ثنائية أمريكا وإسرائيل وثنائية الرأسمالية والصهيونية صاغوا وصنعوا ما يسمى الإرهاب في منطقتنا أو أي منطقة في العالم..
والثنائيتان قامتا بنشر واستعمال هذا الإرهاب عالمياً كاستراتيجية، ولذلك فكل من يخالف أمريكا أو يختلف معها فهو الإرهاب، ومخطط مسبقاً لمنظمة التحرير الفلسطينية أو حماس أو الجهاد إن ساروا في خيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي فسيتم إدانتهم بالإرهاب ومن خلال هذا التوصيف تعطل كل المعايير والقوانين الدولية..
ولهذا فالواضح وضوح الشمس هو أن الإرهاب هو كل ما يمارس إسرائيلياً في غزة والضفة فيما هجوم السابع من أكتوبر هو حق مشروع كمقاومة لاحتلال، وأمريكا هي الأساس والشريك في جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني..
الإرهاب هو ما يمارس أمريكياً إسرائيلياً في لبنان وسوريا واليمن وإيران، ولكن أمريكا توصم ضحايا الإرهاب الصهيوني بأنهم هم “الإرهاب”، ولذلك فأمريكا لا تريد اغتيال “هنية” في قطر مثلاً لكنها تريد ذلك في لبنان أو سوريا أو اليمن أو غيرها والهدف استهداف البلدان التي يتم فيها الاغتيال..
ولهذا فإنه حين تتحرك إيران ومحور المقاومة للرد القانوني والمشروع على إجرام وجرائم إسرائيل فإن أمريكا تحرك كل أساطيلها الجوية والبحرية وكل أسلحتها الفتاكة ـ بما في ذلك النووي ـ لتدافع عن الإرهاب والإجرام الإسرائيلي والأمر يصل إلى تهديد بقصف إيران إذا جاء ردها غير ملتزم بشروط أمريكا..
الإرهاب والإجرام بوضوح هو ما يمارس في غزة وتجاه الشعب الفلسطيني وإرهاب الإرهاب هو ما تمارسه أمريكا في المنطقة..
لم يعد العالم يقبل بإرهاب أمريكا ذاتها ولا بالتفعيل الذي صنعته ومولته كأداة عالمية لها، وربطاً بذلك إرهاب الكيان الإسرائيلي المحتل هو الأكثر جرماً وإجراماً في التاريخ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية..
في تصريح لوزير الخارجية الصيني قال إن لإيران الحق وكامل المشروعية في أن ترد وتنتصر لانتهاك سيادتها ولكرامتها، وهذا يعني أن الصين وروسيا وشعوب العالم وغالبية الدول ترفض المعايير والألاعيب الأمريكية التي عطلت الأمم المتحدة وصادرت صلاحياتها..
فإذا أمريكا ـ كما تزعم ـ لا تريد حرباً إقليمية ولا عالمية فكل ما كان عليها هو إيقاف حرب الإبادة والتجويع على غزة، أما أن تسير فيما مارسته وتمارسه طيلة قرابة العام من أبشع الإجرام والجرائم تجاه الشعب الفلسطيني ثم تقول إنها لا تريد حرباً إقليمية فذلك هو الهراء والاهتراء بعينه..
إذا كانت أمريكا تعتقد أنها بهذا الحشد لأساطيلها في المنطقة ستمنع رد محور المقاومة وعلى رأسه إيران فإنها خاطئة وواهمة..
أياً كان سقف رد محور المقاومة فأقصى ما تستطيعه أمريكا هو الحماية والدفاع عن الكيان الإجرامي الصهيوني، فيما قصف إيران هو نقلة تلقائية إلى حرب عالمية ستكون أمريكا هي الخاسر الأكبر إن لم تكن المنهزمة..
المنطقة لم تعد في وهن وارتهان ما بعد اندثار السوفييت والمسألة ليست فقط ما للصين وروسيا من مصالح فيه، ولكن الأمن القومي للصين وروسيا بات في تموضع إيران ووضعها بأكثر مما هو حتى في تايوان أو حتى أوكرانيا، وهذا ما تعرفه وتعيه أمريكا وإن لم تبد اهتماماً ظاهرياً بهذا الأمر لحاجية الوصول إلى ما يسمونه “ضغوط قصوى” على إيران لتحجيم الرد الإيراني تحديداً..
رد محور المقاومة وعلى رأسه إيران هو الذي سيأتي بأعلى سقف فوق توقع أمريكا وإسرائيل ولن تقصف أمريكا إيران كما تهدد ولن تحدث حرباً إقليمية ولا عالمية..
أمريكا ببساطة ليست على استعداد ولا في جاهزية لحرب إقليمية أو عالمية وهي تمارس فقط أنواع الحروب الإعلامية والنفسية والاستخباراتية، وهي تعرف أن كل هذه الحروب تفقد تأثيرها وتفقد أي جدوى بمجرد اشتعال حرب إقليمية ربطاً بالعالمية..
هذا الحشد الأمريكي للأساطيل والمدمرات هدفه بسقف “ضغوط قصوى”، وعلى محور المقاومة أن يسير في الرد القوي والسريع وحينذاك ستفاجأون بأمريكا أخرى في البحث عن كيفية وآلية لمنع أي حرب إقليمية وليس عالمية..
الحرب الإقليمية أو العالمية ستدفع أمريكا، هي تعي ذلك وفي حالة تحقق من يقينه وحتميته وهي لذلك سارت في خيار ما تسمى “ضغوط قصوى” ولو كانت في جاهزية لأقلمة أو عولمة الحرب ما كانت بحاجة للكثير مما يحدث في المشهد.!!
Next Post