الثورة نت../
أكدت اعترافات عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، أن العدو الأمريكي على استهداف القبيلة اليمنية بهدف ضرب دورها المهم والمؤثر تاريخيا في التصدي للغزاة والحفاظ على هوية اليمن واستقلاله.
وكشفت اعترافات عناصر الخلية التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، أن استهداف القبيلة واستقطاب المشايخ والوجاهات الاجتماعية كان يتم في السابق من خلال النظام السعودي ولجنته الخاصة بذلك بما يصب في مصلحة المشروع الأمريكي، ومع بداية الألفية الثالثة اتجهت أمريكا بشكل مباشر إلى استهداف القبيلة اليمنية ومحاولة اختراقها وتجنيد بعض المشايخ والشخصيات المؤثرة عليها مع التركيز على القبائل الواقعة في المناطق الجغرافية الهامة أو بالقرب من الثروات النفطية.
حيث أوضح الجاسوس عبد المعين عزان، أن برنامج حل النزاعات أو ما كان يسمى ببرنامج القبائل داخلياً، كان تحت إشراف موظفة يمنية اسمها “ندى الدوسري” وكان البرنامج على أساس أنه يستهدف الفعاليات القبلية المشايخ القبليين المحكمين الوسطاء القبليين.
ولفت إلى أن الهدف الظاهري المعلن للبرنامج أنه يستهدف مساعدة المجتمع اليمني الذي لديه تاريخ عريق في حل النزاعات، على كيفية حل نزاعاته المحلية والقبلية، لكن الهدف المخابراتي والخفي لبرنامج “حل النزاعات” كان أولًا جمع المعلومات وإعداد الدراسات عن القبائل اليمنية وتركيبتها وأسباب النزاعات في اليمن ووسائل حلها التقليدية.
وأكد الجاسوس عزان أن ومن خلال البرنامج وكهدف مخابراتي أيضاً تم استقطاب عدد كبير من مشايخ القبائل ومن رجال الدين ومن الوسطاء وأكاديميين، وتم استقطاب مجموعات كبيرة من هؤلاء الأشخاص وبعضهم عمل في إعداد هذه الدراسات.
فيما أوضح الجاسوس عبد القادر السقاف، أن هدف الأمريكي من التقرب إلى مشايخ القبائل والوجهاء هو دراسة التركيبة القبلية اليمنية، ومعرفة مكامن الضعف والقوة للقبائل لكي تتناولهم، لينخرطوا فيما بعد وتغذية النزاعات الداخلية البينية سواءً نزاعات قبلية، قبيلة لقبيلة ونزاعات حزبية في هذه القبائل ونزاعات مذهبية.
ولفت إلى أن المهم كان أي مدخل لخلخلة التركيبة القبلية القوية لكي تضعف ويسهل للأمريكان أن يقوموا بالدور الذي يريدونه في الدخول إلى القبائل والوطن بشكل عام والهيمنة والسيطرة، لأن العائق الكبير الذي يرونه هو القبائل والتركيبة القبلية.
وأكد أن الدور الأمريكي فيما يخص القبائل اليمنية كان دور سلبي ومعروف، بهدف إيجاد صداقة مع شخصيات القبائل اليمنية شخصيات فاعلة في المجتمع القبلي ووجاهات لها دور مسموع والهدف الأساسي والرئيسي هو أيضا كونهم يعرفوا أن المجتمع اليمني مجتمع مسلح والقبائل هي الأساس.
وقال” الهدف كان بقدر الإمكان كسب الشخصيات هذه الهامة والدخول في مسألة نزع السلاح من المجتمع اليمني وأولهم القبائل لأنه هذا يعيق أي هدف قادم أمريكي، بمعنى إيجاد شعب قابل للتبعية بما يمكن من الهيمنة على البلد بشكل عام، هيمنة على الثروات الموجودة في البلد والسيطرة أو الاستيلاء على الثروات لأن القبائل منشرين في كل الأماكن التي فيها ثروات”.. لافتا إلى أن الدور الأمريكي كان يهدف لكسب صداقات هؤلاء وإقامة علاقة وطيدة معهم لكي يكسبوهم ويمرروا أهدافهم.
فيما كشف الجاسوس هشام الوزير، عن الأمريكي كان يركز بدرجة أساسية على المشايخ المتواجدين في مناطق إنتاج النفط، بهدف التعرف على أكبر قدر ممكن من هؤلاء المشايخ، ربطهم بعلاقة مباشرة بالسفارة الأمريكية، والاستفادة منهم في عملية ربطهم حتى بالشركات الأمريكية والأجنبية العاملة في المناطق النفطية بحيث يساهموا في عملية حمايتها بالإضافة للحماية الرسمية.
وذكر أن الضابط “رولاند” كان مهتما فيما يخص الجانب القبلي بالتعرف على أكبر قدر ممكن من المشايخ القبليين في اليمن خصوصاً المشايخ الذين لهم علاقة بالصراع في ذلك الوقت، يعني الصراع على النفوذ والسلطة، المشايخ المحسوبين على عفاش والمحسوبين على علي محسن وآل الأحمر وحزب الإصلاح كان ينسق بين الطرفين، والتقى بحسين الأحمر وبهاشم الأحمر ويحافظ على علاقة بالذات مع هاشم الأحمر وكان على علاقة منتظمة بحميد الأحمر ومشايخ مثل محمد بن ناجي الشايف الذي كان على ارتباط قوي ووثيق برولاند.
ولفت الجاسوس الوزير إلى أن الأمريكيين فيما يخص الجانب القبلي كانوا يقدمون أنفسهم على أساس أنهم مستعدين لدعم مشاريع التنمية في مناطقهم، ويرفعوا بالاحتياجات التنموية لهذه المناطق إلى علي عبد الله صالح والحكومة، على أساس أنهم مهتمين بهذه المناطق ويتابعوا احتياجاتها، وكذا عبر مشاريع تابعة لهم مثل المشاريع التي كانت تنفذها لهم “ندوى الدوسري” عبر منظمة شركاء عالميون والمعهد الـ NDI يحلون النزاعات في المناطق القبلية عبر منظمات تابعة لهم مثل الـ NDI وشركاء عالميون ومؤسسات محلية.
وذكر أن أي شخص يرتبط بعلاقة مع “رولاند مكي” والسفارة يمر مباشرة حتى إلى الـ CIA، ويكون في علاقة بينهم خاصة في الأمور الحساسة التي يسميها الأمريكيين في ذلك الوقت ملف مكافحة الإرهاب.. مؤكدا أن الأمريكيين كانوا يركزوا على المشايخ للحصول على أي معلومات تفيدهم في مناطق في مأرب والجوف والبيضاء، ويتابعوهم ويربطوا معهم العلاقات وينسقوا لهم حتى مع اللجنة الخاصة بالسعودية، ويرفعوا من مخصصاتهم ومن مكانتهم عند السعوديين.
فيما اعترف الجاسوس عبد المعين عزان، أن “جوان” بدأت توكل إليه مهام لصالح المخابرات الأمريكية المركزية وهذه المهام كانت مستقلة عن عمله الروتيني “ميبي” أو عمل “ميبي” الذي كان أيضاً له طابع مخابراتي.
وذكر أن من أبرز المهام أو من أول المهام التي أوكلت إليه من ناحية مخابراتية من قبل “جوان” هو التحقق حول موضوع أن هناك مجموعة من المشايخ في المنطقة الوسطى يريدوا أن ينشؤوا تحالف قبائل “مذحج” لكن الموضوع طلع في الأخير أنه لم يكن ذا قيمة، ولكنه تحقق منه من خلال بعض المصادر وسأل عنه وأعطها بعض المعلومات عن الموضوع.
الجاسوس جمال سلطان أكد في اعترافاته أن الأمريكي كان له دور مهم في معرفة القبائل بشكل عام، ومن خلال مراكز البحوث التي يمولها ويدعمها، كمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ومراكز دراسات أخرى، مثل المركز التابع لندوى الدوسري التي كانت تعمل فيه لقاءات مع القبائل.
ولفت إلى أنه من خلال هذه المراكز والأبحاث كان يعرف الأمريكي دور القبائل سواء في قضايا معينة أو من خلال مراكز تعمل لقاءات مع القبائل ومناصرة قضايا مجتمعية أو مناصرة مكونات وموقعها سياسيا واجتماعيا، لأن المجتمع اليمنى هو مجتمع قبلي والقبيلة منتشرة في كل المحافظات، وهذا مكون مهم يعتمد عليه أو يعتمد على معرفة التفاصيل الموجودة أو الدور القبلي الموجود فيه سواءً كان سياسيا أو اجتماعيا.