ألعاب الظل في اليمن من يظلمها؟

حسن الوريث

 

سميت ألعاب الظل، أنها فعلا تقبع في الظل خلف كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي تتصدر المشهد الرياضي من كافة النواحي ولا داعي للحديث عن ذلك لأننا سنركز على ألعاب الظل في بلادنا والتي هي اسم على مسمى بكل ما تعنيه الكلمة ابتداء وانتهاء فهذه الألعاب لا تحظى بأي اهتمام لا رسمي ولا شعبي ولا من القطاع الخاص ولا من أي نوع كان وبالتالي فهي تستحق أن نطلق عليها مظلومة، وفي بلدنا اليمن فأنها مظلومة مرتين الأولى لا نها تأتي بعد كرة القدم في الاهتمام والثانية بسبب غياب الاهتمام الرسمي بالرياضة بشكل عام.
لو تحدثنا عن الغياب الرسمي الكبير والذي يعتبر غيابً مخجلً فهذه الألعاب فعلا ليست في قاموس الجميع هنا، فكل التركيز على كرة القدم التي تحظى بأكثر من 80 بالمائة من الدعم والموازنة والاهتمام بينما بقية الألعاب مجتمعة تمثل 20 بالمائة والواقع يشهد على هذا رغم أن اليمن حققت بعض الظهور والنجاحات في بعض ألعاب الظل وفي ظل هذا الغياب والذي يصل حد التجاهل في أوقات كثيرة على الرغم أنها لا تحتاج إلى الإمكانيات المهولة التي تستنزفها لعبة كرة القدم دون تحقيق أي نتيجة تذكر فيها.
ومما لا شك فيه أننا تحدثنا كثيرا، وسنظل نتحدث عن الإخفاقات الرياضية وأسبابها وخفاياها وأهم هذه الأسباب بل وفي مقدمتها هو أن الاتحادات الرياضية وقياداتها غير الكفؤة تتحمل مسئولية كبيرة في هذا الغياب، ولو كانت هذه القيادات لديها الكفاءة والقدرة لكان الوضع أفضل ولكانت حصلت على حقوق اتحاداتها من اجل الارتقاء بأدائها، لكنها تكتفي بالقليل الذي يذهب الى غير مكانه الصحيح، وبالتالي يظل الوضع كما هو عليه أن لم يتدهور أكثر، وواقع الحال شاهدا على هذا الكلام ولا يستطيع أحد أنكاره.
لدينا غياب رؤية للتعامل مع هذه الألعاب التي يمكن ان نحقق من خلالها ماعجزنا عن تحقيقه في كرة القدم التي تتصدر المشهد من كافة جوانبه ونواحيه وهناك نقطة مهمة جدا نعرفها جميعا يمكن أن تشكل نقطة ونافذة للاهتمام بهذه الألعاب وبما يسهم في توسيع قاعدة انتشارها تتمثل في الإمكانات البسيطة التي تحتاجها ويمكن التنسيق بين وزارة الشباب والاتحادات والقطاع الخاص الذي يمكن أن يكون له إسهاماته ودوره الفاعل في هذا الأمر لو نجحنا في تسويق الأمر لديه بالشكل المطلوب فإننا سننجح في نشر هذه الألعاب ونجعل الاهتمام بها على نطاق أوسع وتكوين قاعدة رياضية كبيرة وواسعة.
لابد من وجود استراتيجية لإنشاء ملاعب خفيفة ومراكز لهذه الألعاب في الأحياء والمناطق وكمرحلة أولى في المدن، ومن ثم الانتقال إلى الأرياف، وبدعم من الوزارة وتوفير المدربين لها من اللاعبين الذين اعتزلوا بعد تدريبهم وتأهيلهم إلى حد معين وتوزيعهم على تلك المراكز والذين بلا شك سيكون لهم دور كبير ومهم في نشر هذه الألعاب واكتشاف المواهب وصقلها لتكون رافدا مهما للأندية والمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها واستقطاب الكثير للاتجاه نحو الرياضة والاستفادة منها من كافة النواحي واهمها الصحة على اعتبار أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الرياضة والصحة، كما يمكن أن ننفذ بطولات وأنشطة ومسابقات لهذه الألعاب باقل الإمكانيات وبالتعاون مع مؤسسات رسمية وخاصة وشركات تجارية كما تفعل بقية بلدان العالم ونخرج هذه الألعاب من الظل إلى النورا فهل وصلت الرسالة ؟؟.

قد يعجبك ايضا