أطل السيد القائد *عبد الملك بدر الدين الحوثي* (يحفظه الله) في خامس أيام العيد في يوم الخميس، وكما هو المعتاد في خطابه الأسبوعي المستنفر للشعب اليمني للاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف على آخر المستجدات في ميدان طوفان الأقصى ومساهمات الجبهات المساندة سيما الجبهة اليمنية، ولكنه افتتح خطابه بالعزاء للشعبين المصري والإندونيسي في وفاة المئات من حجاجهم مع غيرهم من الجنسيات الأخرى!!!
هجوم لاذع شنه *السيد القائد* على النظام السعودي الذي تسبب إهماله وتقصيره في وفاة مئات الحجاج كان بالإمكان عودتهم سالمين غانمين لأهاليهم، في حين يجني النظام السعودي المبالغ الباهظة من الحجاج مقابل خدمات يدَّعي مجانيتها ولكنه يجبيها من الحجاج عبر الوكالات التي تقوم بتفويجهم في المشاعر المقدسة، فعندما تحصل على إشعار الوكالة تجد فيها مبلغاً مقابل خيمة منى وآخر مقابل خيمة عرفات ومبلغاً مقابل مياه زمزم وغيرها، ثم يخرج النظام السعودي للتفاخر بخدماته للحجيج وهو يجني المليارات حتى بدون ضمان سلامتهم.
تقدر بعض المواقع الاقتصادية أن النظام السعودي يجني حوالي *13 مليار دولار* سنوياً ولكنه في السنوات الأخيرة رفع تكاليف الحج بنسبة كبيرة مثل أجور الفنادق وأسعار تذاكر السفر وخدمات النقل والتأمين الصحي والسكن وما إلى ذلك ، تراوح هذا الارتفاع على صعيد الكثير من الخدمات بين *50 إلى 100 بالمائة* وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى العدول عن فكرة الحج من أساسها، فيما اعتبره مراقبون صداّ عن بيت الله بطريقة غير مباشرة.
هذه الحوادث ليست جديدة، بل هناك قائمة من الحوادث الأليمة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الحجاج بسبب الإهمال والتقصير وأحياناً بالقتل المتعمد، كما هي مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين، ومجزرة موسم 1407 هـ التي سقط فيها أكثر من *أربعمائة* حاج معظمهم من الإيرانيين، وحادثة موسم 1436هـ (2015م) الغامضة بعدد ضحايا تعدى *2000* ضحية.
والتساؤل المطروح بشدة هو لماذا تحدث هذه الوفيات في موسم الحج ولماذا الإهمال في الحفاظ على سلامتهم وهم يدفعون المال ويلتزمون بالتعليمات السعودية ولا نشهد حادثة واحدة في تجمعات المجون التي يشرف عليها النظام السعودي تحت مسمى الترفيه؟
تساؤل آخر وهو إذا كان النظام السعودي يستقبل مليون ونصف مليون حاج ويسقط هذا العدد من الضحايا فهل يسقط ضحايا في زيارة الإمام الحسين في كربلاء والتي تصل إلى أكثر من *عشرين مليون* زائر؟؟؟؟؟ رغم أن درجة الحرارة في كربلاء تفوق درجة الحرارة في مكة والمشاعر المقدسة (43 درجة في مكة المكرمة مقابل 48 في كربلاء المقدسة)!!
الجدير بالذكر أن الشعب العراقي لا يبتز الزوار مالياً بل يقوم بإطعام وسقاية وتطبيب الزائرين والمشاة على مدى أربعين يوماً!!!!!
أمر مهم أِشار إليه *السيد القائد* وهو أن النظام السعودي يقوم بإفراغ الحج من محتواه الروحي والخروج به عن مقاصده القرآنية والإسلامية العظيمة وبالتالي يقرر *السيد القائد* أن هذا النظام ليس جديراً بالقيام بخدمة الحج ورعاية *ضيوف الرحمن*.
فهل تصحو الشعوب الإسلامية وتتنبه لخطر هذا النظام على الإسلام والمسلمين وتدعو لإدارة دولية للحج بدلاً من التفرد السعودي الخطر على حياة الحجاج ومضمون الحج؟
Next Post