"الأورومتوسطي": استهداف مدارس غزة سياسة صهيونية ممنهجة للتهجير القسري
شهداء وجرحى بينهم صحفيان في قصف صهيوني لمخيمات النزوح في خانيونس ورفح
الثورة /تابعة/ محمد الجبري
استشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الجمعة، في غارات شنتها الطائرات الحربية الصهيونية واستهدفت على وجه الخصوص مخيمات النصيرات والمغازي وجباليا، إلى جانب مدينتي خان يونس ورفح في قطاع غزة.
ففي خان يونس استشهد 14 مواطنا فلسطينيا على الأقل بينهم صحفيان وأصيب آخرون، في غارات شنها طيران الاحتلال على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بوصول جثامين 14 شهيدا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جراء غارات العدو الصهيوني المتواصلة على أنحاء متفرقة في المدينة.
واستشهد عشرة مواطنين وأصيب آخرون، خمسة منهم في قصف العدو منزلا لعائلة معمر بمنطقة التحلية وسط خان يونس، بينهم الزميل الصحفي في إذاعة صوت فلسطين تميم معمر، وخمسة مواطنين آخرين بينهم أطفال، في غارة شنها طيران العدو في منطقة المواصي غرب خانيونس.
إلى ذلك استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف صهيوني على منطقة العمور بالفخاري شرق خان يونس، واستشهاد آخر برصاص قناصة العدو الصهيوني قرب مدرسة عيلبون في بلدة القرارة في نفس المنطقة.
وأعلنت مصادر محلية استشهاد الصحفي عبد الله السوسي في غارة للعدو استهدفت منزله في خان يونس، كما أصيب عدد من المواطنين جراء قصف مدفعية العدو منزلا بمنطقة الشحايدة في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس.
وأكدت مصادر صحية استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين إثر غارة “إسرائيلية” استهدفت منزلا لعائلة مطر غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واستشهد مواطنان جراء غارة مماثلة استهدفت منازل بمخيم المغازي وسط القطاع.
وقالت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في بلوك أربعة بمخيم جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى، ويواصل جيش الاحتلال قصف المنازل وتفجيرها ونسف المربعات السكنية في محافظة رفح، حيث تم نسف عدة منازل غربي المدينة.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على قطاع غزة، برا وجوا وبحرا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 39.699 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 91.722 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم .
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكد الخميس ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء استهداف جيش العدو الصهيوني مراكز الإيواء والمدارس في قطاع غزة، إلى 1050 شهيدًا.
وأضاف أن الاحتلال أخرج 34 مستشفى عن الخدمة، ولم يتبق سوى مستشفى شهداء الأقصى الواقع شرق دير البلح، وسط القطاع.
موضحا أن الاحتلال يسعى لتأزيم الوضع الإنساني وممارسة سياسة التجويع وخاصة في شمال غزة، كما يمنع سفر ما يزيد عن 25 ألف مريض للعلاج في الخارج.
في سياق متصل قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش العدو الصهيوني يكثف استهدافه للمدارس في قطاع غزة خصوصا تلك التي تستخدم كمراكز لإيواء النازحين، كـسياسة ممنهجة هدفها التهجير القسري للمدنيين وتفريغ مدينة غزة.
وأوضح المرصد “الأورومتوسطي”، في بيان صحفي، أن التصعيد ضد المدارس في قطاع غزة يتزامن مع إصدار جيش العدو أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها ضمن سياسة ممنهجة لطرد الأهالي وحرمانهم من أي استقرار “لأسباب تبدو انتقامية”، مشيرًا إلى أنه وثق قصف طائرات العدو الصهيوني المباشر لــ9 مدارس تُستخدم كمراكز إيواء لآلاف النازحين في مدينة غزة، خلال الثماني أيام الماضية وتم تدميرها على رؤوس من فيها.
وأكد المرصد، أن هجمات طيران العدو الحربي تسببت، خلال نفس الفترة، في استشهاد 79 فلسطينيًا وإصابة 143 آخرين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفقدان أعداد أخرى تحت الأنقاض، وما زال يتعذر انتشالهم لعدم وجود معدات مناسبة لطواقم الإنقاذ.
ونوه أن قصف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين غير مبرر بالمطلق، “رغم أن جيش الاحتلال يحاول دائما التبرير باستهداف أحد النشطاء العسكريين أو السياسيين دون أن تثبت صحة هذا الادعاء”.
وبين “الأورومتوسطي”، أن تحقيقاته الأولية تشير إلى تعمد العدو الصهيوني تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء لحرمان الفلسطينيين مما تبقى من أماكن قليلة تؤويهم بعد التدمير الممنهج للمنازل ومراكز الإيواء بما فيها المدارس والمنشآت العامة.
وطالب المرصد جميع الدول بفرض العقوبات الفعالة على الكيان الصهيوني ووقف أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري كافة المقدمة إليه بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها.