عندما كانت الدولة الماركسية – اللينينة في أوج صراعها مع الغرب الإمبريالي كانت الدعايات الغربية تتخذ من الدين درعاً لها، وتوجه طاقات المجتمع الشرقي إلى إنها حاملة لواء الدين ومنقذهم من المادية الماركسية، وتحاول بكل السبل الكفيلة لتحقيق أهدافها السياسية هناك عن طريق إعادة بناء المجتمع الديني هناك وكان لهم ذلك في نهاية المطاف.
النموذج الآخر العكسي هو المواجهة اليوم مع الثورة الإسلامية في إيران، تحمل الثورة هنا لواء الدين وانتصارها كانت بالشعارات الدينية الخالصة، كانت ملايين الحناجر تهتف: الله أكبر.
بعد أن فشل الحصار الاقتصادي والنووي وغير ذلك، أخذت الدعايات تأخذ شكلا جديدا هنا وهو تحريف الشعب الإيراني إلى الشعارات المزيفة من قبل حقوق وحرية المرأة والتبرج نحو نزع الحجاب والتفسخ وتشويه سمعة رجال الدين المسلمين، بالتالي غرس أفكار الإلحاد في أوساط بعض الشباب في إيران وهدفت الحملة الإعلامية الكبيرة إلى تحولت شرائح المجتمع إلى عناصر تكره النظام الإسلامي ويكون النظام الرأسمالي نموذجا حسنا؛ تماما كما هو حدث ذلك في الكتلة الشرقية لكن بالصورة العكسية والمعادلة الكاذبة واضحة وهي كالتالي:
إلحاد > دين
دين > إلحاد
لكن هل هذا النفاق الديني كان له مفعول لعقود من الزمان، لكن الشرق الروحي ومهبط الرسالات يبقى تأثيره فعالاً مع الزمن على الذين يرفعون كذباً علم الدين، وهي الصحوة الدينية والأخلاقية تأخذ طريقها في الغرب.
وهنا سأدخل بالتفصيل عن التغلغل الروحي في الغرب.
لقد أصبحت معظم شعوب الغرب، وبالأخص الشرائح الشبابية والمثقفين ورجال العلم، الذين حرم عليهم النظام السياسي الرأسمالي الجانب الروحي وأنحرف بهم من جادة الهدى والحق إلى جادة الباطل؛ رغم ما يدّعون لهم زوراً أنهم من أهل الكتاب الصالحين.
بدأت اليوم شرائح المجتمع تستيقظ من رقدتها والصحوة اليوم تأخذ طريقها إلى الأمام : بعد أن كانت أجيال قبل هذا الجيل الجديد تعيش حياة العبث والضياع عن الدين والجانب الإنساني والروحي والتي كانت حكوماتها تبث لهم الرذيلة وأخرها المثلية، هذه الحكومات التي كانت تعادي الشعوب المستضعفة على مدى تاريخها الطويل، وتنهب الخيرات، وتسفك الدماء تحت المصطلحات السياسية والدينية والثقافية والفكرية المزيفة كلها، إن هذه الحكومات وليدة الماسونية التي مازالت لها إلى اليوم الحكم والتحكم على مصائر الشعوب المغلوبة على أمرها .
إن الهبّة الكبرى التي يعيشها العالم المتحرر في هذه اللحظة من الحياة والتي كانت ولادة جديدة فعلاً كانت هي من مخاض صمود الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة تحديداً، تخرج الألوف غير مسبوقة إلى الساحات دون أن يكون هناك ما يدعوها إلى الخوف لا من بطش الجند والدرك ولا بالتهديدات والتنديدات من قبل الأنظمة الحاكمة الفاسدة. هذه الأصوات التي ترتفع صوت حناجرها إلى السماء وتنادي نصرةً لفلسطين سيكون لها تأثير قريب جداً على الساحة الدولية وتحديدا في الداخل، إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من موجات التصعيد إلى أن تتحقق أهدافها …..
إن عروش الظالمين في الغرب الحاكم اليوم ها هي تترنح؛ وسوف تتداعى وستنكسر قريبا على المرأى من العالم.
Next Post