تتبعثر الكلمات وتتلاطم الأحرف وتظل الكلمة رغم قوتها ركيكة المعنى، قليلة الوصف، لا تفي الموصوفين حقهما، بل ان الأحرف والكلمات تنحني احتراما حينما تقف في محراب السيدين حسن نصرالله، ويحيى السنوار.
ففي زمن قل فيه الرجال وكثر فيه أشباه الذكورة ولا رجال، في زمن المسوخ البشرية والمتحولين عن الجنس والنوع والقيم الأخلاقية، في زمن العمالة وخيانة الأوطان، ظهر السيدان حسن نصر الله، ويحيى السنوار من بين تلك البقايا، ومآثر الرجال، ظهر السيدان كشعاع نور، وباعث أمل لنفض غبار الخزي والعار، عن كاهل الأمة التي أعياها الخوف من عدو حقير مهان، ظهر السيدان ليخلصا الأمة من حالة الضعف والانكسار، فهما قائدان فذان، شجاعان مقدامان، لا يشق لهما غبار، ظهر السيدان في زمن عز فيه الرجال، وهبا عمرهما، وقدما حياتهما رخيصة لأجل استرداد كرامة الأمة المسلوبة على يد عدو صهيوني أرعن وجبان، عدو سلط على رقاب الأمة، منزوع الإنسانية، عديم الضمير، وحش بشري، قاتل للشيوخ والأطفال والنساء، متعطش دائما للقتل مصاص للدماء .. في زمن الصمت المهين والتلاعب بالمواقف والألفاظ خرج صوت الحق مجلجلا صدح به الأمين السيد حسن نصر الله، والمجاهد السنوار، اللذان أيقظا الأمة من سباتها وناديا حي على الجهاد، فجمعا حولهما أمثالهم من الرجال ليأدوا فريضة الجهاد .
عزاؤنا ايها السيدان انكما حيان في قلوب محبيكما لن تموتا، فارقتما بجسديكما ولكن روحيكما ومبادئكما وشجاعتكما التي غرستماها في رجالكما ومحبيكما ستبقى خالدة بخلودكما فيهم، فأمثالكما أحياء لا تموت، فأنتما فقيدا أمة لأنكما رجلان بحجم أمة، فوداعا يا سيدا الشهداء، ووعدا على الأحياء بالثبات والسير على خطاكما، ووعيدا بمقارعة الأعداء حتى يتحقق النصر أو يلحق الجميع بركب الشهداء.