من أغرب وأعجب ما يصادفك في اليمن أنك كلما تحدثت عن اتحاد كرة القدم وفشل قيادته في إدارة الشأن الكروي تجد بعض من يبرر لك الأمر بأنك لن تجد أفضل من الشيخ الرئيس فقد قدم مليار ريال ولن تجد شخصاً آخر يقدم حتى فلساً واحداً من جيبه لتسيير أمور كرة القدم في البلاد.
ولو أننا سلمنا أن الرجل صرف مليار ريال من جيبه الخاص فمن حقنا أن نتساءل أولاً أين هذا المليار وكيف صرف ولمن تم صرفه وما الذي استفادته كرة القدم اليمنية من هذا المليار؟ وثانياً أين المبالغ التي يتم صرفها للاتحاد من وزارة الرياضة وصندوق النشء والشباب أم أنها لم تصرف أي مبالغ للاتحاد لأنه غني من بيتهم وبالتالي فقد حولوا مخصصاته لبقية الاتحادات أم أنها تصرف وتذهب إلى أماكن أخرى؟ وغيرها من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الناس من مهتمين ومتابعين ورياضيين فالجميع يريدون أن يعرفوا مصير تلك الأموال فوزارة الرياضة تنفق اكثر من خمسة مليارات ريال سنوياً والشيخ ينفق مليار ريال وبعض الشركات تقول أنها تدعم وبعض رجال المال والأعمال ينفقون ونحن نبحث عن أثر تلك الأموال على الرياضة في اليمن وكرة القدم بوجه خاص كونها اللعبة الأكثر شعبية لكننا لم نجد لها أي اثر أطلاقا فهي لم تساهم في تطور كرة القدم اليمنية ولو خطوة واحدة بل على العكس تراجعنا بشكل مخيف ونتائجنا وتصنيفنا الدولي اكبر دليل على هذا الكلام.
فهل يمكن أن نجد من يتحفنا بكشوفات النفقات والصرفيات للمليار ريال التي يقال أن الشيخ انفقها على كرة القدم، كما أننا نريد من وزارة الرياضة أن تقول لنا هل فعلاً تم صرف هذه المبالغ وأين مصير الدعم الحكومي ودعم الصندوق لاتحاد كرة القدم اذا كان الشيخ يقدم من جيبه الخاص لان الوزارة لم تقم بواجبها في تقديم الدعم اللازم للاتحاد.
لقد فشلت كرة القدم اليمنية وتراجعت خلال الفترة الأخيرة بشكل مخزي بفضل مليار الشيخ التي انفقها كما تجمدت كل المسابقات المحلية فلم يعد لدينا سوى مسابقة واحدة رسمية يتم تنظيمها بشكل غريب وعجيب كما أن مشاركاتنا الخارجية أصبحت تمثل كابوس لكل اليمنيين نظرا للنتائج السيئة التي ترافق تلك المشاركات واهمها في الوقت الحالي بطولة خليجي ٢٦ وخسارة المنتخب أول مباراة له مع المنتخب العراقي ومن المتوقع خسارة بقية المباريات.
والمهم أرجو أن لا ينسى أولئك الأشخاص أن يخبرونا كيف سيستفيد منتخبنا من مليارات الشيخ الرئيس لضمان مشاركات ناجحة وكذا للارتقاء بكرة القدم اليمنية إلى الأفضل وتحسين موقعها على الخارطة الإقليمية والعالمية كما أرجو منهم أن يعرفوا أن إدارة الرياضة تحتاج إلى عقول تبنيها بشكل علمي وليس بعشوائية وتخبط وصرف مليارات إلى الهواء لا تغني ولا تسمن من جوع.
اعتقد أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر في كل شيء بداية من تطوير التشريعات والقوانين المنظمة للرياضة وتغيير مفاهيمنا حول أهمية الإدارة الرياضية وكيف يجب أن نختار الرجل المناسب في المكان المناسب وليس من أجل الجاه والمال حتى نتقدم ونصل إلى النجاح المطلوب وأن نبتعد عن أولئك الأشخاص الذين كل همهم أن يكونوا مجرد ديكورات ولو كان ذلك على حساب الرياضة المسكينة التي تئن تحت وطأة تخلفهم وجهلهم وصدقوني مادام حالنا هكذا فلن نتقدم خطوة واحدة وما دمنا نطبل لأنفسنا ونهلل لإنجازات وهمية ونمتدح شخصيات دمرت الرياضة اليمنية فسيزداد تخلفنا وتدهورنا الرياضي أكثر وأكثر ومادام فينا هؤلاء الناس الذين يتسلطون على مقاليد الرياضة وهم أبعد ما يكون عنها ونحن نصنع منهم أبطالاً وهميين فعلى الرياضة السلام.