الثورة /وكالات
مع انطلاق حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة انطلقت حملات مقاطعة الاحتلال وداعميه، كوسيلة متاحة في أيدي الشعوب المتضامنة تعبّر فيه عن موقفها الداعم لفلسطين.
وقد أصبحت المقاطعة أداة عزل للكيان الصهيوني ولاقتصاده، وأداة ضغط على الحكومات والشركات التي تدعمه، وهي السلاح “السلمي” في أيدي الشعوب.
ووفقاً لتقارير منشورة، فقد آتت تلك المقاطعة أكلها، حيث أثرت اقتصادياً على الاحتلال والشركات الداعمة له.
وقد اكتسبت حملات مقاطعة العلامات التجارية الداعمة للاقتصاد الصهيوني، زخماً شعبياً عربياً وإسلامياً متصلاً، واتخذ ذلك الزخم بعداً عالمياً مدوّياً في حالة بعض الشركات، مثل “ستاربكس” و “ماكدونالدز”.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في دعم حملات المقاطعة، من خلال نشر جرائم الاحتلال والتوعية بتأثير المقاطعة عليه وعلى داعميه، بيد أنّ صمود أهل غزة هو العنصر الجوهريّ الذي أجّج مشاعر المتضامنين حول العالم، فأصبحت المقاطعة موقفاً سياسياً يعبّر عن موفقهم الداعم لفلسطين والمناهض للعدوان الإسرائيلي وداعميه.
فلا أحد يستطيع أن يجبرك على التعامل مع ماله صلاتٌ بالاقتصاد الصهيوني، فهي وسيلة آمنة لإرسال رسالة سياسية من دون الدخول في صدام مباشر مع الأنظمة الحاكمة.
في ظلّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، نشرت العديد من المواقع على الإنترنت قوائم بأسماء الشركات التي لها علاقة بالاحتلال الإسرائيلي أو أظهرت دعمها لإسرائيل للدعوة إلى مقاطعتها، وقد لاقت تلك المبادرة دعماً شعبياً على مستوى العالم وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية.
ومن أشهر تلك الشركات المستهدفة بالمقاطعة مقاهي “ستاربكس” التي أصدرت بياناً أدانت فيه تغريدة “التضامن مع فلسطين” التي نشرتها نقابة العاملين، بعد أيام من طوفان الأقصى،
وبحسب تقرير لموقع “بلومبيرغ” تم إجراؤه في 1/2/2024م، ارتفع عدد المنشورات المطالِبة بمقاطعة مقاهي “ستاربكس” من نحو 3200 في الشهر قبل بيان الشركة إلى نحو 466 ألف مطالبة شهرياً بمقاطعتها من بعده. وتصاعدت المقاطعة ضد “ستاربكس” في الغرب، وفي الوطن العربي والعالم الإسلامي.
وفي شهر يونيو أعلنت مجموعة الشايع الكويتية، التي تدير 1900 فرعٍ لـ “ستاربكس” في دول الخليج ولبنان والأردن ومصر والمغرب وتركيا، عن تسريح 2000 من موظفيها من جراء تباطؤ مبيعاتها وإغلاق بعض فروعها. وقد دفع تصاعد حملة المقاطعة مالكي أسهم “ستاربكس” إلى بيع أسهمهم، لينهار سعرها، وتخسر الشركة 11 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ومن الشركات التي أظهرت دعمها للاحتلال شركة الوجبات السريعة “ماكدونالدز” عندما تباهى فرعها في إسرائيل بتوزيع 100 ألف وجبة مجانية على قوات الاحتلال بعد أيام من بدء عدوانها على غزة، وقد أدّت الأشهر الأولى لمقاطعة “ماكدونالدز” إلى خسارتها 7 مليارات دولار من قيمتها السوقية .
ومن الشركات المساهمة في قطاع الأغذية والمشروبات في الاقتصاد الإسرائيلي، “كارفور” و”نستلة” و”بيبسي”، وبعد استشهاد القيادي إسماعيل هنية احتفل بعض العاملين في فرع “كارفور” في إسرائيل باغتياله، وهو ما ساهم في تجديد الحملات الداعية لمقاطعتها.
كما أصابت المقاطعة عربياً وإسلامياً أيضاً مبيعات شركات مثل “بيرغر كينغ”، و “كنتاكي فرايد تشيكن”، و“بيتزا هَت”، “كوكاكولا”، “بيبسي”، و “زارا”، و “بوما”، وغيرها ممن عبّرت صراحةً عن تأييدها لإسرائيل، أو أنها ترتبط بعلاقات وطيدة باقتصادها.