مؤسسة الأسمنت.. والحزام الأخضر!

حمدي دوبلة

 

 

جيدة وإيجابية، تلك الخطوة التي اتخذتها قيادة المؤسسة اليمنية للأسمنت، وتوجيهاتها لإدارة مصنع أسمنت باجل، بالشروع في تشجير مساحة عشرة كيلو مترات حول المصنع، وفي مداخل مدينة باجل من الجهتين الشرقية والغربية، وذلك في سياق المسؤولية الاجتماعية للشركات الوطنية الرائدة، إزاء المجتمع وقضايا الوطن، وتحقيق المصالح العامة.
-مؤسسة الأسمنت وقيادتها الطموحة – ممثلة في رئيسها الشاب المتوقد حيوية ونشاطا يحيى عطيفة – لم تتردد وباشرت في الترجمة الفعلية على أرض الواقع، لتوجيهات وتوجّهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الرامية إلى توسيع الغطاء النباتي والتمدد في زراعة المساحات الخضراء بهدف الإسهام في حماية البيئة ومكافحة التصحّر والحد من تلوث الهواء والتقليل من درجات الحرارة وتحسين المدن اليمنية.. وأثبتت هذه المؤسسة الرائدة أنها في طليعة الجهات الحريصة على تنفيذ مشروع الحزام الأخضر، لمدينة الحديدة وما حولها ومداخلها الرئيسية، والذي تم إقراره، مؤخرا، على أن تكون لمؤسسات القطاع الخاص إسهام بارز في إنجازه، وقد باشر العديد منها في وضع بصماته وإسهاماته.
-مشروع الحزام الأخضر، يشمل – كما يقول المشرفون عليه – تشجير مدينة الحديدة وما حولها ومداخلها الرئيسية، على مساحة 250 كيلو متراً، وذلك بإسهام القطاع الخاص وتعاون غرفة تجارة وصناعة الحديدة، وبمشاركة عدد من المكاتب التنفيذية والجهات ذات العلاقة بالمحافظة، كما يحظى بدعم واهتمام ورعاية قيادة المنطقة العسكرية الخامسة وغيرها من المؤسسات الحكومية والاقتصادية الفاعلة/ على غرار المؤسسة اليمنية للأسمنت وما تقدمه من جهود واعدة في هذا الشأن، الأمر الذي يشي بنجاحات مبشرة لهذا المشروع الحيوي، وعلى طريق تحقيق أهدافه ذات الأبعاد البيئية والاقتصادية والجمالية ..
-المدن اليمنية بشكل عام، رغم أنها من أجمل الأماكن التي اختصها الخالق العظيم سبحانه وتعالى، بخصائص وسمات جمال طبيعية قلّما يوجد مثيلٌ لها في بقاع أخرى من العالم، ظلت لعقود خلت، وما زالت إلى يومنا، تفتقر إلى اللمسات الجمالية المطلوبة من الإنسان وخصوصا ما يتعلق بالمسطحات الخضراء، والتخطيط الحضري، كما تتعرض على الدوام لاستحداثات عمران عشوائية تتنافر مع طبيعتها وخصوصيتها العمرانية والتاريخية، إلى جانب تشوّهات عديدة، يتم إهمالها وعدم التعامل معها كما ينبغي، حتى تستفحل وتصير ظواهر سلبية يصعب السيطرة عليها بمرور الزمن.
– كل الشكر والثناء للمؤسسة اليمنية للأسمنت وقيادتها الحكيمة، ولكل الجهات المشاركة في مشروع الحزام الأخضر بالحديدة، الذي يعد اليوم باكورة عمل واعد، نتمنى أن يُنجز على أكمل وجه، ووفق الخطة الزمنية المرسومة، وأن تعمم التجربة على بقية المدن والمحافظات، حتى نرى وطنا أخضر، ينتصر لتاريخه التليد، ولثقافة عريقة عُرفت عبر العصور بالأرض الخضراء، وبالسدود والمدرجات والمزارع المعطاءة، وبالخير الذي لا ينضب، وأسميت من قبل رب السماء بالبلدة الطيبة.

قد يعجبك ايضا