الثورة / متابعات
نشرت مجلة” ناشونال ريفيو” ” الأمريكية تقريرا تحت عنوان” سياسة الردع التي ينتهجها بايدن في البحر الأحمر فشلت” تحدثت فيه تداعيات إحراق القوات المسلحة اليمنية للسفينة اليونانية، وما تأثيرات ذلك على هيمنة أمريكا على الملاحة البحرية، مؤكدة أن عملية إحراق السفينة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فما يشهده مضيق باب المندب يشكل كارثة ذات أهمية أكبر بكثير من مجرد إحراق ناقلة النفط، لأنه مؤشر أن شمس أمريكا قد يغرب زمن التفوق الأمريكي والهيمنة على أمن خطوط الإمداد البحري كون هذا التفوق هو من ضمن للولايات المتحدة الرخاء لمدة 200 عام.
وأبدى كاتب التقرير اندهاشه بكون الرئيس الأمريكي وإدارته ليسوا منزعجين بشكل ملحوظ من الحقيقة على الأرض والمتمثلة بأن ”الحوثيين” تمكنوا من تهديد أحد طرق الشحن البحري الرئيسة في العام ، وكذلك بعد أن أصبح الوصول إلى قناة السويس دون التعرض لانتكاسة كارثية من قبل القوات البحرية المتحالفة وعلاوة على ذلك استمرار الوضع الهش وغير المعقول لمدة عامل كامل تقريبا.
تقرير المجلة، أوضح أنه لا يقصد الإساءة لأفراد البحرية الأمريكية الذين خاضوا أطول فترات القتال منذ الحرب العالمية الثانية ولكن القصد أن هناك ”فشل تام للسياسة والاستراتيجية الأمريكية على أعلى مستوى”.
الصحيفة زعمت أن الولايات المتحدة تمكنت من منذ السابع من أكتوبر2023م، من إسقاط مئات الطائرات بدون طيار والقذائف التي أطلقت من اليمن وتم استهداف منصات إطلاق ومراكز لوجستية وتم استخدام أكثر الذخائر الموجهة تقدما، وهذا يثبت التفوق التكنولوجي الأمريكي، لكن ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيقه هو إقناع “الحوثيين” بأن إطلاق النار على السفن الحربية الأمريكية والسفن التجارية الصديقة التي تمر في المياه الدولية هي فكرة سيئة. وأضافت:” لقد فشلنا في ردع الحوثيين”.
الصحيفة أكدت أن الاعتماد على السياسة الأمريكية الحالية القائمة على استهداف الخلدات جوا وبحرا يمكن أن يمثل حلا لمشكلة بالغلة الخطورة، مؤكدة أن من يعتمد على هذه الخطة فإن عليه الاستعداد للتنازل عن حرية المرور عبر قناة السويس والبحر الأحمر لأهواء” الحوثيين”، وأضافت: ” حسناً.. نحن نعيش هذه اللحظة “.
وتساءلت الصحيفة عن الدروس التي تعلمها خصوم أمريكا في إيران والصين من فشل الاستراتيجية الأمريكية عند نقطة الاختناق في البحر الأحمر وخليج عدن وكيف سيترجمون عجز البحرية الأمريكية عن إيقاف استهداف” الحوثيين” للسفن الأمريكية والسفن التجارية في حال اندلع إطلاق النار بلا هوادة على الأمريكيين في مضيق هرمز؟ أو إقدام الصين على حصار مضيق تايوان؟.. مشددة أن على الأمريكيين ألا يخطئوا في الحسابات فأعداء أمريكا ليسوا أصدقاء للقوة البحرية الأمريكية، بل هم يتلذذون بفكرة كسرها فهل أمريكا ملتزمة بالتفوق البحري الأمريكي؟”
وخلصت الصحيفة إلى أن المشكلة في البحر الأحمر، لا ينفع معها حتى الذخائر المتقدمة والبنية الأساسية للاستخبارات ومنصات التسليم عالية التقنية، مشيرة إلى ضرورة الحملة العسكرية طويلة الأمد لمواجهة وتحييد عدو مصمم يرغب في ممارسة النفوذ على نقاط الاختناق الساحلية الاستراتيجية، واستبعدت الصحيفة رغبة الشعب الأمريكي في إرسال مشاة البحرية إلى اليمن مهما كانت مزايا هذه الفكرة ، كما أن الصحيفة أكدت عدم التعويل على حلفاء واشنطن في شبه الجزيرة العربية ــالسعوديين، والعمانيين، والإماراتيين ــ أو قوى أخرى في المنطقة مثل المصريين بأن يقدموا أي مساعدة على الإطلاق.