليمن الآن بحاجة إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من إيجاد الحلول المستدامة وذلك من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لبناء يمن أفضل وهذه هي مسئولية الجميع لإحداث الفرق ومهما شعرت في بعض الأحيان بالضعف فهناك الدعم من أصدقائك الدوليين..
وحول مشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه الرئيس هادي على طريق استكمال مراحل التسوية السياسية اليمنية قالت ماريوت : تأتي دعوة الرئيس هادي للمصالحة الوطنية في وقت هام في تاريخ الشرق الأوسط واليمن. . فبينما نشهد إراقة الدماء في العراق وسوريا وغزة ونرى تداعي مكتسبات الربيع العربي على اليمن أن يقرر ما إذا كان يريد أن يفخر بثورة الشباب وإحداث تغيير حقيقي. إن دفع الرئيس هادي بالمصالحة يدل على أنه يريد ذلك التغيير ويريد احترام مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
مؤكدة أن المصالحة شيء رئيسي وهذا هو السبب وراء طرح الرئيس لها في قلب كلمته في العيد. وعندما تعمل الأحزاب السياسية معاٍ فإنها تكون قادرة على إحداث التغيير الشامل والمستدام الذي تحتاجه اليمن ومن هنا أمام هذه حكومة وفاق انتقالية وعلى الأحزاب والعناصر الأخرى والشعب العمل معاٍ. هناك ما يكفي من التحديات أمام نجاح العملية الانتقالية دون الحاجة إلى خلق تحديات جديدة.
وأوضحت سعادة السفيرة البريطانية الخطوات التي تم اتخاذها إلى الآن ومنها مؤتمر الحوار الوطني ولجنة صياغة الدستور والهيئة الوطنية ووجود انفتاح أكثر قليلاٍ – كلها تصب في الاتجاه الصحيح. لم يكن مؤتمر الحوار الوطني مثالياٍ ولكنه جمع أطياف الشعب بطريقة مفيدة وغير مسبوقة. في حين أن على التقدم أن يكون مستداماٍ يجب أن يكون أسرع .. يريد الشعب أن يرى التقدم في صياغة الدستور. وأكثر أهمية أنه يريد رؤية تغيير حقيقي وإيجابي في الحياة اليومية وهذا ما ينبغي أن تحققه الحزمة الاقتصادية للرئيس هادي. ومن هذا المنطلق على العناصر السياسية أن تدعم لا أن تعيق تنفيذها..
الحوار مسلك ناجع
* من جانبها قالت القائمة بأعمال سفارة دولة الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء السيدة كارين ساساهارا: إن اليمن في الظروف الراهنة يحتاج إلى الحور أكثر من أي وقت مضى وأنه يجب على جميع الأطراف العمل معاٍ لبناء اليمن وليس لتدميره. وعليه فليس هذا وقت لتغليب المصالح الذاتية على مصلحة اليمن..
موضحةٍ أن اليمن اليوم يواجه العديد من التحديات والتي تتطلب من كل اليمنيين سياسيين وصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الدينية والمجتمعية والنساء والشباب العمل معاٍ لتحقيق تطلعات المواطنين لحياةُ أفضل.. واعتبرت أي ممارسات من شأنها عرقلة تطلعات الشعب اليمني أعمالاٍ غير وطنية.. وأنه يمكن لليمن أن يكون مثالاٍ يْحتذى لدولُ أخرى في كيفية حل الخلافات السياسية عبر الحوار في الوقت الذي تحصد فيه الصراعات الأهلية أرواح الكثيرين في سوريا والعراق وبلدانُ أخرى..
وقالت ساساهارا: نؤيد دعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي للاصطفاف الوطني الذي يعد إحدى الركائز السياسية للعملية الانتقالية فقد وضع اليمن أساساٍ جيداٍ لتحقيق المصالحة الوطنية من خلال مؤتمر الحوار الوطني لكن اليمن في هذه الأيام يواجه عدداٍ من التحديات السياسية.. ومن الأهمية بمكان أن يبقى الشعب اليمني ملتزماٍ بالعملية الانتقالية وأن لا يحيد ببصره عن نتائج مؤتمر الحوار الوطني والانتقال بنجاحُ من المرحلة الحالية وصياغة دستورُ جديد.. كما تحتم المسؤولية المدنية على كل مجموعةُ سياسيةُ واجتماعية تحمل مسؤولياتها لتحسين الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد والعمل بجدُ لتحسين حياة جميع المواطنين اليمنيين.
مؤكدةٍ أن الوقوف على الهامش أو تقديم النقد فقط دون تقديم الحلول لن يحقق تطلعات الشعب اليمني وأن الولايات المتحدة ستواصل دعم الرئيس هادي والحكومة اليمنية والشعب اليمني في الوقت الذي يعملون فيه معاٍ لبناء نظام حكمُ ديمقراطي يمثل الشعب اليمني ويتحمل المسؤولية أمام هذا الشعب.
وأضافت ساساهارا: لاينبغي أن تكون السياسة لعبة محصلتها النهائية صفر إذ تتطلب السياسة تسويةٍ ونقاشاٍ عاماٍ وصحياٍ لأن اليمن يقف على مسارُ جديد مسار يسعى لتحديد نفسه كدولةُ ديمقراطية جامعة ومسؤولة. مشيدةٍ بالعديد من اليمنيين سواءٍ أولئك الذين في الحكومة أو أولئك المواطنون العاديون الذين أسهموا في تحقيق الانتقال السياسي السلمي..
لافتة إلى أن المصالحة الوطنية ستلعب دوراٍ محورياٍ في تقدم اليمن كما أنها تقع في قلب هذا المشروع السياسي الطموح. ومع ذلك فإن الكلمات التصالحية لن تحل كل مشاكل اليمن. إذ يريد الشعب اليمني أن يرى تغييراتُ حقيقيةُ وملموسة في حياة اليمنيين فهم يتوقعون من كل القيادات السياسية أن يعملوا معاٍ لتنفيذ الإصلاحات الحيوية التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين..
وجددت القائمة بأعمال السفير الأمريكي بصنعاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية للجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة السياسية والحكومة اليمنية.. لافتةٍ إلى أن التسوية السياسية هي عملية صعبة تتطلب الصبر ورؤية طويلة الأجل. ومع ذلك يسير اليمن في الاتجاه الصحيح.
وأضافت ساساهارا: نحن بدورنا نتطلع لنرى اختتام صياغة الدستور الجديد الذي سيحمي حقوق المواطنين اليمنيين بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية أو القبلية وإجراء استفتاء على الدستور الذي سيمنح الشعب اليمني صوتاٍ نحو مستقبلهم وعقد انتخابات شفافة تسمح للمواطنين اليمنيين باختيار قيادات تناصر وتلبي احتياجاتهم..