الثورة / / متابعة/ حمدي دوبلة
وصل الانهيار والإحباط والانكسار في أوساط جيش الاحتلال الصهيوني إلى مستويات غير مسبوقة بعد عشرة أشهر من الهزائم والخسائر المتلاحقة التي منى بها على أيدي مجاهدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الحدود الشمالية لكيان الاحتلال بضربات موجعة من قبل المقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة حزب الله دون أن يحقق من الأهداف التي أعلنها الإرهابي نتنياهو.
وتعالت الأصوات في الإعلام ” الإسرائيلي” خلال الساعات الماضية بأن حصيلة القتلى والإصابات الخطيرة وحالات الإعاقة بصفوف الجيش “الإسرائيلي” باتت في ارتفاع “مُخيف ولا تتوقف” وأن ما وصفته وسائل إعلام العدو بإهمال نتنياهو للوضع المتردي الذي يعانيه العسكريون الصهاينة في ميادين المواجهة وصل حدّ الإجرام.
واعترف جيش العدو امس، بإصابة 12 جنديا في معارك قطاع غزة في الساعات الـ24 الأخيرة.
وبحسب المعطيات التي نشرها جيش الاحتلال فإن العدد المعلن للجنود الجرحى منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي وصل إلى 4284 من بينهم 2190 منذ بدء الحرب البرية.
وأوضح جيش العدو أن 213 ضابطا وجنديا وما زالوا يخضعون للعلاج في المستشفيات بينهم 29 جروحهم خطيرة.
وأفادت المعطيات بأن 689 جنديًا وضابطًا قد قُتلوا منذ بداية الحرب.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قد أكدت أن مجاهديها استهدفوا مبنى تحصنت به قوة صهيونية وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح، كما أطلق مجاهدوها رشقة صاروخية على مستوطنة “غان يفنه” ومدينة “أسدود” المحتلتين.
وقالت القسام في بيان “تمكن مجاهدو القسام من استهداف مبنى تحصنت به قوة صهيونية قوامها تسعة جنود بقذيفتي «TBG»، وإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح، في حي تل السلطان غرب رفح”، لافتة إلى أن تم رصد هبوط الطيران المروحي الصهيوني لإخلاء الموقع من القتلى والجرحى.
كما أطلقت القسام رشقة صاروخية باتجاه “غان يفنه” و”أسدود” ردا على المجازر المرتكبة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وقادة المقاومة”.
من جهته أعلن حزب الله أمس، عبر بيانين منفصلين، أن مجاهديه استهدفوا تجمعًا لجنود صهاينة في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية “وأصابوه إصابة مباشرة” كما قصفوا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
وتحدث الإعلام العبري أمس الجمعة عن رصد 5 صواريخ، أطلقت من لبنان وسقطت بمناطق مفتوحة في مستوطنة المطلة شمالي إسرائيل.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مجلس محلي المطلة أن 5 صواريخ انفجرت في مناطق مفتوحة.
وكانت القناة الـ”12” العبرية قد أشارت إلى انطلاق صفارات الإنذار في مستوطنتي المطلة وكفار يوفال.
كما طلبت سلطات الاحتلال، أمس الجمعة، من سكان البلدات الحدودية البقاء بمحاذاة المناطق الآمنة “حتى إشعار آخر”، عقب سقوط صواريخ أطلقت من لبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “طُلب من سكان خط المواجهة في شمال البلاد البقاء بمحاذاة المناطق الآمنة، حتى إشعار آخر”.
وذكرت أن “قذائف صاروخية أطلقت صوب كريات شمونة ومحيطها صباح (الجمعة)، مرة أخرى،
إلى ذلك شكت مراسلة ومعلقة شؤون المجتمع “الإسرائيلي” في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حِن أرتسي سرور، من ارتفاع عدد القتلى، وحالات الإصابات الخطرة في صفوف الجيش “الإسرائيلي” خلال الأسابيع الأخيرة، سواء في الجبهة الجنوبية (قطاع غزّة) أو في جبهة الشمال (لبنان).
وقالت أرتسي سرور إنّ “هذا الأسبوع، كما في كل أسبوع، أُضيف المزيد من جرحى الحرب إلى القائمة التي لا تنتهي والذين سيكون عليهم التعامل مع حياتهم الجديدة، في دولة ومجتمع غير جاهزين لاستيعاب آلاف المعاقين جسدياً ونفسياً، وفي ظلّ إهمالٍ حكومي واضح”، محصية سقوط 6 مصابين بجروحٍ خطيرة هذا الأسبوع.
وفي أحدث الإحصاءات، ذكرت “يديعوت أحرونوت” أنه “في الجيش الإسرائيلي يوجد الآن 9860 مصاباً، بينهم 5053 من الشباب (30-18 سنة)، وأكثر من 2600 يُعانون من ردّة فعل نفسية، و197 يُعانون من إصاباتٍ في الرأس، 690 يُعانون من إصابات في العمود الفقري، وأكثر من 60 مقطوعي أطراف”.
من ناحيته، قال قائد سرية احتياط في لواء النقب، المدعو/إسحاق شفارتس والذي أصيب في بيت حانون وأصيب بشللٍ نصفي: “بعد شهرين ونصف من إعادة التأهيل، خرجت إلى الحياة على كرسي مُتحرّك، والآن تكفي بلاطة بارزة قليلاً من الأرض حتى لا أتمكن من التحرّك مع الكرسي، في إسرائيل لا يفهمون حقاً ما يعنيه هذا الأمر”.
من جانبها، قالت نائبة رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن ساريت كيدرون، إنّ “الإصابات النفسية بين الجنود الجرحى كبيرة، إذ يُعانون من صعوبات جمّة، وخوفنا هو ألا نعثر على الجرحى الذين تتدهور حالتهم”
وأشار رئيس منظمة مُعاقي الجيش الإسرائيلي المحامي عيدان كليمان، إلى أنّ “الهدف النهائي لإعادة التأهيل هو إعادة الجرحى إلى مكان يعملون فيه كمواطنين عاديين ويساهمون بدورهم في المجتمع، وأنا قلق من أن الكثيرين منهم سيجدون صعوبة في العودة إلى سوق العمل”.
كما أضاف أنّ “الحكومة تظهر عجزاً كبيراً في تعاملها مع جرحى الجيش وهذا العجز يرقى إلى حدّ الإجرام، ولسوء الحظ، يتم إهمال الجرحى ولا تحرك الحكومة ساكناً لتحسين وضعهم”.
وقد أدّت أزمة الجرحى هذه إلى تزايد السخط من الجرحى على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إذ رفض عدد من الجنود الذين يتلقون العلاج في قسم التأهيل في مستشفى “هداسا” في القدس لقاء نتنياهو، قبل أشهر.
وخلال نحو 10 أشهر من العدوان الصهيوني على غزة، ارتفع عدّاد قتلى جيش الاحتلال في المعارك التي تخوضها مع المقاومة الفلسطينية في القطاع بشكل كبير. وتؤكد وسائل إعلام عبرية أنها تعادل حجم لواءٍ في “الجيش”