اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم بصنعاء

 

محمد الحوثي: المؤتمر يمثل نقطة توحد للأمة ومسيرة الجهاد ستستمر رغم التحديات والجراح
د. الشعيبي: اختيار الأبحاث للفائزين كان من اختصاص اللجنة العلمية وفق آلية تقييم علمي معين

الثورة / أحمد المالكي/أحمد السعيدي

اختتم المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم أعماله أمس الإثنين بصنعاء والذي استمر خلال الفترة من 28 – 30 سبتمبر بحضور علمائي وأكاديمي ورسمي فاعل، تم خلالها مناقشة ١٠٧ أبحاث وزعت على سبعة محاور وشملت الثقافي والاجتماعي، والسياسي والإداري، والاقتصادي، والتعليمي والعلمي، والإعلامي، والأمني والعسكري.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في كلمته بمناسبة اختتام المؤتمر أن هذا المؤتمر الذي تقيمه الجمعية الخيرية للقرآن الكريم يمثل حضوراً مميزاً، حيث يجب أن يستمر الناس جميعاً في إحياء مثل هذه المؤتمرات لعظمة صاحبها رسول الله صلى الله عليه وآله، ولأنه يمثل نقطة اجتماع وتوحد للأمة، ويجب على الجميع أن نستلهم من رسول الله كل ما يعزز وحدة الأمة وتمسكها برسولها وكتابها
وقال الحوثي: إن انطلاقة الرسول صلوات الله عليه وآله في جهاده وهو في المدينة لا يكاد يخلو الشهر أو الشهرين إلا وله سرية أو غزوة مجاهدا في سبيل الله متحركا فلم يتوانى ولم يتضعضع ولم يتخلف أو يترك الجهاد رغم الاستهداف المستمر من قبل أعدائه للنيل منه.
مؤكدا أن رسول الله صلوات الله عليه يجب أن يكون قدوة للناس جميعاً بما يحمله من تاريخ مشرف وعظيم وبما يحمله الكتاب الذي أتى به وهو القرآن الكريم من دعوات لأن نكون عمليون باستمرار لا نتوقف ولا نتأخر رغم عظم الأحداث الصعبة التي تواجهنا من قبل الأعداء، الذين وان كان لديهم قوة وسلاح متطور فيجب ألا نيأس ونتراجع في مواجهتهم.
وأشار الحوثي إلى أن أعداء الأمة اغتالوا شهيد الإسلام والإنسانية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليوصلوا لزعماء العرب وان كانوا قد وصلوا لمرحلة الذلة والهوان من قبل ولذلك تجد أن خطابات اليهود المتصهينين سواء كان وزير دفاع الكيان المؤقت أو رئيس وزرائه يقولون سنصل إلى كل مكان وشخص يهدد الكيان المؤقت وأن هذا التهديد أو الخطاب ليس موجه للمجاهدين ولا يؤثر فيهم أو يخيفهم، بل هو موجه لأولئك الخانعين والمنبطحين لأولئك الذين أصبحت كل أهدافهم ورؤيتهم وتخطيطهم تسير في نفس فلك الصهاينة من حكام العرب المنبطحين.
وخاطب الحوثي رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو قائلا “نحن بإذن الله ومن خلال ما تحدث السيد القائد حفظه الله مستمرون في مساندة إخواننا في فلسطين ولبنان لا نخشى إلا الله تعالى وهذه نعمة كبيرة، وتهديده لا يرهبنا لأنكم تهددون المجاهدين بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة كما قال الشهيد القائد، وما أعظم أن تكون إحدى الحسنيين في مواجهة اليهود والنصارى.
وتطرق محمد الحوثي إلى مواقف شهيد الأمة وفلسطين القائد الشهيد حسن نصر الله العظيمة تجاه العدوان على اليمن منذ اليوم الثاني من العدوان عام ٢٠١٥م وان حيث الشهيد الأمين أعلن وساند وتضامن منذ اليوم الثاني مع بلدنا اليمن وهو موقف مشرف لا يمكن أن ننساه، وكلنا يعلم أن موقفه المشرف ضد هذا العدوان حينها عرضته لهجمة شرسة وكبيرة نتيجة تبنى هذا الموقف.
وأضاف الحوثي أن الشهيد الأمين حسن نصر الله كان يعلم بأنه مهدد قبل أن يذهب إلى الاجتماع وأنه مستهدف قبل أن يصل إلى مكان الاجتماع وكان يعلم انهم يريدون قتله قبل الاجتماع وكل ذلك لم يكن غائباً عن ذهنه ومعلوماته، ولكن هنا الفرق بين من يسيرهم رجال المخابرات ومن يسيرهم الإسلام فذهب للاجتماع من اجل السير على طريق القدس بينما ذهب الآخرون ليقولوا بأن تحرير القدس يبدأ من أفغانستان فأولئك خطهم خط المخابرات وهذا خطه خط الإسلام، وأنه بعد استهداف قادة الحزب ذهب نصر الله ليخطط للنيل من عدوه فقال في رثاء فؤاد شكر لا نقول مع السلامة ولكن نقول إلى اللقاء وهذا دليل على انه يفهم الخصم والوضع الذي هو فيه ويريد أن يقول للأنصار جميعاً استمروا في خط المواجهة عملياً وليس خطابيا وخط المواجهة ليس معبّد بالورود بل معمد بالدماء لذلك لا ييأس الناس ويحبطون ولا يتوانون اذا استشهد عظيم هنا أو هناك فالرسول صلى الله عليه وآله عندما كانت غزوة مؤته ارسل الجيش الإسلامي بثلاثة قادة فقال أن استشهد جعفر فزيد وان استشهد زيد فعبد الله وهكذا ووفق ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله عندما ارسل جعفر ليقود ذلك الجيش وهو الذي قال لا ادري بايهما افرح بفتح خيبر أو بقدوم جعفر فأرسله وهو يعده للشهادة لأن الخط الذي يقاوم الظلم والطغيان والكفر والنفاق لا بد أن يعمد بالدماء ولذلك من هذه الغزوة لابد أن نفهم الكثير من الأشياء فقال الشهيد القائد أيضاً عن غزوة تبوك وسورة التوبة بانهما يكفيان المسلمين لينتصروا على أهل الكتاب.
ولفت الحوثي أن الكافرين يتعرضون لألم وخسائر كما نتعرض كما وضح الله تعالى بقوله ” أن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون” وهذا لا يعني بأننا لا نتألم على فقدان عظمائنا والقادة الصادقين الذين يواجهون ويساندون في صف الحق ولذلك نقول لإخواننا في حزب الله كما كان بيان نعيكم بالمباركة نبارك لكم استشهاد القائد العظيم السيد الأمين شهيد الإسلام والإنسانية ونقول عظم الله لنا ولكم الأجر أما هو فقد فاز والخسارة علينا نحن بفقدانه وبإذن الله سيكون القائد الجديد لحزب الله غيضا وسيكون كما قال السيد عبد الملك انهم سيتمنون لو كان الأمين ما زال حي لان الأمين حسن نصر الله جاء خلفا لعباس الموسوي، ولذلك نقول للعدو رهانك خائب وتهديدك لا يعني لنا شيء لان غاية ما نسعى إليه هو الحياة.
وفي كلمته الختامية للمؤتمر ثمن الدكتور عبد العزيز الشعيبي – رئيس المؤتمر الجهود التي بذلها السيد المجاهد عبد السلام بدر الدين الحوثي رئيس جمعية القرآن الكريم الخيرية رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم، وجهود جميع كل من شارك في المؤتمر وما تم تقديمه من الأبحاث الرائعة، والتي يمكن أن تكون مسارا للمستقبل للاستفادة من المحاور المختلفة لكل الجهات.
وأوضح الدكتور الشعيبي أن قضية اختيار الأبحاث واختيار الفائزين، كانت من اختصاص اللجنة العلمية التي رأت انه الأفضل أن يبدا الباحث بإرسال خطة بحثه ثم بعد ذلك تطور هذه الخطة فان وجد أنها تمتلك كل المعايير المطلوبة في البحث قبلت وان لم تكن كذلك يمكن أن تعدل اذا لم ترفض، وكان ذلك هو الطريق التي سارت عليه اللجنة العلمية حتى وصل عدد الأبحاث في المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم إلى 167 بحثاً رفضت منها 33 بحثاً وقبلت بقية الأبحاث، وهناك أبحاثا تأخرت.. مشيرا إلى أن الأبحاث التي قبلت ونشرت تجاوزت المائة بحث.
وفيما يتعلق بالفائزين العشرة أو من حازوا على اعلى الدرجات من هذه الأبحاث وفق الدكتور الشعيبي، فقد شكلت لجنة من خمسة أعضاء مقيّمين للأبحاث مرة أخرى بعد التقييم السابق وكل مقيّم من هؤلاء المقيّمين قد قرأ البحث لوحده ووضع الدرجة غير تلك الدرجة التي عملها سابقا وبالتالي قيست الدرجة النهائية من خلال متوسط هذه الدرجات جميعها، وفق الآلية التي اعتمدتها اللجنة العلمية والمؤتمر في اختيار الأبحاث واختيار الفائزين الأوائل.
وحيا الدكتور الشعيبي كل اللجان التي عملت في المؤتمر وعلى راسها اللجنة الإشرافية بقيادة السيد عبد السلام الحوثي وكذلك اللجنة العلمية والتنظيمية والإعلام والفنية والسكرتارية التي كانت بمثابة الدينمو المشغل لهذا المؤتمر، كما ثمن دور الجامعات التي كانت مساهمة وسباقة ورافدة لهذا المؤتمر وعلى رأسها جامعة صنعاء بـ38 بحثاً ثم جامعة 21 سبتمبر بـ18 بحثاً، تليها جامعة ذمار ب13 بحثاً وبعدها جامعة الحديدة بـ10 أبحاث ثم جامعة البيضاء ب7 أبحاث، ثم الوزرات، وكذلك الباحثين الذين ستكون أبحاثهم بمثابة خطة عملية بإذن الله في المستقبل تتبناها الهيئات والوزارات المختلفة في عملها.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تلاه الدكتور ضيف الله الدريب خلص إلى أهمية بناء جيش واع يصنع الانتصارات وفق التربية النبوية، ومواجهة التضليل الثقافي الذي يقوم به اليهود والمنافقون، وإشهار النهايات المأساوية لزعماء النفاق العربي للعظة والعبرة، وترجمة الأبحاث النوعية إلى عدة لغات ونشرها وتوزيعها عبر الجامعات العالمية والمراكز البحثية، وإدارة العمل الجهادي في محور المقاومة وفق رؤية ثقافية مركزية، ونشر الثقافة القرآنية لتعزيز الروح والوعي الجهادي لدى الأجيال الصاعدة، بالعودة إلى المنهج النبوي وتفعيل التدريب والتأهيل الثقافي بما يحافظ على الهوية الإيمانية.
وشدد على أهمية مواجهة الحرب الناعمة بوسائل تنفيذية عملية فعالة، والتمسك العملي بالثقلين (القرآن الكريم والعترة الطاهرة) للنجاة من الضلال وتحقيق الغلبة في ميدان المعركة ضد أعداء الله.
وتضمن توصيات المحور السياسي والإداري ضرورة معالجة أسباب الممارسات الإدارية المغلوطة في الواقع المعاصر، وتعزيز وترسيخ التواضع لدى المسؤولين وتذكيرهم بأن تواضعهم جسر يربط بين قلوب الناس، ويدعو إلى الوحدة والتلاحم، وأن يكونوا في خدمة شعبهم لا في خدمة مناصبهم.
ودعا البيان المجتمع الإنساني في العالم إلى القيام بواجبه في إيقاف الجرائم البشعة للعدو الصهيوني في اليمن وفلسطين ولبنان، والاستجابة لنداءات السيد القائد التي يخاطب فيها المسلمين خصوصا والمجتمع الإنساني خصوصا.
كما دعا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الوقوف ضد أنظمة الخيانة التي تساند العدو الصهيوني حتى لا يسقطوا مع فراعنة العصر في عار التطبيع والعمالة والوقوع تحت طائلة الغضب الإلهي التي تضرب الظالمين والساكتين.
وتضمنت توصيات المؤتمر أهمية تأييد ومساندة القيادة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فيما تضمنته خطاباته وتوجيهاته ومواقفه الحكيمة في دعم محور الجهاد والمقاومة وبذل النفس والمال وتفعيل الخيارات العسكرية.
وأوصى المؤتمر بإقرار مخرجات المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم الذي عقد العام الماضي، واستلهام القدوة من إمام المجاهدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ظل يجاهد حتى آخر أيامه.
وفي ختام المؤتمر الذي حضره عدد من المسؤولين ورؤساء الجامعات والباحثين تم الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل عشرة أبحاث علمية حول محاور المؤتمر السبعة وتكريمهم، إلى جانب تكريم رؤساء الجامعات واللجان الإعلامية والإشرافية والتنظيمية والسكرتارية للمؤتمر.
تصوير / فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا