فيما حل الذهب والعملات المحلية بديلا◌ٍ عن الدولار


طهران: هناك طريقتان للتعامل مع برنامجها السلمي أما الحوار أو المواجهة

طهران/وكالات
قال المرشد الأعلى للثورة في إيران آية الله علي خامنئي أمس إن الشعب الإيراني سيوجه “صفعة للاستكبار” من خلال انتخابات مجلس الشورى يوم الجمعة المقبل.
ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى خامنئي قوله أمام آلاف الأشخاص إن “الشعب الإيراني سيوجه في انتخابات يوم الجمعة المقبل صفعة للاستكبار”.
وأضاف أن الشعب “سيستعرض إرادته الصلبة أمام الأعداء لكي تعلم جبهة الاستكبار أنها لا يمكنها فعل أي شيء في مواجهة هذا الشعب” لافتاٍ إلى “الأهمية القصوى للمشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات”.
يذكر أن انتخابات مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) ستجري يوم الجمعة المقبل.
في غضون ذلك قالت إيران أن هناك طريقتين للتعامل مع “برنامجها النووي السلمي” اما الحوار أو المواجهة وانها تفضل التعاون.
واتهم وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لنزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة الغرب بالكيل بمكيالين لدعمه إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال صالحي “قلنا مرارا وتكرارا أن هناك خيارين للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لإيران.. الاول التعامل والتعاون والتواصل والثاني المواجهة والصراع”.
وأضاف “إيران واثقة من الطبيعة السلمية لبرنامجها وتمسكت دوما بالخيار الاول. وحين يتعلق الامر بحقوقنا ذات الصلة والتزاماتنا فإن موقفنا الدائم هو أن إيران لا تسعى للمواجهة ولا تريد شيئا غير حقوقها المشروعة التي لا تمس”.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن المفاوضات بين إيران والدول الكبرى في “مجموعة 5+1” حول البرنامج النووي الإيراني قد تستأنف في ابريل على ابعد تقدير كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.
وقال داود اوغلو في مقابلة مساء الثلاثاء مع شبكة “تي آر تي” التلفزيونية الحكومية واوردتها وكالة انباء الاناضول “حصل تبادل رسائل في الايام الاخيرة. أن شاء الله ساجري لقاء جديدا الاسبوع المقبل مع وزير الخارجية الإيراني وأن شاء الله سيتم تحديد موعد في الفترة المقبلة” لاستئناف المفاوضات.
واضاف الوزير التركي “اني مقتنع بان لقاء جديدا قد يحصل من الان وحتى شهر في ابريل على ابعد تقدير”.
وفي رسالة موجهة في 15 فبراير لوزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون اعرب رئيس فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جلالي عن امله في استئناف المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في مجموعة (5+1) وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتعود اخر المحادثات إلى يناير 2011م في اسطنبول بتركيا.
واعلن داود اوغلو أن تركيا مستعدة لاستضافة هذه الجولة الجديدة من المفاوضات. وقال “اذا اختار (مختلف الاطراف) تركيا فاننا سنقوم كما في كل مرة بكل ما في وسعنا وسنستضيف” اللقاء.
ويشتبه الغرب في أن إيران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي عبر تخصيب اليورانيوم. وتؤكد طهران من جهتها أن برنامجها النووي يرمي إلى انتاج الكهرباء فقط.
من جانبهم اعلن مسؤولون إيرانيون أن طهران التي تواجه حصارا مصرفيا غربيا يعرقل تعاملاتها بالعملات الأجنبية القوية باتت تقبل الذهب والعملات المحلية أو حتى المقايضة مقابل نفطها كما نقلت وسائل الاعلام أمس.
واعلن رئيس البنك المركزي الإيراني محمود بهماني أن “إيران لا تتعامل في مبادلاتها التجارية مع الدول الاخرى بالدولار فقط فيمكن لكل دولة أن تدفع بعملتها الخاصة أو بواسطة الذهب”.
وفي مجال تسديد قيمة صادراتها “تتلقى إيران أيضاٍ من الصين أو الهند منتجات بدلا من العملات وهذا لا يمثل أي مشكلة” كما اضاف بهماني.
وإيران ثاني مصدر للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تجني 80% من مواردها من العملات الأجنبية من بيع النفط أو المشتقات النفطية وبينها الدولار الذي يشكل عموما العملة المرجعية.
الا أن طهران تعاني اكثر فاكثر من ادخال العملات الاجنبية القوية التي تجنيها من صادراتها وذلك بسبب الحصار المصرفي الذي تطبقه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدريجيا منذ 2010 لمعاقبة رفض إيران التفاوض مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي المثير للجدل.
من جهته اوضح نائب وزير الخارجية عباس اراقشي لوكالة فارس “وجدنا وسائل لالغاء الدولار في مبادلاتنا مع الدول الاخرى وذلك عبر استخدام العملات المحلية أو المقايضة للالتفاف على العقوبات”.
واعلنت طهران منذ اشهر عدة انها مستعدة لقبول الذهب مقابل تسديد ثمن نفطها وتلجأ منذ العام الماضي أيضاٍ إلى اشكال من المقايضة المباشرة وغير المباشرة مع زبائن اسيويين رئيسيين مثل الصين واليابان أو كوريا الجنوبية بحسب الاوساط المتخصصة.
في المقابل رفضت إيران لفترة طويلة الدفع بالعملات المحلية ما ادى خصوصا في 2011 إلى تراكم مليارات الدولار من متاخرات الدفع على الهند التي تصدر كميات قليلة إلى إيران وكانت عاجزة عن مواصلة تحويل دولاراتها إلى إيران عبر القنوات المصرفية التي كانت تستخدمها سابقا.
وصدرت طهران بما يفوق 140 مليار دولار من المنتجات في 2011م بينها اكثر من 100 مليار دولار من النفط و25 مليارا من المشتقات النفطية.
في حين أكد مسؤولون أمريكيون شاركوا في تقييم رد إيران المحتمل على أي هجوم إسرائيلي قد تتعرض له منشآتها النووية إنهم يعتقدون أن إيران ستطلق صواريخ باتجاه إسرائيل وتشن هجمات ذات “أسلوب إرهابي” تستهدف الطواقم المدنية والعسكرية الأمريكية في الخارج.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس عن المسؤولين الذين شاركوا في إجراء التقييم إن الرد الصاروخي ضد إسرائيل سيكون شبه مؤكد غير أن إيران ستحاول على الأرجح مراقبة عيار عملها العسكري ضد الولايات المتحدة كي لا تمنح واشنطن سبباٍ قوياٍ بما يكفي لشن هجوم عسكري قد يشل برنامج إيران النووي بشكل كامل.
وقال الجنرال المتقاعد جيمس كارتوايت الذي كان يشغل منصب رئيس القيادة الإستراتجية ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة إن “الإيرانيين أسياد التحكم في التصعيد”.
وقال كارتوايت وعدد من المحللين إن الأهداف الإيرانية ستشمل البنية التحتية النفطية في الخليج والقوات الأمريكية في أفغانستان حيث اتهمت طهران بالمساهمة في تسليح المتمردين.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن آخر ما تريده إيران هو حرب شاملة على أراضيها على الرغم من صعوبة التكهن بالآراء الداخلية للقيادات العليا في إيران.
وتشير التقارير الأمريكية الصادرة مؤخراٍ إلى أنه لا توجد أدلة حاسمة حول بدء إيران في صنع قنبلة نووية ولكن احتمال شن إسرائيل ضربة استباقية كان مركز تركيز أمريكي مؤخراٍ.
وقد أعربت واشنطن عدة مرات عن معارضتها لتوجيه ضربة إلى إيران في الوقت الحالي.
وقال المحللون إنه في حال تعرض إيران لضربة فإنها ستقوم بخطوة انتحارية في حال هاجمت القواعد الأمريكية في الخليج وقال كارتوايت إن ” التوازن الذي سيحاول تحقيقه الإيرانيون يتمثل في التسبب بضرر كبير بما يكفي ولكنه أقل من أن يستدعي من الولايات المتحدة أن تقوم بعملية غزو”.
وقال مسؤول إسرائيلي سابق إن إيران ستحسب ردها بالتوازن مع قدراتها وهي لن تشعل النار في الشرق الأوسط.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن إيران قد تغلق مضيق هرمز مؤقتاٍ ما سيثير المزيد من الاضطرابات في أسواق النفط العالمية.

قد يعجبك ايضا