مآسٍ يندى لها الجبين، يقدم عليها العدو الإسرائيلي بمساندة أمريكية مكشوفة، مجزرة بشعة في مخيم النصيرات يسقط فيها أكثر من ٢٠٠ شهيد و٤٠٠ جريح وسفك لدماء الأبرياء بجرأة ووحشية يحتار لها ذوو العقول والألباب ولا من ضمائر تتحرك أو حتى تحركها شلالات الدماء أو تفجرها براكين الغضب .. إلى أي مدى يريد أن يصل إليه العدو الإسرائيلي؟
هل هو في بشاعته هذه يريد أن يزيد حكام الصمت والخنوع فوق صمتهم خزيا وإهانة أم أنه يمرر مشروعه المتعجرف لدوس الكرامة؟
وهل يقبل الحكام العرب بهكذا انتهاك وإهدار لدماء أبناء جلدتهم وهم يقتلون في مناطق محاذية لهم بدماء باردة ولا من نصير أو صوت يردع هذا الظالم العنيد الذي يتمادى من يوم إلى آخر في مجازره البشعة بحق أبناء فلسطين؟
كأني أراكم أيها الصامتون واللا مبالون وأنتم تسحبون إلى النار على وجوهكم جراء صمتكم المهين وتوقيف الغرض الحقيقي الذي حشدتم فيه جيوشكم ومقدراتكم العسكرية والقتالية! ولسان حال الواقع يقول ” إنكم وراء كل ما يجري”!
ولولا خوفكم على مناصبكم ومصالحكم، لكان لكم دور في كل ما يجري في قطاع غزة التي تنزف دما أمام أعينكم وأنتم لا تخجلون من إنسانيتكم وأولادكم وشعوبكم التي منعتم عليها حتى الخروج للتعبير عن رفضها ومواقفها إزاء هكذا جرائم!
لقد طغى فرعون مصر وتجبر وعاث في الأرض الفساد وأقدم على قراره المجحف بحق كل المواليد، ليقدم على ذبحهم وسلبهم الحياة أمام مرأى ومسمع آبائهم وأمهاتهم كما هو حاصل اليوم في غزة!
لكن إرادة الله لم تغب عن هكذا إجرام بشع، حيث كانت نهايته المخزية التي خلدتها آيات الله في كتابه الكريم فكانت النهاية على من نجا من أطفال مصر وتربى داخل قصره.
ليعلم كل أحرار العالم أن في يمن الإيمان والحكمة شعباً وقيادة لا ولن يهدأ لها بال حتى تأخذ بالثأر من أحفاد فرعون ونظرائه في عالم اليوم، وأنهم سيسقطون جميعا في وحل الظلمات وستحل عليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين جراء ظلمهم وصمتهم وتواطئهم وذلهم وخزيهم وإن غدا لناظره قريب والله المستعان.