نساء في حديث خاص لـ (الأسرة): الولاية إكمال للدين وإتمام النعمة لأمة محمد وغلبة وفلاح للموالين

 

الإمام علي – عليه السلام- أعظم رجل عرفه التاريخ بعد الرسول صلوات الله عليه وآله وانه من مثل الإيمان قولا وعملا وحلما وحكمة
ستظل بلادنا تحتفل بعيد الغدير كل عام موثقين ولاءنا حبا واتباعا في كل نبضة من نبضات قلوبنا

نعرف أن الإمام علي – عليه السلام – تربى في بيت النبوة وفي كنف النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الذي أعده الإعداد الأمثل لأمر بالغ الأهمية.
فنبينا الكريم كان يدرك أنه لاشك ذات يوم راحل عن هذه الحياة الدنيا ولم يكن ليترك أمر أمته دون أن يكون هناك من يخلفه عليها ولابد أن يكون هذا الخلف شبيها له خلقا ودينا وحبا لله وخوفا على الأمة ودينها.
لذلك فقد عمل على تربية الإمام علي تربية تجسد عظمة الإسلام وروحية النبي الكريم جعلته منذ صغره يحمل مع النبي الكريم مهمة الدعوة ويكون له سندا وعونا بداية من نومه على فراشه يوم الهجرة في أكبر موقف فدائي فيه من معاني التضحية الكثير ومن ثم جهاده مع النبي فلول الشرك والمنافقين حتى تأسست الدولة الإسلامية وكانت كل أحاديث النبي الكريم تدل على طبيعة الدور المنوط به حتى جاء اليوم الذي اعلن فيه النبي بلاغ الولاية للإمام علي على الأمة و الذي اعتبره الله سبحانه وتعالي كمال الدين وإتمامه حسب آية التبليغ التي بعدما اعلن النبي بلاغ الولاية في غدير خم نزل قوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»
وبلا شك فإن للتولي الصادق أثره البالغ على حياة الأفراد والمجتمعات، لمسناه نحن اليمنيون في تلك الانتصارات التي حققناها على دول العدوان بسبب تولينا للإمام علي وآل البيت وأعلام الهدى.
وحول حديث الولاية وآية التبليغ والأسباب التي أهلت الإمام علي ليكون هو الولي على الأمة بعد النبي الكريم واثر التولي الصادق، اجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب الأمانة هذا الاستطلاع للأسرة مع عدد من الإعلاميات والناشطات.. إليكم الحصيلة:

الاسرة/خاص

بداية الكاتبة وفاء الكبسي ذكرت أن يوم الولاية ليس مجرد مناسبة عابرة، إنما هو إحياء للدين، إحياء للجهاد الذي قد غاب عن أذهان أمتنا العربية والإسلامية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
وأوضحت الكبسي: انه وبعد نزول هذه الآيات المباركة وقف رسولنا الأعظم في منطقة غدير خم في حالة َاستنفاريَة قصوى جمع جميع المسلمين وانتظر مجيء من سبقوه إلى المدينة للرجوع لمنطقة غدير خم من أجل التبليغ وفعلا ًبلغ ما أنزل الله عليه من تبليغ الناس بولاية الإمام علي -كرم الله وجهه- كإمام للمسلمين وخليفة الله في أرضه ووصي لرسوله وبايعه جميع المسلمين، وذكرت الكبسي أن هذه الحادثة مشهودة ومتواترة في جميع كتب السنة ولا ينكرها إلا جاحد وكافر..
واردفت الكبسي: ثم نزلت بعد التبليغ هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} عندها قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- “الحمد لله على كمال الدين، وتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي، وولاية علي بن أبي طالب، في دلالة قوية على أن تبليع الولاية يعادل الرسالة بأكملها ولن يكتمل الدين إلاّ بها.
كمال الدين
وأشارت الكبسي: إلى أن الله سبحانه وتعالى قرن أمر الولاية بكمال تبليغ الرسالة فلم يكن التبليغ كما قاله بعض المغالطين بأنه أمر بتبليغ الرسالة، فالرسالة كانت قد بلغت فما كانت حجة الوداع إلا بعد إتمام نشر وتبيلغ الرسالة وقبل وفاة رسولنا الكريم بثلاثة أشهر !
فما هو هذا الأمر الجلل والعظيم الذي من أجله تغير أسلوب الله سبحانه وتعالى مع رسوله فجاء كتهديد واضح فإن لم تبلغ فما بلغت رسالته !! فان لم تبلغ بهذا الأمر فكأنك يا محمدلم تبلغ الرسالة وضاعت كل أيام الجهاد والصبر والكفاح والعناء الذي عاناه رسول الله من أجل نشر الرسالة وتبليغها، وعليه فستكون الرسالة بلا أهمية أو معنى!.
وأكدت الكبسي على أننا بتولينا للإمام علي -عليه السلام- وبتمسكنا بهذه الولاية شاهدنا و لمسنا آثار وبركات هذا التولي الصادق النابع من القرآن الكريم ومن دعاء النبي صلى الله وسلم عليه وعلى آله: “اللهم وال من والاه وانصر من نصره”، رأينا في واقعنا هذا التأييد والنصر الإلهي طيلة التسع سنوات من مواجهتنا للعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا وعلى عدوان إسرائيل وأمريكا وبريطانيا في تحالفهم الأخير باسم تحالف الازدهار ردًا منهم على نصرتنا لعزة الجريحة المظلومة عسكريا وبحريا وجويا، وشاهدنا رعاية الله والطافه، ولمسنا في واقعنا المعونة الإلهية المدد والتأييد والنصر الرباني العظيم .
واختتمت الكبسي حديثها بالقول: نحن نحيي ذكرى ولاية الإمام عليه -عليه السلام- هو اعترافًا بمنة الله علينا بإكمال الدين الإسلامي، الذي يعتبر امتدادا لولاية الله ورسوله، وتحصينًا للأمة الإسلامية من الثقافات المغلوطة، وتحرير لها من التدجين والعبودية لغير الله، فإحياء هذا اليوم المبارك  فيه سلامة للدين وحماية للأمة من الانحراف الداخلي وتحقق القوة والاستقلال لها، وضمانة للنصر الإلهي، وتعزيز للصمود في مواجهة قوى الاستكبار وأعداء الإسلام التي تسعى لفصل الناس عن مصادر الهداية، فعلى الأمة العودة إلى نهج الولاية حتى تتمكن من التحرر والانتصار والوصول إلى الغلبة على جميع أعدائها.
تعددت البلاغات
وعلى ذات الصعيد تقول الكاتبة ابتهال محمد أبو طالب: قد يوجّه أحدهم للآخر بلاغًا لنشره؛ ليخبر  الناس به؛ ليدركوا مفاده وأهدافه،  بل قد تتعدد البلاغات هنا وهناك، ويكثر المبلغون هنا وهناك،  لكن هناك بلاغٌ فاق كلَّ بلاغ رؤيةً ومعنىً، هدفًا ومغزىً، إنه بلاغٌ قرآني من لدن حكيم خبير، بلاغٌ فيه الخير للعالمين، فيه التأييد من أرحم الراحمن، بلاغٌ لا تكفيه الصفحات لتعداد أهميته، ولايستطيع المتحدثون إيفاء كل مكنوناته، ذلك البلاغ الوراد في الآية ٦٧من سورة المائدة،قال تعالى:{ یَـٰأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَیكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ یَعصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهدِی ٱلقَومَ ٱلكَـٰفِرِینَ }.
أهمية البلاغ
واردفت ابوطالب : نجد الآية متضمنة الفعل الأمر «بلغ» بعد أسلوب النداء «يا أيها الرسول».
فالفعل «بلغ» أكثر أثرًا وأدق دلالةً من الأفعال(قل، أخبر، رسل) فدلالته هي الأهمية البالغة  والقيمة العالية لمضمون ذلك البلاغ، ولسرعة تنفيذه.
وأكدت أبو طالب على أن سيرنا وفق نهج الله وولاؤنا للإمام علي-عليه السلام-يعدُّ شهادة لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، بأنه بلغ ما أُنزل إليه من الله عز وجل.
وتواصل ابتهال: إلى أولئك الذين يقرأون هذه الآية قراءة عابرة، ولا ينظرون نظرة تأمل لكل إحداثياتها ومناسباتها ودلالاتها وتوقيتها، نقول لهم: قراءتكم للقرآن فيها قصور كبير، فالبلاغ الذي تعتقدون بأن لا علاقة له بالإمام علي-عليه السلام- فاعتقادكم غير صحيح، إذ لو تأملتم  وبحثتم وتدبرتم ستجدون أنه ورد في يوم الغدير اليوم الإعلاني بأن الإمام علي هو ولي المؤمنين ونهجه هو نهج رب العالمين وأن حبه إيمان وبغضه نفاق، كما وردت الأحاديث ذات الأسانيد الصحيحة  الدالة على ذلك، ولكن المنافقين أصموا آذانهم، وأبكموا أفواههم عن كل تلك الأحاديث، واكتفوا بتجويد وتلحين آية البلاغ، ليجذبوا العامة إلى حسن أصواتهم فحسب، لا إلى معنى وأهمية هذه الآية الكريمة، ولا نقول في كل أولئك ألا حسبنا الله ونعم الوكيل، نقول لهم: طريقكم معوج بلا اتباع البلاغ في الآية، سبيلكم يتصف بالضلال بلا السير على نهج الإمام علي الذي نهجه مرآة لنهج القرآن، ألم تسمعوا رسول الله الله-صلوات الله عليه وآله وسلم- :«علي مع القرآن والقرآن مع علي»« علي مع الحق والحق مع علي»؟!
إذًا لن يستقيم طريقكم، ولن تصلح سبيلكم ولن يُبعد النفاق والمرض من قلوبكم إلا بإعلان ولايتكم للإمام علي-عليه السلام-ولاءً صادقًا عمليًا متجسداً ومتجدداً.
الغلبة والفلاح
وعن أثر التولي للإمام علي أوضحت أبو طالب أن إن الولاء الصادق يظهر أثره جليًا عملًا في سبيل الله، لنصرة دينه والعداء لأعدائه الذين يريدون أن نضل السبيل، قال تعالى:{ أَلَم تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا نَصِیبا مِّنَ ٱلكِتَـٰبِ یَشتَرُونَ ٱلضَّلَـٰلَةَ وَیُرِیدُونَ أَن تَضِلُّوا ٱلسَّبِیلَ }.
إن أثر التولي الصادق  لله ورسوله والإمام علي جُسِدَ في واقع الشعب اليمني من خلال الوعي لكل المؤامرات التي تحاك ضده، فقد أفشل اليمنيُّ العدوانَ المتنوع في جميع المجالات، وكشف مخططات الأعداء، وسيلته في الكشف هو كتاب الله، الكتاب الذي قرأه وتدبره وطبقه واقعًا، وما إحياء يوم الولاية(ولاية الإمام علي) إلا دليل على الوعي العالي والإيمان الكبير لدى شعب أحب الله ورسوله والإمام علي، وصدق رسول الله القائل: «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية» .
واختتمت ابتهال أبو طالب حديثها بالقول: نحمد الله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الهداية وعلى نعمة أعلام الهدى، الذين أناروا العقول بالوعي، وأيقظوا النائمين من سبات الضلال.
وسلامٌ على الفاروق الحيدر الكرار الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-عليه السلام- فولاؤنا مُعلن إلى أبد الأبدين عزًا وفخرًا، سنظل نحيي -عيد الغدير- في كل عام إلى آخر عام من حياتنا موثقين ولاءنا حبًا واتباعًا في كل نبضة من نبضات قلوبنا.
دلالة الزمان والمكان
بدورها الناشطة الثقافية فاطمة عبدالوهاب الشامي أوضحت أن البلاغ المقصود بقوله تعالى: «يا أيها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك» هو إتمام الدين وتعيين خليفة ووصي للرسول صلوات ربي عليه وآله، بترتيبات إلهية من حيث اختيار الزمان المناسب والمكان المناسب، حتى تشهد أمة محمد وتتعرف على الوصي المكلف بأمر هذه الأمة.
وذكرت الشامي أن الوقت كان بعد حجة الوداع التي جاءت بعد أن اكمل النبي كل أمور الدين الإسلامي وأسس الدولة الإسلامية ولم يبق سوى أمر الولاية وعلى غدير خم لما يمثله من رمزية مفترق الطرق لجميع الوجهات التي جاء منها الحجاج وهناك كان البلاغ وكان إتمام الدين بعد إعلان النبي الكريم أمام الجميع عن الولاية للإمام علي عليه السلام ليكون الوصي لرسول الله .
وعن سؤالنا كيف قرن الله سبحانه وتعالى امر الولاية بكمال تبليغ الرسالة أجابت  الشامي: عندما قال تعالى اليوم «أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» فهنا كانت المقارنة بين إتمام الدين وبين أمر الولاية، فمن يريد إكمال دينه والى أولياء الله الذين والوصي الذي اختاره الله واصطفاه من بين الأمة جمعاء .
وفي سياق حديثها أكدت فاطمة على أن للتولي للإمام علي -عليه السلام- اثره على كل متولي صادق وذكرت أننا لمسناه في واقعنا اليمني حيث قالت: تظهر لنا تجليات الولاية بالانتصارات العظيمة التي ليست وليدة يومها بل تجلت هذه الانتصارات بمعرفة الناس الولاة الحقيقيون رغم تغييبهم عن الأنظار وسبهم على المنابر ورغم استشهادهم في طريق إتمام الدين أما اليوم فها نحن نلتمس انتصارات عظيمة في ساحات المعارك سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العدوان وأعوانه أو حتى على مستوى القضية الفلسطينية وموقف الأنصار الموالين لأولياء الله التولي الصحيح ما جعلهم يحققون انتصارات برية وبحرية وجوية عجزت دول العالم عن التصدي لها والتي كان سببها الأول هو صدق التولي لله ولأعلام الهدى التولي الصحيح.
وعن أهمية إحياء هذا اليوم ذكرت فاطمة الشامي أنه عندما يذكر الله هذا اليوم العظيم في كتابه ويتم الإعلان عنهزوبين عشرات الآلاف من المسلمين فإنما يدل على أهميته وعلى ضرورة إحياءها حتى يترسخ في واقعنا وعند صغارنا وكبارنا صدق التولي ومعرفة أولياء الله الذي أن توليناهم عشنا أعزاء وان تخلينا عنهم أو أضعناهم فلا سبيل لنا إلا الذي والخزي والعار .
واختتمت الشامي حديثها بالقول: ونحن لنا واقع ترى فيه أولياء الله ورسوله والإمام علي ماهي إنجازاتهم وما حققوه للأمة ونرى الآخرون المتخلفون والمنكرون لأمر الولاية ما قدموه للأمة ومن أصبحوا يوالون وعند من انتهى بهم المطاف.
البلاغ بالولاية
وعلى ذات السياق أوضحت الناشطة الثقافية أميرة أبو طالب: أن البلاغ المقصود بقوله تعالى «ياأيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته»  هو قول الرسول للمسلمين ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) يعني إعلان ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.
وذكرت أبو طالب: أن أمر التبليغ بالولاية تم في غدير خم بعد عودة النبي من حجة الوداع حيث جمع المسلمين ونادى من قد ذهبوا بأن يعودوا وتم رص اقتاب الإبل له لكي يصعد ويراه الجميع ويعلن البلاغ.
وأشارت أبوطالب إلى أن الله قرن أمر الولاية بكمال تبليغ الرسالة حتى لا تضيع الأمة من بعد موت رسول الله وحتى لا يذهب كل جهده الذي بذله في كمال الرسالة والدين  فكان لابد من إعلان من يتولى بعده وهو الذي كان النبي قد اعده لهذا الأمر منذ وقت مبكر وتربى تحت يديه وكان عونا وسند للنبي وشاركه في جميع المعارك.
ونوهت أبو طالب إلى أثر التولي للإمام علي وأعلام الهدى وأن  الغلبة والنصر للمؤمنين الموالين للإمام علي وذكرت أننا قد لمسنا اثر هذا عندما تولى شعبنا الإمام علي وأعلام دين الله من أبناء الإمام علي( السيد عبدالملك والسيد حسين ) كيف أن هذا الشعب أصبح بفضل الله قوة لا يُستهان بها وأصبح العدو يحسب له ألف حساب، وحول أهمية إحياء يوم الولاية قالت ابوطالب أنها بمثابة ترسيخ الولاية كمنهج وعقيدة لابد منها للنصر وأنها سلسلة تبدأ من ولاية الله ثم رسوله ثم الإمام علي ثم آل بيت رسول الله ولا بد من تربية الأبناء عليها وتعريفهم بأهميتها وفيها يتم تجديد الولاء والتأكيد عليه وإغاظة الأعداء في استمرار التمسك به للتغلب عليهم.
أعظم الخلق
أما الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري فقد ذكرت في بداية حديثها أن الإمام علي -عليه السلام- من هو بحق يمثل أعظم رجل عرفه التاريخ بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله وانه من مثل الإيمان قولا وعملا وحلما وحكمة .
وأوضحت المحاقري أننا في هذا الزمن نحتاج أن نفهم موضوع الولاية ،ذكرى يوم الولاية يوم الغدير لأنها ذكرى عظيمة ولها الأهمية البالغة  والمكانة العظيمة عند الله  وعند رسوله حيث وأن الإمام  علي علية السلام هو الامتداد الحقيقي للإسلام وهو الشاهد  لعظمة رسول الله ودينة وهو القائد والقدوة بعد رسول الله  صلوات الله عليه واله وهو من قال فيه رسول الله صل الله عليه وآله (علي مع الحق والحق مع علي ،علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، انا مدينة العلم وعلي بابها،  أنت مني بمنزلة هارون من موسى ).
الإعلان عن الولاية
وتواصل المحاقري فهذه الأحاديث تهدي إلى  الحق وإلى الرؤى الحكيمة،  والتوجهات الحكيمة .
وتابعت المحاقري: عندما نتحدث عن يوم الولاية  في يوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة حيث في هذا اليوم تم تنصيب الإمام علي وليا من بعد رسول الله للمؤمنين وبطريقة رسمية ومباشرة من قبل الله وكان ذلك بعد عودة رسول الله صلوات الله عليه واله من حجة الوداع.
وأشارت المحاقري إلى انه وفي وادي خم منطقة بين مكة والمدينة نزل قول الله تعالي (ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من  الناس ) بعد نزول هذه الآية وفي وقت الظهيرة في وقت حرارة الشمس أعلن النبي الكريم لمن تقدموا أن يعودوا ينتظروا في المكان المحدد وبعدها رصت أقتاب الإبل ليصعد عاليا فوقها لتراه تلك الأمة وتشاهده وهو يرفع يده ويرفع يد الإمام علي ويعلن موضوع مهم في غاية الأهمية  موضوع حساس ومهم  يعطي القضية أهميتها وخطب خطبة عظيمة وقال (أيها الناس أن الله مولاي وانا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصرة وأخذل من خذله).
الاختيار الإلهي
ونوهت المحاقري بأن رسول الله أكد وهو يبلغ عن الله أن ذلك الاختيار بأمر الله وذلك فرض الله وإكمال الله لدينه وهذا مظهر من مظاهر رحمة الله.
وأكدت هناء على أن ولاية الإمام علي عليه السلام هي ممتدة من ولاية رسول الله وولاية رسوله ممتدة إلى الإمام علي ولاية لا ينفصل بعضها عن بعض وهي تشكل الضمانة لحماية الأمة من أكبر عملية اختراق ، وهذه تبين للأمة عظم مبدأ الولاية وخطورة الابتعاد والتفريط  فيها  .
وكما أشارت المحاقري إلى أنه بعد إعلان البلاغ نزل قول الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
وأوضحت أن هذا النص يدل بكل وضوح انه لن يكتمل الدين إلا بولايتنا لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام وانها نعمة عظيمة ونعمة الهداية ونعمة القيادة ونعمة الدين وكلها من منطلق رحمة الله من منطلق حكمته من منطلق علمه ليحظى الناس بالخير والصلاح والفلاح والتعاون والإخاء والسعادة.
وأكدت المحاقري على أن هذا ما لمسناه اليوم انه من يتولى الإمام علي -عليه السلام- يحظى برعاية وتأييد وعون عزة وثبات من الله ونرى اليوم يمن الفاتحين وحزب الله وايران والعراق وكل من يتولون الإمام علي -عليه السلام- هم في الصدارة الأولى   في مواجهة الطاغوت الذي يستعبد الناس ويذلهم ويتحكم بهم في كل شيء لأنهم ابتعدوا عن  يوم الولاية،  وعن مصادر الهداية التي تصلنا بالله ونور الله وتعليمات الله وإرشاداته وذكرت هناء المحاقري أننا نعتز بهذا الهدى وبالهدى نتخلص من كل أشكال الاستعباد والاستغلال من كل قوى الطاغوت وأدواتها واننا في يمن الأيام بفضل  الله وبفضل ولايتنا لله ولرسوله وللإمام علي وللسيد المولى سيدي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي اليوم نحن في مواجهة مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني واليوم نحاربهم بكل حزم وثبات وإيمان ويقين وتوكل على الله وبفضل الله كسرنا إرادتهم وحطمنا قيودهم الهشة ونراهم اليوم محاصرين مذلولين مقهورين وهذا بفضل الله.
واختتمت هناء المحاقري  بالقول: الأمة في هذه المرحلة بحاجة لتولي الإمام علي لأنها تمثل طريقا يمثل هدى يعقبه نصر وفلاح أكده الله بقوله (ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فأن حزب الله هم الغالبون )، ولذا يجب أن نلتف حول القرآن وان نكون من الصادقين في ولائنا للإمام علي ونسأل الله تعالى أن يفرغ علينا صبرا وان يثبت أقدامنا وان ينصرنا على القوم الكافرين.
الولاية توجيه إلهي
ختاما الناشطة الثقافية شيماء الشهاري تقول: ذكر الله سبحانه وتعالى البلاغ بالولاية بصورة توجيه للنبي صلاة ربي وسلامه عليه في الآية (يا أيها النبي بلغ ما أنزل اليك من ربك)  وهي ولاية الإمام علي عليه السلام بعد ممات الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم .
وأوضحت الشهاري أن الله قرن أمر الولاية بكمال تبليغ الرسالة دليل أن الله لا يقبل أي عمل كامل مكمل إلا بالولاية ، وان الرسول اذا لم يبلغ الناس بها فهو سيترك فراغا كبيرا وخطيرا في نفس الوقت على هذه الأمة ومستقبلها ، وانها من وظيفة الرسول التبليغ على اكمل وجه ولا يترك أي التباس أو غموض لأنها من صميم مسؤوليته.
وأشارت شيماء إلى أن للتولي الصادق أثراً كبيراً من حيث الحفاظ نفسيا بعيدا عن خطورة التولي لليهود والنصارى  والتأهيل نفسيا لضرب مصدر ذلك الخطر العظيم وهم أولياء الشيطان، وذكرت أننا لمسنا ذلك الأثر في واقعنا اليمني خلال سنوات العدوان حيث أن التولي اكسبنا عزة وكرامة جعلتنا نحافظ على سيادة البلاد وجعلتنا ننظر لأمريكا عبارة عن قشة وجعلتنا لا نخشى من أحد غير الله سبحانه وتعالى، ونوهت شيماء الشهاري بأن أهمية إحياء هذا اليوم  تكمن في اتخاذها فرصة للتحدث عن هذه المناسبة وتعريف الناس بها  وأهميتها وقيمتها على المستوى الديني وأثرها في واقع الأمة وكي نعلن في كل مرة ويتجدد  الولاء والتأمل فيه والاستفادة منه وأيضا تعبير عن الشكر لله والإقرار بنعمته العظيمة ونشهد للنبي في كل عام انه قد بلغ رسالته كاملة.

قد يعجبك ايضا