خطاب كشف الحقائق قراءة في خطاب الأخ المشير الركن مهدي المشاط – ‏رئيس المجلس السياسي الأعلى.. بمناسبة حلول الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر

حسين علي حازب

 

‏كان الرئيس المشاط موفقا في كلمته الهامة بمناسبة العيد الثاني والستين لثورة 26سبتمبر مساء أمس الأول، حيث سبق ولحق المزايدين على هذه الثورة والمحتفلين بها من تحت أعلام الدول التي حاربت ثورة سبتمبر ثمانية أعوام في بداياتها الأولى قبل 62 عاماً، ولم تعترف بها ولا بالحكم الجمهوري إلا بعد أن ضمنت إفراغها من محتواها ووضعت رجالها في مفاصلها حتى ضمنت تبعيتها لها وعدم خروجها عن الطاعة، في خطاب وطني وضع النقاط على الحروف أسميته خطاب كشف الحقائق.

بعد أن أشار إلى استمرار العدوان والحصار على اليمن من ذات العدو، ليوضح لنا حقيقة من يزايد على هذه الثورة، حيث قال فخامته: ((وليس من قبيل الصدفة أن ذات القوى والدول التي تصدرت مشهد مواجهة بلدنا في السادس والعشرين من سبتمبر قبل ٦٢ عاماً هي نفسها اليوم من تواجه شعبنا اليمني العزيز، للحيلولة دون تحقيق ما يصبو إليه من استقلال وحرية ورفاه وحياة كريمة)).

موضحا أن أهم الأسباب التي جعلت من أعداء الثورة بالأمس هم أعداء الجمهورية اليمنية اليوم أو بالأصح أعداء ثورة 21 سبتمبر وأعداء أي محاولة يمنية للخروج من التبعية لهم، هي الأهداف التي نادت بها ثورة الـ26 والتي عملت تلك الدول على إفراغها من محتواها ومن تلك الأهداف ((بناء جيشها الوطني القوي، المقتدر على حماية سيادة البلد، وحماية ثرواته، ورفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً))، ورغم سمو تلك الأهداف التي صاغها ثوار سبتمبر وأرادوا بها العزة والتقدم والرقي والعيش الكريم للشعب اليمني كحق مشروع لأي أمة تتوق إلى التقدم والانعتاق من الظلم والجهل والفقر والمرض، إلا أن من يزايدون على الثورة اليوم من داخل بلاط تلك الدول التي وقفت حائلا أمام تطبيق وتحقيق تلك الأهداف.

لكنها كما قال فخامة الرئيس: إن تلك القيادات من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم ((رهنت القرار اليمني، وفتحت الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية، فكانت الطعنة القاتلة التي انغرست في الظهر منذ الأيام الأولى!))، والرئيس هنا أيها الإخوة أوضح لنا جميعا ما يعرفه الكثير، ويترددون في الجهر به بسبب المصالح الضيقة أو الخوف من التصفية، ومثَّل ذلك باغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي والشهيد الرئيس صالح الصماد.

الذين حاولوا الاستقلال عن التبعية ورسموا مشاريع للنهوض باليمن وتعزيز استقلاله المهم، ها هو الرئيس يذكر شعبنا بحقيقة ما حصل لثورة 26 سبتمبر وأهدافها في البداية والوسط وفي النهاية حتى أصبحت ثورة 21 مسألة حتمية وضرورة لا بد منها للقضاء على التبعية والانحراف الذي حصل لثورة ٢٦ سبتمبر، ولم تأت للقضاء على أهداف ثورة 26 سبتمبر، كما يحاول البعض أن يصورها، بل جاءت لحفظها والحفاظ عليها، وما هو حاصل من عدوان وحصار وتآمر اليوم تحت شعار «الاحتفاء بالثورة»، فالسبب في ذلك أن ثورة ٢١ وقيادتها بقيادة السيد المجاهد عبدالملك الحوثي أعادت لأهداف الثورة اليمنية قيمتها واعتبارها وصوبت مسارها، والإنسان العادي فقط وهو يتابع ما يجري في البلد من يوم تفجرت ثورة 21 سبتمبر 2014م ويطابقه على أهداف 26سبتمبر، سيجد أنها من حيث الشكل حفظت لثورة 26 سبتمبر شكلها وعلمها ونشيدها وشعارها ومناسبتها، ومن حيث الموضوع فقد حققت تلك الأهداف وتعمل على تنفيذها، إضافة إلى أن أهدافها هي التي اقتضتها المرحلة واللحظة أن تتبناها بالإضافة لأهداف ثورة ٢٦ سبتمبر، ولا أظن أنكم أيها الناس بعيدون عما تحقق، فنجد أنه اليوم تم بناء الجيش اليمني والأمن القوي الذي ينتمي للوطن وأصبح لدينا جيش وطني عقيدته الدفاع عن الدين والسيادة والاستقلال، جيش للشعب وليس شعباً للجيش ولاؤه لله والوطن والسيادة والدين والأخوة، جيش قام بالتصنيع والتدريب والتأهيل، دافع ودفع عن الوطن وواجه وأفشل ذلك الغزو والعدوان الذي جاء عبر تحالف دولي يضم السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا والكيان الغاصب وآخرين، واستطاع أن يكون الجيش الذي يقوم بدوره القومي في نصرة غزة ولبنان وأن يواجه أمريكا وبريطانيا والكيان الغاصب ويجعل من البحر الأحمر بحيرة عربية لا يستفيد منها العدو الصهيوني.. خلال عشرة أعوام كان هذا الجيش وفي خمسين عاماً لم نبن أي جيش يحمي ويبني، والقصة معروفة، كيف أن أحد أهداف الثورة واهمها لم يتحقق في ٥٠ عاماً؟ ما يعني ويؤكّد تحقق هذا الهدف على الواقع بعد ٦٢ سنة من التعثر للجيش اليمني وتحوله إلى جيش لا يحمي الوطن ومنقسم بين أطراف النظام، حتى غزيت في عهده وزارة الدفاع وتساقطت الطائرات مثل الفراشات على أحياء المدن بفعل رجال الدولة الذين يحتفل بعضهم اليوم تحت علمها بمناسبة 26 سبتمبر في أسلوب مضحك ومحزن!!

حيث يقوم العدو التاريخي باستخدام أولئك الأدوات الذين يزايدون اليوم أنهم مع الثورة والجمهورية والوطن وهم بعد أن كانوا يديرون هذا البلد من الداخل وفق إرادة الأعداء يعملوا اليوم لإثبات وجود هذا العدو على الأرض اليمنية بعد إسناده في عدوانه على أرضهم وقومهم في عدوانه وحصاره لليمن منذ تسعة أعوام ويحتفلون مع هذا العدو زورا وبهتانا بالمناسبة.

حيث قال فخامة الرئيس في هذا الصدد ((إن ما تعرضت له الأهداف من اختراقات ومؤامرات من قِبل الخارج أدت إلى تحنيط أهدافها، وتمكنت القوى الخارجية المعادية للبلد من السيطرة على القرار اليمني بتنصيب أدوات لهم في الداخل، فلم تسمح بتحرير القرار الوطني، واستقلال اليمن كما ينبغي، كما لم تسمح ببناء جيش وطني، قوي، وحافظت على الوضع السيئ والبائس لهذا الشعب؛ لضمان السيطرة عليه وعندما أصبح الخارج هو الذي يقرر من يتحكم على رقاب هذا الشعب، أصبح للبلد مسؤولون بلا ضمير، والذين مضوا يقتلون اليمن باسم اليمن، ويعزلونها حتى تحولت أمجادنا إلى مجرد سيمفونية يستدعونها كلما أطلت الذكرى السنوية، بينما يقضون بقية العام في عمالتهم وفسادهم وبناء أرصدتهم الشخصية والأسرية، واستثماراتهم المتنوعة داخل البلد وخارجه من ثروات الشعب، فيما تركوه يعاني الحرمان والفقر، وعكفوا على تنفيذ كل ما يريده الخارج، لا ما يريده الشعب، وهكذا استمر الحال على مدى 62 عاماً)).

نعم فهذا القول الذي جاء في خطاب فخامة الرئيس حقيقة واقعة لا ينكرها إلا من يرضاها ويرتاح لها، لهذا أتمنى على أولئك المزايدين أن يقفوا عند هذه الحقائق وان يستحوا على أنفسهم وان يقفوا عند هذه الإشارة الرائعة التي وردت في خطاب فخامة الرئيس والتي صورهم فيها بالصورة الغريبة والعجيبة ويدركها كل حر وشريف وتجعل حديثهم عن الوطنية وعن ثورةً سبتمبر نوعاً من الغباء وقلة الحياء وعمالة مفضوحة عند الصغير قبل الكبير وهنا فإن هذه الصورة تفرض علينا جميعا أن نقول للناس ولشبابنا الذي لازال البعض منهم مغشوشاً في هؤلاء الذين لم يتجن عليهم فخامة الرئيس حين وصفهم بهذا الوصف وكشف أحلامهم التي لا زالوا يحلمون بها ويريدون العودة على ظهر دبابة العدو في حلم مفضوح لا يجوز في التعامل مع هذا النوع من المزايدين والعملاء بالمجاملة أو الحياد أو الوقوف في المنطقة الرمادية، فلا يجوز أن يتأثر احد مننا بقول أو فعل يقوم به من أشار لهم الرئيس في خطابه الموجه لنا جميعا، حيث قال:-‏ ((إن من أعجب العجائب وأغرب الغرائب أن نجد مجموعة من المنبطحين، وقد تنكروا لأهداف الـ26 من سبتمبر والحرية والسيادة، وذهبوا إلى أحضان المملكة السعودية، بل وأن تزايد تلك الحفنة من ضعاف النفوس، وبائعي السيادة، على شرفاء البلد، وحماة الجمهورية الحقة، وهم يطمحون إلى العودة على ظهر دبابة أجنبية لإعادة اليمن إلى دائرة الارتهان والتبعية للخارج))، نعم هل يجوز أن يبقى فينا من يعتقد في هؤلاء وفي مزايدتهم على ثورة باعوها وفرطوا فيها.

وفي الأخير تلك قراءة عابرة لبعض ما ورد في خطاب الرئيس المشاط ليلة الاحتفاء بالعيد الـ 62 لثورة 26 سبتمبر، الذي من المفترض على الإعلام الرسمي والحزبي والأهلي أن يقف عنده بالتحليل والدراسة، فهو وان لم يستمر سوى تسع دقائق، إلا أنه قد وضع النقاط على الحروف فيما اشتمل عليه من القضايا الوطنية الهامة، ففيه حديث المسؤول والرايد الذي لا يكذب أهله والذي تجد أنه في هذا الخطاب يطمئن ويؤمن كل من فيه رأسه سوء فهم عن تعاطي قيادة ثورة 21 سبتمبر وقائدها ودولتها مع ثورة ٢٦ سبتمبر وأهدافها، فهذه الدولة والقيادة أيها المشوشين حفظت وحافظت وستحافظ على هذه الثورة وأهدافها وتعمل تحت علمها وشعارها ونشيدها، ويجب أن نفهم أن كل من أثاروا الزوبعة لا يريدون الاحتفال من أجلها ومن أجل أهدافها ومبادئها ولن يسمح لهم أسيادهم بذلك والدليل عدم الاحتفال بها في عدن، ولكنهم يريدونها شعاراً لتنفيذ أجندة تخريبية لأولئك المحتلين الذين ما كانوا ليسمحوا لأحد أن يحتفل بها لأجلها ولأجل أهدافها، واختم القول بالشكر لفخامة الرئيس على هذا الخطاب الوطني التاريخي الهام.

إن من يقف مع أعداء اليمن ويحتفل بالثورة تحت أعلام أعدائها يكذب على نفسه وعلى خلق الله ويستهدف الثورة التي يعلن الاحتفاء بها وأن شعب اليمن وأجهزته المختصة قد وقفوا لهم بالمرصاد وأفشلت مخططهم وستفشل كل مخططاتهم في كل وقت وحين..

والله ولي التوفيق

 

*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا