لواء الرسول الأعظم يقود معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

يكتبها اليوم / إبراهيم محمد الهمداني

 

طالما حاولت قوى الشر والطغيان – من اليهود والنصارى – إبعاد المسلمين عن نبيهم، وفصلهم عن نهجه وسيرته، وتقديمه في صورة باهتة، غاية في السذاجة والسطحية، وإظهاره في مقام النقص والسهو والخطأ، مستعينين في ذلك بعملائهم من الأنظمة الحاكمة، منذ نظام الحكم الأموي، وصولا إلى أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق، في السعودية ودول الخليج والمغرب، وطوق فلسطين المحتلة، في ظل سيادة الفكر الوهابي التكفيري، الذي تخصص في نسف عصمة وقداسة الرسول الأعظم – محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وينقذهم من ظلمات الشقاء، ونير العبودية للطاغوت، وليهديهم إلى الصراط المستقيم.
إن إحياء هذه المناسبة العظيمة، واستشعار أهميتها وقداستها، يجب أن يتجاوز شكليات الطقوس الاحتفالية التقليدية، التي قد نؤديها في المناسبات الاعتيادية، إلى مستويات متقدمة أكثر، يتجلى فيها إحساسنا الكبير، بعظمة وقداسة ومكانة شخصية النبي الأكرم – محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم – واستحضارنا لمقامه العظيم عند الله، وعظمة دوره ومهمته، وأن نجعله في موضع النموذج الأرقى والقدوة العليا، في جميع جوانب حياتنا، كونه يمثل أرقى مظاهر الكمال البشري، ويجسد الكمال الإنساني المطلق، الذي حَمّدَ اللهُ صفاتَه، وأثنى على كماله، وأشاد بجماله وبجلاله، وشكر له سعيه وصبره وثباته وجهاده، ولذلك عرَّفنا به في محكم الذكر، بصفته “رسول الله” و”رسوله”، مضافا إلى الذات الإلهية المقدسة، وسماه في موضع آخر “فضل الله” و”رحمته”، التي غمر الله بها عباده، وفضله الذي تفضَّل به على البشرية، وأمرنا في ذات السياق، أن نفرح بهذه الرحمة، وهذا الفضل الإلهي العظيم، في صيغة الأمر الإلهي الملزم، في قوله تعالى “فليفرحوا”، ليصبح الاحتفال والفرح والسعادة، “بفضل الله وبرحمته”، تكليفا شرعيا ملزما واجب الأداء، بوصفه فرض عين – في صميم التدين – على كل مسلم ومسلمة.
إن من أجل وأعظم نعم الله علينا، أن عصمنا بتوليه وتولي رسوله وأعلام دينه، وشرفنا بانتمائنا الإيماني الأصيل، وهويتنا الإيمانية المباركة، التي جسد فيها شعبنا اليمني العظيم، ارتباطه العميق والمتين، بهذا الدين العظيم، والنبي الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في مقام اقتفاء نهجه، والسير على طريقه، والاقتداء بسيرته، والتزام أعلام الهدى، من آل بيته الأطهار، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
إننا ونحن نعيش هذه التحولات التاريخية الكبرى، والصراعات والحروب على مختلف الجبهات، وقد تحزبت علينا أحزاب الباطل، وتألبت ضدنا قوى الشر والطغيان، من اليهود والنصارى وأوليائهم وحلفائهم وعملائهم، وقد اجتمع لقتلنا وإبادتنا طواغيت الأرض وأولياء الشيطان، نعيش أخطر مراحل الصراع الوجودي الحتمي، بين حزب الشيطان أمريكا وإسرائيل ومن معهم، وحزب الله من مجاهدي فصائل ومحور الجهاد والمقاومة، ولم يعد خافيا على أحد، حجم الاستهداف الشيطاني، الذي تعرضت له الأمة الإسلامية، وأصابها في صميم تدينها، ونال من جوهر معتقدها، فزعزع إيمانَها وزلزل إسلامها، بصور مشوهة كسرت كل مبادئ القداسة، واكتفت من الدين بالشكليات والقشور، فسقطت فريسة سهلة لأعدائها، رغم تعدادها الهائل.
ولو نظرنا إلى واقعنا اليوم، ومن حولنا الشعوب العربية والإسلامية، في إطار قضيتنا الكبرى، ومعركتنا المصيرية، ضد العدو الإسرائيلي الغاصب، والأمريكي المتعجرف الصلف، والأوروبي الاستعماري المجرم، وقمنا بتحديد مواقعنا – ملياري مسلم – على جغرافيا دعم وإسناد ونصرة إخواننا المستضعفين في غزة، والدفاع عن كل المقدسات، استجابة لأمر الله تعالى، فإننا لن نجد من تلك الجموع المليونية البشرية الهائلة، سوى ثلة قليلة من المؤمنين الصادقين، يتقدمهم أبطال مجاهدي الفصائل الفلسطينية، في حماس وعزالدين القسام، ويساندهم جموع من رجال حركات المقاومة الإسلامية، المؤمنين المرابطين على طول خط جبهات محور القدس والجهاد، الممتد من لبنان إلى العراق واليمن وإيران، وهؤلاء في مجموعهم يشكلون نسبة ضئيلة جدا، في مجموع أمة الملياري مسلم، وهو ما يجعلنا نتساءل:- لماذا لم يتحرك إلا هؤلاء القلة القليلة، بينما تنكرت الكثرة الغالبة لدينها ومقدساتها وقضيتها المركزية، وسقطت في مستنقع الهروب والصمت، إن لم تتحول إلى العمالة في صف العدو الإسرائيلي وحلفائه، كما هو حال أنظمة العمالة والتطبيع، الحاكمة في جغرافيا الطوق الفلسطيني، بالإضافة إلى الأنظمة العميلة في السعودية ودول الخليج، وبناء على هذه المعطيات المخزية، يمكننا القول إن الرسول الأعظم – محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان وما زال وسيظل، حصن هذه الأمة الإسلامية، ومصدر قوتها وعزتها وكرامتها وسيادتها، وأول أسباب استحقاقها النصر على عدو الله وعدوها، والشاهد على ذلك، قد أثبته الواقع الميداني، وصدقته أحداث ومجريات المعركة، وتجلت مصاديقه في هؤلاء المجاهدين الصادقين الصابرين، على مستوى الفصائل والمحور، الذين تولوا الله ورسوله والذين آمنوا، وتمسكوا بالرسول الأعظم نهجا ومنهجا، والتزموا سيرته ومواقفه تصديقا واقتداء، فكان من أمرهم ما كان، من صور الثبات العظيم والصمود الأسطوري، الذي أذهل العالم، وزلزل عروش الطغاة المستكبرين، والفراعنة الغاصبين المحتلين، الذين لم يعد أمامهم سوى الهزيمة، والزوال الحتمي، مهما كابروا وتصنعوا القوة والثبات.

قد يعجبك ايضا