في أحاديثهن عن استشهاد السيد حسن.. حرائر اليمن يؤكدن:سماحته عنوان مسيرة حياة بدأت بالجهاد ومقاومة خُتمت بالشهادة على طريق القدس

 

بعد حياة جهادية بدأت في أحياء برج حمود هو طفل يحمل بقلبه بركان ثورة إلى أن أصبح أمينا لحزب الله وقائدا لمقاومة فجرت غضبها في وجه الصهاينة وسطرت أعظم الانتصارات على مدى أكثر من ثلاثين عاما، أبرزها تحقيق الانتصار في 2000 و2006م ومنها بدأت الهزائم تتوالى على الكيان الصهيوني إلى أن وصل إلى طوفان الأقصى وسهم الشمال كان لنصر الله بصمة بارزة في كم الهزائم التي طالت الكيان الصهيوني في معركة التحرير لفلسطين والانتصار لغزة، التي لأجلها ذهب شهيدا على طريق القدس بعد أن طالته خمسة وثمانون طنا من القنابل الأمريكية، في دلاله، على أنه كان رعبا وجبلا في أعين الصهاينة والتي جاءت نتيجة عمل استخباراتي توحدت فيه معهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الغرب والعرب المطبعون، ودليل على عظمة الشخص المستهدف اثبته كلام غالانت بعد عملية الاغتيال بأنهم صنعوا أكبر منجز في تاريخ إسرائيل!! ومعه احتفل المطبعون ورفعوا له رايات الرضا، ليأتيهم الرد من نتنياهو انه سيغير وجه الشرق الأوسط قولا، ردته عليه مقاومة حزب الله وفلسطين واليمن والعراق وإيران ساحات توحدت بضربات أعادته إلى الملجأ ليمتلئ رعبا وذلا في إطار معركة لن تنتهي إلا بزواله والصلاة في القدس.

وعليه يتوجب على الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يقفوا صفا وحدا ضد هذا الكيان اللقيط أولا بالضغط على أنظمتهم بإنهاء علاقات التطبيع والتوجه لخوض معركة تنتصر للإسلام والأرض والإنسانية وتحت شعار: “فلسطين عربية من البحر إلى النهر”.

وحول عملية الاغتيال للسيد القائد المفدى وتأثيرها ودور الشعوب في معركة التحرير أجري المركز الإعلامي بالهيئة النسائية مكتب الأمانة لـ(الأسرة) استطلاعا مع عدد من الناشطات الإعلاميات والثقافيات.. إليكم الحصيلة:

الثورة/ خاص

بداية الناشطة الإعلامية هنادي محمد ذكرت أن عملية اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله، الشهيد الأقدس/ حسن نصرُ الله، أتت في توقيتٍ وصل فيها كيان العدو الإسرائيليّ إلى مرحلةٍ كبيرة من الهزيمة النفسية والخسائر المتلاحقة الفادحة، وعجزهِ عن مواجهة حزب الله وصدّ عملياته ونيرانه المتواصلة.

وتتابع هنادي: ومن المعلوم أن سياسة الاغتيالات الجبانة والغادرة هي وسيلة العاجز المنكسر الضعيف، ولن ننسى قول سماحة الأمين الشهيد ”رضوان الله تعالى عليه“ في أول خطابٍ له عقب انطلاق معركة ‘طوفان الأقصى’: إنّ (ما يقوم بهِ حزب الله في الحدود يشغل ثلث الجيش الإسرائيلي عن توجهه لقطاع غزة)؛ ولذلك رأى الكيان المؤقت أنّ من أوجب الواجبات عليه أن يتخلص من هذا العائق الكبير الذي يمنعهُ من التقدّم، وضمن حساباته الغبية أعتقد أن استهدافه للقيادة ورحيلها يعني انتهاء تلك الحركة وهزيمتها، ولم يدرك أنه قد أشعل النار المستعرة من حوله.

وأكدت هنادي أن استخدام الكيان الصهيوني لأكثـر من خمسة وثمانين طناً من القنابل الأمريكية عند استهدافه للسيد نصر الله، يدل على مدى الرعب الذي جعلهم يعيشونه طوال ثلاثين عامًا من مسيرة جهاد ومقاومة سماحة الأمين، فقاموا بصبّ جام غضبهم وسخطهم بتلك الطريقة الإجرامية للتخلّص من جسدهِ الشريف، لعدم معرفتهم بأنّ الروح بالشهادة تحيا ولا تفنى.

فاجعة وتسليم

ووصفت هنادي محمد: خبر استشهاد سماحة الأمين العام ”رضوان الله تعالى عليه“ بقولها: كان مفاجئًا وصاعقًا بحجم ثقل هذهِ الشخصية العظيمة والمحبوبة والمحورية في محور الجهاد والمقاومة عامة، ولدى شعبنا اليمنيّ خاصة، نعم تألّمنا كثيرًا، واعتصر الحزن قلوبنا؛ لكن بحمد الله وبفضله أننا أمة القرآن الكريم، ونحمل ثقافته التي ربتنا على أنّ مسيرة الجهاد بطبيعتها يتخللها الكثير من الصعوبات والعوائق والابتلاءات التي لا بد منها، وأن أعظم تكريم ووسام يمكن أن يحظى به المجاهد الصادق مع الله هو “الشهـادة في سبيل الله”؛ لذا سبقت تباريكنا تعازينا، وعلى المستوى الشخصي وفي أولى لحظات سماعي هذا الخبر تذكرت قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِير فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱستَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول قَد خَلَت مِن قَبلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَو قُتِلَ ٱنقَلَبتُم عَلَىٰٓ أَعقَٰبِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلَىٰ عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيـٔا وَسَيَجزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾، فسبحان من ثبّت القلب، وأنزل السكينة، وسألت الله أن يجعلني من الصابرين الشاكرين أمام هذا المُصاب الجلل.

فيما اعتبرت صمت الأنظمة على حادثة الاغتيال بالأمر غير المستغرب بالمطلق، فمن كان حرًّا ظهر وبرز وشارك في عملية طوفان الأقصى المباركة، ومن دونهم، وبعد كل تلك المآسي والدماء التي استمر سفكها لعامٍ على مدار الساعة، يعتبرون الحاضنة الواسعة للصهيونية، والأعراب الأشد كفرًا ونفاقًا وإجرامًا بحق أنفسهم، لأن ما ينال أهالي غزة وفلسطين سينالهم طال الزمان أم قصر.

الأمة والنصر

وأكدت هنادي محمد أن المطلوب من الشّعوب العربية في هذه المرحلة الحساسة التي فصلت الأمة والشعوب والأنظمة إلى فريقين: إمّا متصهين صريح، أو مقاوم صريح؛ أن تضع نفسها حيثُ تشاء، ونحن في الذكرى الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى” نقدّم لهم النّصح بأن يشدّوا من عزائمهم ويتخلصون من لباس الذل والجبن، وإن كان الضغط من أنظمتهم فقد سبق وأرشدهم سماحة السيد القائد/ عبدالملك الحوثي “يحفظه الله ويرعاه” إلى الوسائل التي بأيديهم ويمكنهم من خلالها الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم، ومن تلك الوسائل: المقاطعة، ونشر جرائم العدو الإسرائيليّ في شبكات التواصل الاجتماعي لفضح تكتمهم وخداعهم عالميًّا.

وأشارت هنادي إلى السيناريو المتوقع بعد حادثة اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله ورد محور المقاومة والجهاد، حيث قالت: ما اعتقده العدو من وجهة نظري؛ هو أن يستمر في العبث في مسرح الاغتيالات بعد عجزه ميدانيًّا ليحفظ ماء وجهه الذي أراقهُ محور الجهاد والمقاومة لمدة عام كامل، ليعكس تلك الصورة الإجرامية للعالم والتي يريد ترسيخها بأنه القوة العظمى التي لا يمكن هزيمتها، مع علمه التام بأن المحور لهُ بالمرصاد، ولكن حالة التخبّط والارتباك التي يعيشها كيان العدو ستجعله يتهور بأفعالٍ تعجّل من زوالهِ المحتوم، والعاقبةُ للمتّقين.

شخصية لا تتكرر

وعلى ذات الصعيد، استهلت الكاتبة الشموس العماد حديثها بالقول: استشهاد السيّد القائد حسن نصر الله مثل نكبة، لكن المُريح هنا أن هذا القائد اُستشهد ولم يمت، والشهداء بالحتمية الإلهية هم أحياء، خالدون في الجِنان، وعند ربهم يرزقون.

وأشارت العماد إلى أن خبر استشهاد السيّد لم يكن خبرًا عاديًا، بل كان فاجعة أليمة وستبقى كذلك، ويوم استشهاد السيّد المفدى لن يكون يومًا مألوفًا، بل سيظل يومًا غريبًا فارغًا من الأفراح.

مضيفة: إن استخدام أكثر من خمسة وثمانين طن من القنابل الأمريكية لاستهدافه يعني أنهم يواجهون صوتًا طغى على صوتهم، ويزعزعون جبلًا ثقيلاً من الصعبِ أن يهتز رتابة ولا يهاب الموت؛ لأن الموت في مفهومه حياة ومن منّا لا يريد الجنّة!، كيف على شخصٍ كحسن نصر الله أن يفوّت هذه الرحلة وهو الأشدّ شغفًا للذهاب معها!

وهم الانتصار

وأوضحت الشموس في سياق حديثها أن «الصهاينة» يقولون إن استشهاد هذا البدر على أيديهم إنجاز تاريخي، فهنيئا له هذه العظمة وهذا الشرف، أن يقف شخصًا مثلهُ عائقاً أمام جبروت اليهود أعداء الله والدين وقتلة الأنبياء فهذا بذاته فخر وعز.

واعتبرت العماد صمت الأنظمة على حادثة الاغتيال البشعة إنما يمثل دلالة في سياق تطبيعهم الأرعن، وتدجينهم الساخط، وخضوعهم المذلّ والذي سيكون وصمة عار عليهم إلى يوم الدين، وإنهم أغبياء وجاهلون جدًا لدرجة أن يتقوا شرًا آتيهم لا محالة وبمعرفتهم الجادة بذلك، وكيف لسلطاتٍ _تحاول جاهدة أن تكون علاقتها باليهود وثيقة _ كيف لها أن ترفع صوتها، وأن تصنع قرارها؛ ولكنها اللعنة التي أحلُّت على بني إسرائيل أصبحوا يتقاسمونها اليوم معهم.

الخروج من الصمت

وأكدت الشموس أن المطلوب من الشعوب العربية في هذه المرحلة أن تخلع رداء الخضوع، وسياسة العمالة، وأن الطريقة التي يتبنونها اليوم في التعايش هي ليست في صالحهم أبدًا طالما والغدة السرطانية لا زالت في الأرض، ولذا يجب عليهم أن يعودوا إلى توجيهات الله، وأوامر الشريعة، وصدق العروبة، فلا يجوز أن تخوض الأمة أصعب اختباراتها هذه وهي مُدجنّة ومؤهلة للا مسؤولية وللحماية.

وتضيف قائلة: المشهد المتوقع بعد حادثة الاغتيال هو واضح جداً ويتضمن أن إسرائيل باتت متأكدة من زوالها أكثر مما سبق، لأن رحيل القادة العظماء لا يعني موتهم وإنما يعني ولادة بأس جديد لا يشبه أي عزيمة أو ضيم، وأيضاً رحيل الشهيد المفدى أشعل لوعة انتقام لا ولن يُشفى منها أي مسلم حُرّ إلا بعد انتزاع هذا الكيان الواهن.

بين موقفين

من جانبها تحدثت الكاتبة والناشطة دينا الرميمة قائلة: في الحقيقة خبر اغتيال القائد المفدى سماحة السيد حسن نصر الله ورحيله شهيدا على طريق القدس وضعنا بين موقفين، موقف عزاء لنا ولأمتنا الإسلامية ولأسرته ومقاومة يذهب قادتها شهداء في سبيل الله وتحرير القلوب والعقول من التبعية للأعداء ومقارعة قوى الاستكبار، وبالتالي يكمن العزاء في فقد هكذا شخصية سطرت اعظم المواقف في زمن يسارع فيه الكثيرون ليكونوا بصف العدو وموقف التهنئة للسيد حسن الذي سعى للشهادة وتمناها ونالها وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، فاز بها سماحته ليرتقي إلى حيث الحياة التي لا موت فيها ولا نشور، فهنيئا له هذه المنزلة العظيمة جوار جده الحسين الذي سار على دربه ونهجه.

مضيفة: وبالتالي نقول إن خبر الاغتيال بقدر ما كان مؤلما لكنه بالنهاية غاية بلغها السيد بعد أن بلغ بقلوبنا منزلة عظيمة نراه مجدا سامقا وقوة لا تقهر وراية لن تسقط وشهادته تمثل نصرا مؤزرا بعد حياة مقاومة بدأت من برج حمود في جنوب لبنان.

وأكدت دينا أن عملية الاغتيال شاركت فيها دول غربية وعربية حيث قالت: أما عن عملية الاغتيال والتي لا شك لم تكن لتكون لولا توحدت العين الأمريكية والبريطانية الفرنسية وبعض العربية وهي ذاتها من أمدت الكيان الصهيوني بالسلاح الخارق للتحصينات لتنفيذ مهمة الاغتيال للسيد حسن.

أما عن طبيعة الاغتيال وطريقته فنستنتجها من كلام قادة الكيان الصهيوني، أولهم غالانت -وزير الدفاع الصهيوني الذي وصف اغتيالهم للسيد حسن بالمنجز الذي قضي على أكبر خطر تاريخي كان يهدد إسرائيل!!

ومن ثم وبعد تأكيد خبر الاغتيال، خرج ناتنياهو بعد طول اختباء تحت الأرض يتجول في شوارع القدس وكأنه قد أمن الخطر، ثم ظهر متحدثا بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط.

هذان القولان هما شهادتان من قادة الكيان على حجم ما كان يمثله نصر الله من رعب بقلوبهم إلى درجة تستنج من حديثهم أن وجود إسرائيل كان مرهوناً بشخص السيد نصر الله وبالتالي، فهو خطر تخلصوا منه ظنا أن ما بقي لهم من اتباعه سيتخلصون منهم عبر العملية البرية، وبالتالي فبقية دول المحور سترفع لهم راية الاستسلام وقد امنوا بقية الأنظمة بالتطبيع معها وهنا ستبقى إسرائيل هي دولة الإقليم العظمى.

وحدة محور

وأكدت الرميمة أن إسرائيل عاشت مرحلة نشوة، سرعان ما تغيرت على وقع المعركة البرية، حيث ومع أولى ساعاتها وجدوا روح السيد حسن وتهديداته وكلماته تتردد في كل شبر من أرض الجنوب، سرعان ما تساقطت صواريخ على جيشهم وعلى مستوطناتهم في الشمال، وصولا إلى حيفا وتل أبيب وعسقلان، جعلتهم يقفون خائفين مرعوبين من ظل السيد الذي لم يكن فقط بالجنوب، إنما جاء من غزة واليمن والعراق وايران عمليات أعادت نتنياهو إلى مخبأه وأظهرت حقيقة أنظمة دفاعاتهم وأفشلت ما كان يحلم به من نصر وتحولت نشوته إلى هزيمة سيما وقد عاد الكثير من جيشه من حدود لبنان بشكل أفقي وهنا عليه أن يضع الف خط.

صمت مضمون

وأشارت الرميمة: إلى أن صمت الأنظمة العربية على حادثة الاغتيال ليس بالجديد، حيث قالت :إنه ليس مجرد صمت وإنما اجزم أن البعض منهم قد باشرت قلبه نفس النشوة التي باشرت قلب نتنياهو، كونهم كانوا يرون نصر الله من نفس الموقع الذي يراه الصهاينة، بل وأكثر، فإلى جانب انه بنظرهم خطر يهدد إسرائيل، هم يرون فيه خطرا يهدد عروشهم لأنه يحمل فكرا ووعيا خافوا منه أن يؤثر على شعوبهم فتنقلب عليهم، وبالتالي فإسرائيل حين أمنت صمتهم من حروبها معهم منذ 67 التي خرجت فيها منتصرة وباتفاقيات سلام وعلاقات تطبيع، سهلت لها التوسع والاستيطان والقتل والتدمير وما يحدث بغزة خلال عام من طوفان الأقصى والخذلان الذي واجهته غزة من العرب خير شاهد على أن صمت الأنظمة على اغتيال نصر الله هو امتداد لصمتهم عن جرائمهم في غزة .

ونوهت الرميمة بالموقف الذي يجب أن تتخذه الشعوب، نحن اليوم كشعوب عربية باتت حقيقة اليهود والصهاينة وأمريكا والغرب واضحة لنا وضوح الشمس بأنهم توحدوا في حربهم علينا كأمة وأرض، ليس غزة نهاية حدودها وإنما ستمتد إلى كل بلد عربي وقد رأيناها تمتد من غزة إلى الضفة وبيروت والى اليمن وسوريا وبالتالي ومن حقيقة استهدافهم للمساجد في غزة وإحراق القرآن الكريم والقتل المتعمد لسكان غزة أطفالاً ونساء وشيوخاً يؤكد لنا أنها حرب دينية عقائدية سيما مع تصريح بن غفير حول عزمهم على إنشاء كنيس يهودي في الأقصى.

سنصلي بالقدس

تقول دينا الرميمة: اليوم لم يعد هناك شيء خفي، فمشروع الصهاينة إقامة دولتهم من الفرات إلى النيل بات واضحا لكنه يتحطم على يد الأحرار الذين بدأوها بالطوفان ومعهم شاركت بالمعركة دول المحور واستطاعت غزة وسكانها أن تغير القناعات وتخرج الإنسانية من غفلتها وغفوتها لتعود مكفرة عن ذنب تأييدها بحق اليهود في إقامة على أرض فلسطين وبات الجميع يخرج غضبا من جرمهم بحق غزة وسكانها وبات المتيمون بإسرائيل يصرخون بوجه أنظمتهم لوقف الدعم للكيان الصهيوني ولأجل غزة حملت رؤوسهم بالكوفية الفلسطينية تأييدا لحق الشعب الفلسطيني بدولة وحق تقرير المصير ونتمنى اليوم من الشعوب العربية أن يخرجوا دعما لفلسطين ولبنان وتنديدا بأنظمة العمالة سيما وأن زوال الكيان بدأت ملامحه تظهر بالأفق مبشرة بقرب الصلاة بالقدس مشروع السيد نصر الله على مشارف التحرير لفلسطين وانتهاء وجود إسرائيل من الخارطة.

فاجعة الخبر

ختاما الناشطة الثقافية غادة حيدر بدأت حديثها قائلة: إنها لحظة صعبة ومؤلمة وموجعة وصادمة بكل ما تعنيه الكلمة من ذهول ودهشة وحرقة وألم تلك اللحظة التي تم الإعلان فيها عن خبر استشهاد قائد وشهيد الأمة سماحة الأمين العام السيد الشهيد حسن نصر الله، رضوان الله عليه.

ووصفت غادة هذا المصير للشهيد السيد نصر الله بأنه كان نهاية صادقة وطبيعية أن يختم بها المجاهد الشهيد البطل السيد الشهيد حسن نصر الله حياته فلمثلها خلق ولمثلها يختتم حياته الجهادية التي هي إرث من آبائه وأجداده العترة الطيبة الطاهرة من أل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

واعتبرت غادة حيدر استخدام أكثر من خمسة وثمانين طناً من القنابل الأمريكية لاستهداف السيد نصر الله، نتيجة عظمة شخصية نصر الله وقوته، حيث قالت: ما كان ليكون كل هذا الكم الهائل والأطنان الكثيرة من القنابل الأمريكية لاستهدافه إلا لخطورة شخصية السيد الشهيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- في واقع العدو والصراع مع إسرائيل ومدى تأثيرها طيلة ٣٠ عاماً وأكثر في إفشال كل مخططات الصهاينة في التمدد والسيطرة على المنطقة برمتها من الفرات إلى النيل، وبالتالي بذلت إسرائيل كل جهودها لتحقيق هدفها من النيل من سماحة الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله ظناً منها أن مثل هذا العمل الإجرامي الأرعن سيثني حزب الله عن المواصلة والاستمرار في مواصلة الجهاد في سبيل الله ضد أئمة الكفر حتى تحقيق الهدف المرجو من تطهير القدس والمسجد الأقصى من دنس اليهود الصهاينة المجرمين.

أنظمة متصهينة

وفي سياق حديثها نوهت حيدر بموقف الأنظمة العربية والإسلامية من عملية الاغتيال بالقول: إن هذه الأنظمة للأسف الشديد عميلة ومطبعة وموقفها واضح وصريح منذ اليوم الأول من عملية الـ7 من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى)، ذلك اليوم التاريخي والمفصلي والمجيد والفارق في الصراع مع العدو الصهيوني والذي نفذه المجاهدون الأبطال من كتائب الشهيد عز الدين القسام والذي كان من المفترض أن يكون الموقف العام هو المساندة والدعم وتعزيز الموقف وتوحيد الكلمة والصف والجبهة في وجه عدو واحد، فما رأيناه من واقع الصمت والتخاذل إزاء اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- ليس إلا مواصلة للمواقف السابقة التي سادها التخاذل والتنصل وغلب عليها طابع المسارعة لإسناد جبهة اليهود الصهاينة المجرمين..

ضرورة التوحد

وأكدت غادة حيدر أنه ومما لا شك فيه أن الموقف الذي ينبغي أن تكون عليه الأمة الإسلامية حكومات وشعوب في هذه المرحلة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي هو الوحدة الإسلامية والتحرك الجاد والصادق والمسؤول من منطلق الاستجابة الكاملة لله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بأن نقاتل أئمة الكفر إذا اردنا فعلا أن نسلم شرهم وفق منهجية وترتيبات وتكتيك القرآن الكريم وحسبما توجه به القيادة الربانية القرآنية المتمثلة بعلم الهدى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، روحي له الفداء، وبثقة عالية بالله وبوعوده التي ذكرها في القرآن الكريم بأن النصر حليف المسلمين والزوال والهلكة للصهاينة والمنافقين والمطبعين.

وأشارت غادة إلى أنه بمزيد من الصبر والصمود، والتحرك الواعي، والتسليم المطلق لله ولرسوله وللمؤمنين، سيقلب واقع الذل والهوان والدمار والإبادة الجماعية والتهجير والقتل والاغتيال الذي ابتليت به أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من قبل اليهود الصهاينة المجرمين إلى واقع من العزة والكرامة والمجد العظيم للأمة به تتحرر فلسطين والأرض العربية من اليهود وربهم الأمريكي.

واختتمت غادة حيدر حديثها بالقول: موقف حزب الله موقف مشرف ورائد ومتميز في استمرارية القتال والمواجهة، بالرغم من هذا المنعطف الخطير في تاريخهم وها نحن نراهم يسطرون أعظم الملاحم الأسطورية من تنكيل وقتل واستنزاف وترحيل للصهاينة المجرمين من على حدود لبنان، فكيف لا وهم تربية ذلك الرجل الحبيب العزيز المؤمن القوي من قوة الله الذي غرس فيهم كل القيم والمبادئ المحمدية العلوية والتي على رأسها عدم الرضوخ والخنوع والاستسلام للطغاة والمجرمين مهما كان حجم التضحيات.

قد يعجبك ايضا