الدعم الرسمي العاجل: 50 مليون ريال من لجنة الطوارئ الحكومية و105ملايين من أمانة العاصمة و30مليوناً من وحدة التدخلات المركزية
الثورة / محمد الروحاني
مع الخطر الكبير المحدق بمدينة صنعاء التاريخية، يبرز دور المجتمع كجهة فاعلة وأساسية في الحفاظ على هذه المدينة التاريخية من خلال المبادرات المجتمعية التي أطلقها أبناء صنعاء القديمة من أجل ترميم وإصلاح المنازل المتضررة جراء السيول والأمطار ودفع الضرر عن مدينتهم التاريخية، حيث تحتل هذه المبادرات الجزء الأكبر من الخطة المجتمعية الحكومية الطارئة التي دشُنت نهاية الأسبوع المنصرم لمواجهة أضرار الأمطار الغزيرة والسيول في مدينة صنعاء القديمة .
مدير الأحياء بمدينة صنعاء التاريخية يحيى الشقاقي، أكد انه سيتم من خلال المبادرات المجتمعية التي ستنفذ بتعاون من الجانب الحكومي والقطاع الخاص تنفيذ عدد من الأعمال في مقدمتها تنظيف وإصلاح السطوح وصفصفتها لعدد من المنازل وإصلاح سقوف وجدران المنازل التي تضررت إلى جانب إصلاح البيوت المهجورة .. مشيراً إلى أن عدداً من البنَّائين والعاملين من أبناء صنعاء القديمة سيشاركون في تنفيذ هذه الأعمال.
استشعار للمسؤولية
الناشط الاجتماعي عبدالعظيم عزالدين، أكد أن إطلاق هذه المبادرات يأتي استشعاراً من أبناء صنعاء القديمة لمسؤولياتهم أمام ما تتعرض له مدينتهم التاريخية من أضرار جراء الأمطار الغزيرة، كونهم المعنيين في الدرجة الاولى بالحفاظ على مدينتهم .
ويضيف أن إطلاق هذه المبادرات ليس غريباً على أبناء صنعاء القديمة، فالتكاتف والتعاون سمة بارزة للمجتمع الصنعاني على مر العصور وكان له دوره الكبير في الحفاظ على هذه المدينة التاريخية على مر العصور وكان نتيجة هذا التعاون والتكاتف صمود مدينة صنعاء القديمة أمام الكوارث وبقاؤها شاهدة على عظمة التاريخ اليمني .
وائل مهدي البار- مدير منطقة صنعاء في مؤسسة بنيان التنموية، يؤكد أن المبادرات المجتمعية تحتل الركيزة الأساسية في الخطة المجتمعية الحكومية لإصلاح وترميم المنازل التي تضررت نتيجة الأمطار الغزيرة والتي شملت حوالي مائة وثلاثة وثمانين بيتاً، وهذه المبادرات قدمها المجتمع كإسعاف أولي وطارئ لحماية البيوت المهددة بالخطر .
البيوت المهجورة
ووفق مدير الأحياء في صنعاء القديمة يحيى الشقاقي، فان هجران المنازل وتركها خالية يلعب دوراً كبيراً في تعرض هذه المنازل لللأضرار أولاً وتعرض المنازل المجاورة للأضرار ثانياً، حيث ركزت الخطة المجتمعية على إصلاح هذه المنازل وتوعية ملاكها بأهمية استغلالها والحفاظ عليها .
والى جانب المجتمع يقف القطاع الخاص عبر تقديم الدعم للمبادرات المجتمعية داخل صنعاء القديمة من أجل إنجاح المبادرات وتقف الحكومة كمكمل للمجتمع وبما يحقق نجاح خطة الطوارئ في صنعاء القديمة، حيث يؤكد نائب رئيس الغرفة الصناعية التجارية بأمانة العاصمة- ممثل القطاع الخاص محمد صلاح، أهمية إدراك حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع، بما في ذلك دور أبناء مدينة صنعاء القديمة، والمبادرات المجتمعية في الحفاظ على المدينة ورونقها وجمالها .. مشيرا إلى أهمية التعاون المجتمعي في مثل هذه الظروف، والاستفادة من تجارب الأجداد الذين تمكنوا من بناء السدود والمدرجات والقلاع والقرى والمدن وغيرها من الشواهد التاريخية والحضارية التي يفاخر بها الشعب اليمني اليوم.. داعيا رجال المال والأعمال إلى المساهمة الفاعلة في إنجاح برنامج الخطة الطارئة لمدينة صنعاء التاريخية .
وكان أمين العاصمة قدأعلن عن تقديم 100 مليون ريال إلى جانب خمسة ملايين ريال كنفقات تشغيلية، فيما خصصت لجنة الطوارئ الحكومية 50 مليون ريال، و30 مليون ريال من وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية، بالإضافة ما سيقدمه القطاع الخاص من دعم لتنفيذ الخطة .
مدينة ضاربة في جذور التاريخ
وتعتبر صنعاء القديمة مدينة ضاربة في جذور التاريخ، حيث أنها تعود إلى عهد سام ابن نبي الله نوح، -عليه السلام- وسُمِّيت “مدينة سام”، وعُرفت باسم مدينة آزال نسبة إلى آزال بن يقطين بن العبيد بن عامر بن شالح حفيد سام بن نوح. وبحسب منظمة اليونيسكو، التي صنّفتها ضمن أهم 25 مَعْلَماً سياحياً عام 1986م، فإن المدينة بُنيت في وادٍ جبلي يرتفع إلى 2200 متر، وأصبحت آهِلة بالسكان منذ أكثر من 2500 عام، وتحوّلت في القرنين السابع والثامن إلى مركز مهم لنشر الإسلام.
وشُيّدت منازل صنعاء القديمة قبل قرون طويلة، وتُعَدّ المنازل جزءاً أصيلاً من التراثين اليمني والعالمي.
وستظل صنعاء القديمة هي المعجزة البشرية، والشاهدة على حضارة اليمن، وبطاقة تعريفية للثقافة اليمنية، ومثالاً حيّاً على تمسُّك اليمنيين بما تركته أجيال من الأجداد.