تزعم أمريكا وتردد دوما إنها (عاصمة العالم الحر) وأنها ( جنة الحرية) وبلاد الديمقراطية والإبداع وراعية الديمقراطية في العالم..
أوروبا بكل دولها دون استثناء أرهقتنا لعقود في حديثها عن الحريات والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر..!
بدورهم (الصهاينة) يتحدثون انهم كيان ديمقراطي مطوق بمجموعة دول (همجية متخلفة وديكتاتورية) ويضيف ( الصهاينة) انهم يمتلكون ( أعظم جيش وهو الأكثر أخلاقيا في العالم)..!
والحقيقة أن لا أمريكا عاصمة الحرية، ولا هي جنة الحرية، ولا بلاد الديمقراطية والإبداع، وكذلك أوروبا أثبتت أنها لا ديمقراطية ولا تؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تحترم حقوق الإنسان..
ومثلهما الكيان الصهيوني الذي لا يعرف الديمقراطية والحرية، وليس لديه جيش أخلاقي، بل لا يتحلى الجيش الصهيوني وان بادني القيم الأخلاقية فهو مجرد عصابة، وقاتل للأطفال والنساء والمدنيين العزل، وعنترياته وبطولاته عرفها العالم بعد أن كان العالم مخدوعاً إلى حد ما بشعارات أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني، وهي الشعارات التي سقطت وافتضحت حقيقة أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني الذي اثبت فعلا طيلة الأشهر الماضية بأنه جيش من المجرمين القتلة الذين لا أخلاق لهم ولا قيم ولم يكن قرار أمين عام الأمم المتحدة مجانبا للصواب، بل مجسدا للحقيقة وإن جاء متأخرا بإدخال جيش الصهاينة في القائمة السوداء باعتباره جيشاً قاتلاً للأطفال، حقيقة جاءت متأخرة، ولكن أن تأتي متأخرأ خير من أن لا تأتي..!
الأمر الآخر، الغطرسة الاستعلائية الصهيونية المتماهية مع الغطرسة الأمريكية، إذ جاء رد الفعل الصهيوني ضد الأمين العام للأمم المتحدة معبرا عن غطرسة صهيونية تتماهي مع غطرسة واشنطن تجاه المحكمة الجنائية الدولية، وأيضا غطرسة واشنطن طيلة أيام العدوان وإصرارها الدفاع عن جرائم الصهاينة ورفضها حل القضية الفلسطينية على أساس من القرارات الدولية، وإصرارها على التفرد بالقضية بهدف تمييعها وتصفيتها، وهذه حقيقة كشفتها معركة طوفان الأقصى التي لم تأتي من فراغ، بل جاءت ردا على مؤامرة أمريكا والصهاينة..!
إن أعظم ما أنجزته معركة طوفان الأقصى ليس هزيمة الكيان وجيشه وأجهزته الاستخبارية التي كانت تسوقها للعالم، واتضح أنها مجرد أساطير وهمية سقطت حين تحرك مجموعة من المقاومين يقلون بكثير عن عدد الجواسيس والمخبرين الذين جندتهم حكومة الصهاينة ليتجسيوا على أبطال المقاومة داخل القطاع..؟!
أولئك الأبطال الذين تحركوا يوم 7 أكتوبر 2023م ليصنعوا ملحمة تاريخية، ملحمة اربكت الكيان وأفقدته توازنه، فهرولت أمريكا بكل قدراتها، وأوروبا بكل إمكانياتها لإنقاذ كيانهم المدلل واللقيط الذي راهنوا عليه لحماية مصالحهم، فاضطروا أخيرا للهرولة لحمايته من بضعة مقاومين متسلحين بإرادتهم وبالحق الذي يعطيهم شرعية الدفاع عن شعبهم ووطنهم المحتل..!
طوفان الأقصى، ورغم المآسي التي حلت بالقطاع وأهله ونسائه وأطفاله وشيوخه وقدراته المادية والمعنوية وهذا الدمار غير المسبوق وبهيستيريا صهيونية إجرامية ورعاية أمريكية _غربية لهذا الإجرام، أقول برغم كل هذا فإن طوفان الأقصى وأبطاله صنعوا ملحمة انتصار تاريخي غير مسبوق، انتصار شرعنته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وأيدته شعوب العالم في القارات الخمس، وآخرها ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بإدراج الجيش الإسرائلي قاتل الأطفال في القائمة السوداء، مثله مثل ( داعش، وجيش الدولة، وبوكو حرام) فهذا هو الانتصار غير المسبوق الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية والشعب العربي في فلسطين.
بمعزل عن العنتريات الصهيونية وغطرستها التي جاء رد فعلها ليهين أكثر من 200 دولة ويعتبرها مساندة للإرهاب، وان الكيان وحده على حق وأمريكا الداعمة له التي تزوده بالأسلحة الفتاكة، أمريكا التي إعتادت أن تبرر جرائم الصهاينة وتؤكد أنها لم تجد ما يدل على ارتكاب الصهاينة لجرائم إبادة بسلاحها وان من حق الكيان الدفاع عن نفسه، ليأتي قرار الأمين العام للأمم المتحدة ليسقط أكاذيب الكيان وأمريكا وكل داعمي الكيان ومن يزوده بالأسلحة التي قتل بها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ثم عن أي إخلاق يتحلى به جيش العصابة الصهيونية واي فخر أخلاقي لجيش قتل أكثر من 17000 الف طفل ومثلهم من النساء..!
إن العالم ليس غبيا لهذه الدرجة التي يحاول بها الصهاينة أن يتحدثوا عن أخلاقياتهم وأخلاقيات جيشهم القاتل والمجرم الذي عرفه العالم وشهد على جرائمه واستمع لتصريحات قيادته الذين تحدثوا عن ( قتل الحيوانات البشرية في غزة، وان كل من في غزة حيوانات وإرهابين يجب قتلهم، ومنهم من تحدث عن ضرورة إلقاء قنبلة نووية على غزة ومن فيها، وآخر طالب بترحيلهم من وطنهم، وثالث خيرهم بين الرحيل أو الاستسلام أو الموت، ورابع طالب بمنع دخول المواد الأساسية وجعلهم يموتون جوعا) وقد حدث كل هذا قتل ودمار وجرائمه، إبادة جماعية، برعاية أمريكا وموافقتها، ومات جوعا لأطفال والنساء، بعد أن استخدم العدو الصهيوني التجويع كسلاح ضمن أسلحة الإبادة الجماعية التي استخدمها ضد الشعب الأعزل..!
وحين وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بحقيقته: أزبد وأرعد واتهم الأمين العام وبوقاحة تنم عن غطرسة وقحة، رغم الهزائم التي يتجرعها الكيان على أيدي أبطال الشعب العربي الفلسطيني..
لقد فضحت معركة طوفان الأقصى حقيقة الكيان وأمريكا والغرب، وأسقطت كل الشعارات التي تشدقوا بها لعقود عن القيم الإنسانية والحقوق والحريات، وكشفت طوفان الأقصى حقيقة هويتهم الاستعمارية، وانحدارهم الأخلاقي، وتجردهم من كل القيم والأخلاقيات الإنسانية، وأنهم فعلا (وحوش مفترسة) كما وصفهم الرئيس بوتين في منتدى سان بطرسبورغ..