القيم تلك اللفظة يخز وجعها قلوبنا التي تدق انتظارا لما سيؤول إليه حالنا اليوم وغدا, فرغم أن العمر قد اختصر الكثير منها , فلم نزل نجدد عهدنا وثقتنا بها لأنها العملة الوحيدة المتجددة والمتبقية بصورتها الأولى , واعتراضنا على القيم الجديدة لا يعني أنها دخيلة علينا بالسيء الأسوأ, فالعلاقة بين المعرفة العلمية والمعرفة الأخلاقية أصبحت مسألة مهمة , رغم أن الأخلاق لا تستطيع ضبط العلم إلا أن العلاقة تبدو تكاملية , وما طرأ علينا مؤخرا من ثقافات مختلفة إنما كان ولا يزال انعكاسا لما يعيشه العالم من ثورة المعلومات والاتصالات , ولما تتبناه هذه الثقافة والثورة من قيم تنقسم إلى قسمين :
إيجابي وسلبي , فمثل هذه الثورة تتبنى مبدأ حق الشعوب والأمم في تقرير مصيرها, والبلدان الإسلامية تقف موقفين من تلك الثقافة , مابين مؤيد للاستفادة مما قدمته الثقافة الغربية من دون تفريط بالهوية الخاصة وبتقاليده , وما بين من يرى أن تلك الثقافة تشكل اعتداءات واضحة
على تلك القيم الاسلامية , ومن هذا المنطلق يتضح لنا العلاقة المتعثرة بين العلم والاخلاق ( القيم ) .
وكما ذكرت أعلاه بأن ثقافة الغرب عندما قادتنا للتعامل والتعايش معها , كان مصير ذلك السلوك يجول بين السالب والموجب معا , وبين ما يضر وينفع كذلك , وطريقة الاستخدام هنا هي من أقامت العلاقة الموجبة والسالبة , فما يعني الانسان العربي بالمرتبة الأولى هي الاخلاق والقيم وضرورة المحافظة عليها والارتقاء بها , وعدم التنازل عن مضامينها , فهي ثروة متوارثة ومبدأ مستقيم وضرورة ملحة , كل ذلك يجعلني أطرح أمامي وأمامكم بعض التساؤلات :
ترى كم تبقى لنا من قيم حتى نحافظ عليها ونمنع عنها التلف والاندثار ¿
وما تتلقاه عقولنا من قيم أصبحت خليطا ممزوجا بين الغرب وبين الشرق ماذا نسميها ¿ قيمنا أم قيمتنا¿
وما الواجب علينا فعله أمام هذه المغالطات الأخذ بها أم الابتعاد عنها ¿
وصورنا أمام أنفسنا وأبنائنا الأجيال القادمة هل ستكون بنفس النسخة والتطبيق أم ستتجه اتجاها مغايرا إلى ثقافة من نوع آخر ¿
فقط علينا أن نقف مع أنفسنا ونسألها تلك الأسئلة , على أمل أن نجد الجواب قريبا .