الثورة نت/..
بعد ساعات من مجزرة مدرسة التابعين وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 شخص جلهم من الأطفال والنساء وعدد كبير من الجرحى، انفردت وسائل إعلام بنشر معلومات دقيقة أكدت فيها أن مجزرة قتل النازحين، تمت بالأسلحة الأمريكية التي أُرسلت لجيش العدو الصهيوني.
فبينما كانت أصوات الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته ومستشاريه تصدح بالعمل لأجل التهدئة وإنهاء الحرب، إذ بالكشف عن الأسلحة التي استخدمت في هذه المجزرة تنسف كل تلك المزاعم شكلًا ومضمونًا، وذلك بعد أن أكدت شبكة “CNN” الأمريكية أن جيش العدو الصهيوني استخدم قنبلة دقيقة التوجيه أمريكية الصنع خلال غارته على مدرسة التابعين في مدينة غزة.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن تريفور بول، فني التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأمريكي، قوله: إن الصور توضح أن القنبلة المستخدمة صغيرة القطر من طراز “جي بي يو 39”.. مضيفاً: إنه من الممكن أن تكون هذه الذخيرة مسؤولة عن العدد المرتفع من الشهداء.
كذلك، أفاد خبير الأسلحة كريس كوب سميث وهو ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني، بأن “جي بي يو 39″، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة “مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجيا”، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة على حد زعمه.
وتابع قائلاً: إن “استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، من شأنه أن يؤدي دائمًا إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان”.
والقنبلة، “جي بي يو 39” قنبلة أمريكية الصنع، وهي من نوع جو أرض، موجهة ودقيقة، صنعتها شركة بوينغ وأدخلتها الخدمة الفعلية أوائل القرن الـ21، تسمى القنبلة “الآمنة”، لأنها تدمر فقط الهدف من الداخل من دون إلحاق أضرار بالجوار، حسب ما تقول الجهة المصنعة.
كما تم تصميم هذه القنبلة الصغيرة الحجم وذات الفعالية العالية لتكون جزءاً من النظام العسكري الحديث الذي يتيح للطائرات حمل عدد أكبر من القنابل الذكية.
من جهته، قال مدير دائرة الإمداد في جهاز الدفاع المدني في غزة محمد المغير: إن جيش العدو الصهيوني استخدم ثلاثة صواريخ أمريكية فتاكة من نوع “MK-84″، أو “مارك 84″، التي تزن أكثر من ألفي رطل، وتصل حرارتها إلى سبعة آلاف درجة، في القصف الذي استهدف مدرسة ومسجد التابعين، في حي الدرج في قطاع غزة.
وأضاف المغير، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية: إن مدرسة التابعين كانت تؤوي قرابة 2400 نازح، قبل أن تتعرض للقصف الصهيوني.
من جانبها، قالت صحيفة “معاريف” الصهيونية: إن قنابل موجهة بنظام “JDAM” الأمريكي، أو ما يسمى “البرد الثقيل”، استخدمت في قصف المدرسة.
وأوضحت أن هذه القنابل “موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتعتمد على تكنولوجيا الاستشعار المتقدمة والذكاء الاصطناعي”، إذ صممت لتكون قنبلة ذات سقوط حر وغير موجه ضمن ما يسمى بـ”القنابل الغبية”، وتعد أكبر نسخة من سلسلة قنابل “مارك 80″، وتطورت بشكل يسمح لها بإبطاء سرعتها لضمان ابتعاد الطائرة الحربية عنها قدر الإمكان.
وما يؤكد أن المجزرة التي ارتكبتها جيش العدو الصهيوني في غزة هي مجزرة أمريكية بامتياز، أنها جاءت بعد أن أفرجت الولايات المتحدة عن 3.5 مليارات دولار لـ”إسرائيل” لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أمريكي، وذلك بعد أشهر من تخصيصها من قِبَل الكونغرس.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي قوله: إن “وزارة الخارجية أخطرت المشرّعين بأن إدارة الرئيس جو بايدن تعتزم الإفراج عن مليارات الدولارات من التمويل العسكري الأجنبي لـ”إسرائيل”.
وأضاف: إن الأموال جزء من مشروع قانون التمويل التكميلي لـ”إسرائيل” بقيمة 14.1 مليار دولار والذي أقره الكونغرس في أبريل الماضي.
وفي وقت لا تكتفي فيه واشنطن بالوقوف موقف المتفرج بل تستمر بدعم قوات العدو الصهيوني بالأسلحة والقنابل، بما فيها تلك التي استخدمت في المجزرة، اتهمت مقررة أممية، الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل “الإبادة الجماعية” بحق سكان غزة، والتي كان آخرها استخدام العدو الصهيوني قنابة ذكية أمريكية تسببت بمجزرة أمس السبت في مدينة غزة.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز: إن “التمويل الأمريكي للإبادة الجماعية الصهيونية يتزايد مع استخدام الأخيرة قنابل أكثر فتكاً، تسببت أمس بتقطيع جثث مذبحة مدرسة التابعين بمدينة غزة”.
وأشارت إلى أن “التعرف على جثث مذبحة مدرسة التابعين بغزة يتم الآن من خلال الوزن “كل كيس يزن 70 كغ يساوي شخصاً بالغاً واحداً””.. على حد تعبيرها.
كما اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الأحد، الإدارة الأمريكية بدعم المجازر المرتكبة في قطاع غزة.. معتبرةً أن الدعم الغربي، بقيادة واشنطن، يساهم بشكل مباشر في استمرار جرائم الاحتلال.
وقالت الحركة في بيان لها: “إننا في هذا الإطار نُذَكِّر بأن حكومة الاحتلال الفاشي، لم تكترث لقرار محكمة العدل الدولية وقف العملية العسكرية في مدينة رفح، وإدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة، وصعّدت حملات الإبادة والتجويع بحق المدنيين”.. مشددةً على ضرورة أخذ المحكمة الجنائية الدولية دورها في جلب قادة الاحتلال إلى المحاكمات، لمحاسبتهم على جرائمهم بحق المدنيين الأبرياء.
وأكدت حماس أن “كيلن الاحتلال الفاشي لن يفلح من خلال هذه الجرائم الوحشية، في كسر إرادة وثبات شعبنا، وعزيمة مقاومينا البواسل، لمواصلة التصدي للاحتلال حتى دحره عن أرضنا، وإن مجازره التي تهدف للانتقام والترهيب والترويع، ضمن محاولاته إخضاع شعبنا ودفعه للهجرة عن أرضه والتخلي عن خيار المقاومة والتمسُّك بالحقوق؛ لن تزيد شعبنا ومقاومته إلا ثباتاً وصموداً”.
الجدير ذكره أنه لم تكن هذه المجزرة الوحيدة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المواطنين الفلسطينيين، ومراكز الإيواء التي تأوي آلاف النازحين، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بل ارتكب عشرات المجازر التي أدت لاستشهاد المئات، أغلبهم من النساء والأطفال.