إدانات عربية ودولية واسعه لمجزرة الفجر وتأكيد أممي أن غزة تباد بأسلحة أمريكية

أكثر من 100 شهيد في مجزرة استهدفت مدرسة للنازحين في حي الدرج

 

الثورة / متابعة / قاسم الشاوش

لم تكن مجزرة مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، المجزرة المرعبة التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى هي الأولى للكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني وإنما هي واحدة من المجازر في إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية وحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق أبناء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي وشكلت مجزرة مدرسة التابعين صدمة كبيرة في أوساط الشعب الفلسطيني كما توالت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بهذه المجزرة المروعة ومطالبات دولية بضرورة وضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات الصهيونية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين .
وفجرت هذه الجريمة موجة من التنديدات والإدانات الفلسطينية والعربية والدولية الرافضة لكل ما يحدث من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني بغزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حيث أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية بشدة، أمس، المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني باستهدافه مدرسة التابعين واعتبرت الفصائل في بياناتٍ مُنفصلة، الجريمة الصهيونية تصعيدًا خطيرًا في سلسلة الجرائم التي ينفذها العدو ضد المدنيين العزل.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان صحفي لها: إن المجزرة تُشكل تصعيدًا خطيرًا في سلسلة الجرائم والمجازر غير المسبوقة التي يرتكبها العدو ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن استهداف مدرسة مكتظة بالنازحين أثناء صلاة الفجر، يعد تأكيداً واضحاً على استمرار حكومة العدو في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
ووصفت حماس جيش العدو، بـ«الجيش النازي».. مشيرة إلى أنه يختلق الذرائع لاستهداف المدنيين، والمدارس، والمستشفيات، وخيام النازحين، «وهي ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة لتبرير جرائمه».
بدورها.. أدانت حركة الجهاد الإسلامي استهداف جيش العدو لجمع المصلين في مصلى مدرسة التابعين بحي الدرج في مدينة غزة، مؤكدة أنها جريمة حرب مكتملة الأركان.
وقالت الحركة في بيان لها: إن استمرار العدو في استهداف المدارس وتجمعات النازحين ومراكز الإيواء هو دليل واضح على خوضه حرب إبادة ضد الشعب في قطاع غزة، وهي جرائم لم يكن ليستمر فيها لولا الغطاء الأمريكي من إدارة بايدن والدعم المقدم له.
من ناحيتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها: إن حكومة العدو تواصل نشر الادعاءات السخيفة والأباطيل التبريرية لجرائمها في قطاع غزة، في إطار حملة ممنهجة لتضليل الرأي العام الدولي واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي.
وأضافت: إن حكومة نتنياهو المتعطشة للدماء وتواصل عدوانها وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، متجاهلة كافة القرارات والقوانين الدولية، ودون أي اعتبار للرأي العام الدولي.
من جهتها، أدانت لجان المقاومة في فلسطين المجزرة الصهيونية بحق النازحين في مدرسة التابعين بحي الدرج.. مؤكدة أن المجزرة تمثل فصلًا جديدًا من فصول جرائم الحرب التي ينفذها العدو المجرم وقادته النازيون في غزة بهدف إبادة وذبح المدنيين العزل لاقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.

إمعان الكيان في سفك الدماء
عربيا.. أدانت وزارة الخارجية في سوريا، المجزرة المروعة في حي الدرج وسط قطاع غزّة، مؤكّدةً أنّ “إمعان الكيان في سفك دماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وسوريا سـتزيد أبناء هذه المنطقة إصراراً على مقاومة الاحتلال، والرد على جرائمه، على الرغم من كل الدعم الغربي الذي يحظى به”.
وحيّت الخارجية السورية هذا الصمود الأسطوري لأبناء الشعب الفلسطيني في وجه محتليه على مدى عقود، مع تأكيدها وقوفها الثابت والقوي إلى جانبه في نضاله العادل.
وأدانت وزارة الخارجية في لبنان بــ “أشد العبارات” استهداف قوات الاحتلال مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين فلسطينيين عزل في مدينة غزة.
وأكّدت الخارجية اللبنانية أنّ تعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين يعطي الدليل القاطع لنية “إسرائيل” إطالة وتوسيع الحرب.
بدورها، قالت هيئة علماء بيروت إنّ جريمة مدرسة “التابعين” هي جريمة موصوفة توجب على الضمير العالمي وضع حد للإبادة الجماعية المصمم عليها “نيرون العصر”.
وشدّدت الهيئة على أنّ “كلفة المواجهة على الرغم من فداحة التوحش، تبقى أقل من الرضوخ المذل الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضه علينا بالقوة”، مؤكّدة أنّه “ليس أمامنا سوى خيار المواجهة والمقاومة مهما غلت الأثمان وبلغت التضحيات”.
كما حمّلت مسؤولية المجازر لكل الداعمين لهذا “الكيان الإسرائيلي المجرم المتعطش للقتل والذي لا يرتوي من سفك الدماء”، قائلةً: “أيّ عالم هذا الذي نعيش فيه ويدعي التحضر وحقوق الإنسان كذباً وزوراً ونفاقاً”.
من جهتها استنكرت الرئاسة العراقية مجزرة “التابعين”، مشيرةً إلى أنّه بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال الغاصب للأراضي الفلسطينية المحتلة، يعود الكيان الغاصب لارتكاب مجزرة جديدة مستغلاً صمت المجتمع الدولي، والدول الكبرى المعنية بحفظ التوازن الدولي والمؤثرة بقرار الأمم المتحدة.
كذلك، أكّدت الرئاسة العراقية أنّ دماء الشعب الفلسطيني ستبقى تنزف طالما بقت يد الكيان المحتل مطلقة بعيدة عن المساءلة والمحاسبة من قبل المجتمع الدولي.

جريمة وحشية
ومن جهتهما أدانت وزارتا الخارجية السعودية والقطرية استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة “التابعين”، معربةً عن استنكارها تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة “إسرائيل” من جراء هذه الانتهاكات.
وشدّدتا على ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزةّ الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. مؤكّدتين أنّ هذا القصف يعد مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل.
وطالبتا بتحقيق دولي عاجل بعد القصف الإسرائيلي للمدرسة في غزة.
بدورها أشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أنّ “القتل المتعمّد للفلسطينيين العزل دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء الحرب في غزّة”.
ودانت الخارجية المصرية، في بيانٍ، قصف “إسرائيل” مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرقي مدينة غزّة، كما استنكرت “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين في القطاع، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية بـ “أشد العبارات” قصف “إسرائيل” المدرسة، وعدّته “خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، واستهدافاً ممنهجاً للمدنيين ومراكز إيواء النازحين”.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، سفيان القضاة، إنّ هذا الاستهداف الذي يأتي في وقتٍ يسعى الوسطاء إلى استئناف المفاوضات مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية إلى عرقلة جهود وقف إطلاق النار.
وشدّد “على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصةً مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة بشكلٍ فوري، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها”.

جرائم ضد البشرية
إسلاميا.. اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون السياسية في إيران، علي شمخاني، أنّ الهدف الوحيد لكيان الاحتلال من قتل المصلين في مدرسة “التابعين” في غزّة، واغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، هو مواصلة الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار.
من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عن إدانته للعدوان الإسرائيلي على مدرسة “التابعين” في غزّة، واصفاً إياه بـ “الوحشي” وأنّه مصداق واضح لجرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد البشرية التي تُرتكب بشكلٍ متزامن.
كذلك، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنّ “استمرار هذه الهجمات الصهيونية يثبت مرة أخرى أن الاحتلال غير ملتزم بأي من المقررات الدولية والأصول الأخلاقية والإنسانية”.
وشدّد كنعاني على أنّ الطريق الوحيد لمواجهة هذا الكيان السفّاح هو “اتخاذ إجراء حازم وحاسم من قبل الدول الإسلامية وأحرار العالم في دعم عملي للشعب الفلسطيني ونضال مقاومته”.
تركيا من جهتها أدانت المجزرة، وشددت على أنّ “إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية عبر ذبح أكثر من 100 مدني لجأوا إلى إحدى المدارس”.

يوم آخر من الرعب في غزة
دوليا قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن العدو الصهيوني نفذ 21 هجوما على مدارس تؤوي نازحين فلسطينيين في قطاع غزة منذ 4 يوليو.. مدينا استهداف مدرسة «التابعين» والتي أسفرت عن مئات الشهداء والمصابين.
وأوضح المكتب في بيان صحفي أمس، أن هذا الهجوم هو 21، الذي يستهدف مدرسة، كل منها بمثابة مأوى، منذ 4 يوليو، وقد أسفرت عن مقتل 274 شخصاً على الأقل، بما في ذلك النساء والأطفال.
وأكدت مقررة أممية، أن سلطات الاحتلال الصهيوني ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في مدرسة تلو الأخرى في قطاع غزة، و«أن القتل خارج القانون لا يمكن أن يبقى دون حساب».
وقالت فرانشيسكا ألبانيز، المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في منشور على حسابها بمنصة «إكس»: إن سلطات الاحتلال ترتكب الإبادة الجماعية بأسلحة أمريكية وأوروبية وسط عدم اكتراث كل «الأمم المتحضرة».
وسلطت ألبانيز الضوء على أن تاريخ سلطات الاحتلال الطويل في اغتيال الفلسطينيين بالداخل والخارج.
من جهته أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل ان «الصور التي التقطت من مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية، مع عشرات الضحايا الفلسطينيين، مرعبة»، وقال بوريل في منشور على منصة «اكس»، أمس السبت، أنه تم استهداف ما لا يقل عن عشر مدارس في الأسابيع الماضية، ولا يوجد أي مبرر لهذه المجازر، وإننا نشعر بالفزع إزاء العدد الإجمالي الرهيب للوفيات.

قد يعجبك ايضا