سفير بمهام ومسئوليات تفوق الدبلوماسية

لقاءات/زهور السعيدي – أسماء البزاز –
مغتربون: نحرص على التعامل الراقي لعكس الصورة المشرقة عن الإنسان اليمني

هذه هي الطيور المهاجرة.. من تحملت لوعة الاغتراب ومرارة الشوق والحنين وعذاب الفراق وسنين البعد.. كل ذلك لم يفقدها هويتها الوطنية والعربية والإسلامية ولا العادات النبيلة الجارية في دمائها والمتأصلة في جذورها وهي صورة مزدهرة بازدهار الوطن ومشرقة بإشراقه وتألقه فعكست للعالم أجمع من تكون اليمن والذي تعنيه نسمات هوائه وعراقة تاريخه وبشاشة وطيبة ناسه فكان هؤلاء المغتربون هم خيرة من مثلها وأصدق من حاكاها..
المغترب أو المهاجر هو سفير بلده وخير ممثل له ينقل الصورة الصادقة والصحيحة عن ثقافة وعادات بلاده وتقاليدها وأصولها الوسطية السمحاء وتكريس ذلك في كل محافل مواطن اغترابه..

صورة اليمن
عدنان ظافر رجل أعمال أدلى بدلوه عن هذا الموضوع قائلاٍ:
– لقد اغتربت في دول كثيرة نتيجة لظروف عملي والتي تلزمني التنقل من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى وكنت أتفاجأ وخاصة عندما أسافر إلى الدول الغربية من النظرة السلبية تجاه وطننا وديننا وكأننا أناس بلا تاريخ أو ثقافة لا نعرف التطور ولا الحضارة ولا نؤمن بالتقدم والتكنولوجيا ولا التعايش السلمي بين الأديان… وأوضح ظافر: إلا إنني حاولت أن أقنعهم بعكس ذلك تماماٍ وأغير تلك الصورة المعتمة والتي تنقلها بعض الوسائل الإعلامية والتي غالباٍ لا يعجبه العجب ولا حتى الصيام برجب.. والحمدلله من خلال أخلاقي وتعاملي بوسطية وصدق ووفاء معهم استطعت أن أوثر على من أعرفهم أو تعرفت عليهم أو صادقتهم بحكم عملي وأخذوا عني طابعاٍ آخر أنني مليء بالصدق والوفاء والتقدير والاحترام حتى أنهم تمنوا زيارة اليمن والتعرف على شعبه وموروثه وكنوزه وآثاره في أقرب فرصة سانحة لهم هذا بعد أن حدثتهم عن اليمن الكثير والكثير … فصورة المغترب هي صورة حبه لوطنه فبلادنا عظيمة بعقيدتها وغنية بعاداتها وتقاليدها وغنية بتراثها وآثارها وجميلة بجبالها وشواطئها وطبيعتها الخلابة وبساطة وتواضع أبنائها الطيبين ومع ذلك فهي لم تستغل ما تملك من مقومات سياحية لتنمية اقتصادها الوطني ربما أن الترويج الإعلامي لم يقدمها بالمعنى الصحيح لخدمة سياستها بالشكل المطلوب وهنا تقع المسئولية الأولى على سفراء اليمن وفي نفس الوقت على المغتربين في كافة الدول العربية والأجنبية.. هكذا استهل محمد الشبامي- تاجر- حديثه عن دور المغترب في دعم التنمية الاقتصادية لوطنه مضيفاٍ: نحن عندما نغترب ونسافر ونهاجر ليس من أجل أعمالنا ومصالحنا الشخصية فحسب بل علينا أن ننقل صورة اليمن وعراقتها وتاريخها لأنها أمانة في أعناقنا فالعديد من الدول تنظر لليمن بصورة خاطئة وكأنها مجرد دولة متأخرة من دول العالم الثالث لم تصل إليها ثقافة العصر..
لذلك لا بد أن يبرز دور المغترب في نقل الصورة الحقيقية ليس بخطاباته في المناسبات وإنما من خلال تعامله في عمله وعلاقته وسلوكه وأخلاقه وهذا له صدى وتداعيات إيجابية لوضع الآخرين في حقيقة اليمن وشعبها الطيب وهذا السلوك الحسن يجلب رجال الأعمال والشركات الاستثمارية للاستثمار في اليمن والنهوض باقتصاده بعد أن انعكست لهم الصورة الإيجابية الرائعة عن الواقع الطيب والجميل لبلد الإيمان والحكمة اليمانية..
ويوافقه في الرأي محمد الخطيب معززاٍ في حديثه ما ذهب إليه الشبامي مؤكداٍ: أنا شخصياٍ كانت تربطني علاقات عمل مع رجال أعمال خليجيين وكذلك من الدول الغربية وكنت دائماٍ ما أشرح لهم عن وطننا وثرواته وأهمية موقعه الاستراتيجي فاجتاحهم شغف كبير وتفكير سليم لإقامة مشاريع تنموية في اليمن ووضع خطط لعمل وإنشاء مشاريع استثمارية تفيدهم وتفيد الوطن.

أسلمت على يد مغتربة
نوال سالم جامعية تقول: درست في الخارج معظم سنواتي الدراسية وأكثرها في أمريكا تعرفت هناك على فتاة روسية طيبة جداٍ ولكنها تتخوف من حجابي وحشمتي والتزامي دينياٍ ظناٍ منها بأن من يرتدي ذلك الحجاب هم الأكثر تشدداٍ دينياٍ كما قالت ودائماٍ ما تزعم بأن اليمن بلد متخلف وما هي إلا شهور من متابعتها الدائمة لتصرفاتي المحافظة وتفوقي المستمر في دراستي طلبت في ذات يوم دعوتها إلى منزلنا لتتعرف علينا أكثر عن قرب… وتابعت نوال سرد قصتها: وما حصل فعلاٍ عندما تعرفت علينا عن قرب واستوعبت منا سماحة الدين الإسلامي الحقيقي والذي يدعو إلى التآلف والتقارب والمودة والمحبة والسلام بين الشعوب وينبذ العنف وبالإضافة إلى إعجاب بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا وسلوكنا وكرم ضيافتنا مؤكدين لها أن هذه هي حياتنا كانت خارج الوطن أو داخل الوطن منبثقة من أخلاق بلادنا وعاداته وسلوكه المستنبطة من عقيدتنا وديننا الإسلامي الحنيف.
وأضافت نوال: وفي اليوم التالي من الزيارة جاءتنا هذه الفتاة الروسية الأصل زميلة الدراسة منذ الصباح الباكر قائلة: لقد أعجبتني عاداتكم وتقاليدكم وكرمكم الطيب كما أحببت من أعماق قلبي دينكم الرائع.. لذلك أريدكم أن تعلموني مبادئ الإسلام وكيفية الدخول في الإسلام… عندها شعرنا جميعاٍ بارتياح وبفرحة غامرة عمت منزلنا وبدأنا نجند أنفسنا لتعليمها خطوة خطوة بتعاليم ديننا الإسلامي لأننا في الحقيقة لا نمثل أنفسنا فحسب بل نمثل وطننا وعروبتنا وإسلامنا بشكل عام.. وهذا ما تؤكده أيضاٍ حنان شجاع الدين موظفة قائلة: الحمد لله إن لسلوك المسلمين المغتربين في الدول الغربية قد خدم العرب والمسلمين في انتشار الإسلام وخلق روح التواصل والاندماج بين شعوب العالم وعمل على إزالة تلك الصورة الخاطئة من عقلية البعض بأن الإسلام دين التسامح والتآلف بين البشر.

غربة فاشلة
من المؤسف أننا نلاحظ أن بعض الذين يسافرون بغرض الغربة أو من أجل الدراسة وهي كلها غربة لايقدرون المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي هاجروا وطنهم وفارقوا أسرهم من أجلها حيث نجد البعض من ذهب إلى الغربة يعود فاضي اليدين اللهم من بعض ما اقتبسه من ملابس وثقافة موطن الاغتراب وكذلك من ذهب إلى الدراسة ليعود بعد سنين فاشلاٍ دراسياٍ وهذا ناجم عن عدم الالتزام بمسؤليته كما أن السبب الرئيسي أيضاٍ هو الهرولة وراء الانفتاح والتيهان وسط زحام مجتمعات مواطن الاغتراب للاقتداء بثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم والتجرد عن الهدف السامي وكذا عن ثقافة وعادات وتقاليد وطنهم الأم.
هذا ما بدأت منى الشامي مدرسة حديثها مضيفة بأن هذا الفشل ناجم عن عدم فهم الاختلاف بين المجتمعات ولكن من يصطدم بذلك الاختلاف هم قلة والأكثرية من يدرك هدفهم السامي ويبذلون جهداٍ كان في العمل أو الدراسة ويعودون بمدخرات الغربة أو المؤهل الدراسي لأنهم يدركون بأنهم محاسبون على كل خطوة يخطونها هذا يجعلني أقدم شكري وتقديري لكل أولئك المغتربين الذين كانوا من يمثلون البلاد ويدلون في شأنها ويرفعون من قدرها بين الشعوب.

——–

قد يعجبك ايضا